عام على اغتيال الحريري..سنة "انتفاضة الاستقلال" لم تخل من خيبات امل وجروح

> بيروت «الأيام» ريتا ضو :

>
عام على اغتيال الحريري
عام على اغتيال الحريري
لا يزال اللبنانيون حريصين على تلك الصورة التي نقلت عنهم الى العالم، مسيحيين ومسلمين يقفون معا قرب ضريح رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط/فبراير 2005، رغم الانقسامات وخيبات الامل التي رافقت اعام "انتفاضة الاستقلال".

ويقول اكرم ابو شقرا وهو موظف يبلغ 26 عاما لوكالة فرانس برس "لا يمكن الانكار ان الاحداث التي حصلت منذ اغتيال الشهيد الحريري لم نكن نتوقعها حتى في الحلم"،في اشارة الى الانسحاب السوري بعد حوالى ثلاثين عاما من التواجد في لبنان والانتخابات التشريعية التي حصلت في ربيع 2005 بعيدا عن الوصاية السورية.

وقد ادت هذه الانتخابات الى ايصال غالبية برلمانية معارضة لسوريا,وتقر لين زوفيديان (19 عاما)، الطالبة في العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، بان هناك "خيبات امل" حصلت خلال السنة الفائتة بعضها على مستوى الاحداث الامنية وبعضها على مستوى الاداء السياسي.

لكنها اضافت ان "هذا لا يعني ان لا مبررات للتفاؤل بافراز طبقة سياسية جديدة تعمل على قيام دولة المؤسسات".

اما حسين شامل (32 عاما) وهو سائق سيارة اجرة فعدد مصادر اخرى للخيبة,وقال "لا نزال بالكاد قادرين على تامين لقمة عيشنا وعيش اولادنا,ماذا فعل لنا الحكام الجدد؟ مثلهم مثل من كان قبلهم".

وتؤكد لين من جهة ثانية ان صورة التعايش المسيحي الاسلامي في لبنان "مصانة لا بل كانت دائما موجودة الا انها تكرست مع مقتل الحريري". لكنها اشارت الى ان بعض اللبنانيين لا يزالون يدينون بولائهم اولا لطائفتهم "ولزعيمهم"، وهذا ما "يلقي ظلالا على الصورة" بين الحين والآخر,وشكل الولاء الطائفي باستمرار موضوع جدل في لبنان.

وتقول اليان الفتى (42 عاما) في هذا الاطار "صدقت بعد 14 شباط/فبراير ان لبنان اصبح بالف خير. كنت ابكي امام شاشة التلفزيون وانا ارى فاجعة مقتل الحريري تتحول الى وحدة وطنية واجماع على العمل من اجل لبنان افضل".

وتضيف ان "الاحباط الذي اشعر به اليوم هو على قدر ذاك الامل الكبير...الاغتيالات توالت، والانقسامات السياسية عادت. ولا حل في الافق. ابني يدخل قريبا الى الجامعة وافكر في ارساله الى الخارج".

وبين 14 شباط/فبراير 2005 و14 شباط/فبراير 2006، لم تتوقف آلة القتل عند رفيق الحريري، بل استهدفت شخصيات سياسية واعلامية اخرى بينها النائب والصحافي جبران تويني والكاتب والسياسي سمير قصير اللذين كانا من اكثر المتحمسين لتظهير "التطورات الايجابية" ومن ابرز رموز "انتفاضة الاستقلال" التي انطلقت في 14 آذار/مارس.

فقد دعا سمير قصير في مقال كتبه بعد اسبوعين من تظاهرة 14 آذار/مارس التي ضمت اكثر من مليون لبناني مطالبة بالانسحاب السوري الذي تم في نيسان/ابريل، الى "مبادرة جديدة" لاستثمار هذه التظاهرة والتجاوب مع تطلعات الناس الى التغيير والوحدة,وقتل قصير في 12 حزيران/يونيو 2005.

اما جبران تويني فاطل مرارا عبر شاشات التلفزة ليقول "لقد انجزنا استقلالا، لا يمكن التقليل من اهمية الانسحاب السوري واستعادة القرار الحر". وقتل جبران تويني في 12 كانون الاول/ديسمبر 2005.

وتتهم الغالبية البرلمانية سوريا بالوقوف وراء الاغتيالات ومحاولات الاغتيال وعمليات التفجير التي وقعت في لبنان منذ اكثر من سنة.

وقد طالبت اخيرا بالتقدم بشكوى الى مجلس الامن الدولي ضد سوريا بسبب استمرار "عملها المخابراتي" في لبنان، وذلك بعد تظاهرة في الخامس من شباط/فبراير احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في صحف اوروبية وتحولت الى اعمال شغب في منطقة الاشرفية المسيحية في شرق بيروت.

وطالت الانقسامات السياسية فريق "14 آذار" الذي تفرق عنه التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون. اما حزب الله الشيعي الذي انخرط في العملية السياسية عن طريق المشاركة في الحكومة للمرة الاولى، فقد عبر عن مواقف متشددة مع اثارة موضوع نزع سلاحه.

وتدعو قرارات صدرت عن الامم المتحدة في 2005 الحكومة اللبنانية الى نزع سلاح الميليشيات والى بسط سلطتها على كل اراضيها.

وزادت اعمال الشغب في الخامس من شباط/فبراير 2006 من الشكوك والتساؤلات حول مستقبل لبنان "السيد الحر المستقل"، الشعار الذي ارتفع في 14 شباط/فبراير 2005 الى جانب شعار "سيادة حرية وحدة وطنية".

لكن كارول حبيس (25 عاما) من سكان الاشرفية تجيب "لا يجب ان نقع في الفخ. الذين تسببوا باعمال العنف في الاشرفية ليسوا لبنانيين".

وستشارك في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الحريري، لكنها تقول "بالتاكيد,لا اتهم الشريك المسلم بشيء. ما حصل زادني رغبة بالاستمرار في العمل على ما بداناه قبل سنة".

ودعت "قوى 14 آذار" الى اوسع مشاركة في تجمع في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الحريري في ساحة الشهداء في وسط العاصمة.

وقال النائب سمير فرنجية من الغالبية البرلمانية عبر شاشة التلفزيون مساء ذلك "الاحد الاسود" ان "الذين اغتالوا رفيق الحريري يحاولون بعمليات التخريب التي قاموا بها اغتيال ما بناه رفيق الحريري. لا يجب ان نسمح لهم بذلك".

واشرف الحريري من خلال ترؤسه حكومات عدة بعد الحرب الاهلية في لبنان (1975-1990) على مشاريع اعادة اعمار بيروت.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى