الحريري يدعو الى حل القضايا الخلافية بالحوار في مجلس النواب

> بيروت «الأيام» ربى كبارة :

>
سعد الحريري
سعد الحريري
غداة عودته الى لبنان الذي غادره قبل ستة اشهر اثر موجة اغتيالات استهدفت شخصيات معارضة لسوريا، حدد زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري ملامح المرحلة المقبلة مؤكدا ان حل القضايا الخلافية ومنها قضية سلاح حزب الله الشيعي يكون عبر الحوار في مجلس النواب.

واوضح الحريري في مؤتمر صحافي عقده امس الاحد في منزله في بيروت انه عاد للمشاركة غداً الثلاثاء في ذكرى اغتيال والده رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وليس لانتفاء التهديدات لحياته وقال "الخطر ما زال كما هو" مدرجا الهجمات التي تعرضت لها كنائس وممتلكات مسيحية في بيروت الاحد الماضي على ايدى اصوليين سنة في سياق التفجيرات والاغتيالات التي تتهم الاكثرية النيابية دمشق بانها تقف وراءها.

وكانت كنائس وممتلكات في حي الاشرفية المسيحي في بيروت تعرضت لهجمات مع قنصلية الدنمارك في اطار تظاهرة شاركت فيها منظمات اصولية سنية احتجاجا على الرسوم المسيئة للنبي محمد التي نشرتها صحيفة يلاندز بوسطن الدنماركية.

وعلى الصعيد الداخلي اعتبر الحريري ان سلاح حزب الله تحول الى مادة خلافية يتعين حلها بالحوار في المجلس النيابي كما دعا رئيسه نبيه بري، مؤكدا انه سيشارك في "هذه الخطوة المباركة".

وقال "نعم ثمة خلاف مع نصر الله (امين عام حزب الله) وانا مع الحوار بشأن هذا الخلاف في مجلس النواب" مضيفا "الحوار الصريح والجدي والشجاع هو لمصلحة لبنان (...) ولا يوجد حزب اهم من لبنان".

ورفض الحريري الاجابة على سؤال يتعلق بمواقف حليفه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط التصعيدية تجاه حزب الله واكتفى بالقول "لا اريد الدخول في هذه المتاهات" داعيا الى الابتعاد عن التصعيد الكلامي وقال "لندع الخطابات السياسية جانبا ونفكر بكل الامور لنجد الحلول داخليا".

وكان جنبلاط قد اعتبر امس الاول السبت ان حل سلاح المقاومة (لاسرائيل) يتم وفق الحل الذي اتبع مع سائر الميليشيات اللبنانية عام 1991 بعد انتهاء الحرب اللبنانية (1975-1990) اي بنزع سلاح حزب الله وانضمام عناصره الى الجيش.

يذكر ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الذي صدر عام 2004 ينص في احد بنوده على نزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. لكن حزب الله الذي يتمتع بدعم دمشق وطهران يصر على الاحتفاظ بسلاحه "طالما ان اسرائيل تشكل خطرا على لبنان".

واكد جنبلاط انه سيضع "ورقة للحوار لمناقشتها لاحقا فقط في اطار المجلس النيابي" ردا على وثيقة تفاهم وقعها الاثنين الماضي نصر الله مع النائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر المعارض للحكومة.

كما رفض الحريري التعليق على التعديلات الوزارية التي جرت السبت في سوريا وقال "انها شأن داخلي لا دخل لنا به".

لكنه اتهم دمشق من دون ان يسميها بمواصلة العمل على نشر الفوضى واضعاف اصرار اللبنانيين على التوصل الى الحقيقة في اغتيال الحريري الذي اشتبهت لجنة التحقيق الدولية بتورط الاجهزة الامنية اللبنانية والسورية فيه.

وقال "التحقيق اصبح دوليا وسيتابع. نريد علاقات مميزة (مع دمشق) انما التحقيق سيتابع. نحن نعاقب بسبب التحقيق".

وذكر بمبادرة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة (من صفوف الغالبية المناهضة لهيمنة سوريا) الى زيارة دمشق مباشرة بعد تسلمه مهامه وقال "في كل التصريحات نركز على العلاقات المميزة مع دمشق لكنهم قابلوا دعوتنا بالشتائم في الصحافة و الاتهامات بالتخوين".

واضاف "في كل يوم ندفع ليس فقط من اجل حريتنا واستقلالنا وانما لاننا نريد الحقيقة".

وكانت صحيفة "تشرين" الحكومية السورية قد اعتبرت امس الاول السبت ان "ابطال الهجوم" على سوريا في لبنان "فشلوا" وان خلافاتهم "تبشر بسقوطهم الكبير" في اشارة الى انقسامات سياسية طاولت فريق 14 آذار مع انفصال التيار الوطني الحر بزعامة العماد ميشال عون عنه.

وردا على سؤال عما اذا كان التيار العوني سيشارك في تجمع غداً الثلاثاء اكتفى الحريري بالقول "لم يعلن انه لن يشارك" مؤكدا ان هذه الذكرى "ليست ملكا لتيار المستقبل او اي حزب اخر". وقال "لنضع اختلافاتنا جانبا فمن غير دم الحريري والشهداء لما كان لبنان حرا مستقلا".

وبشان التحقيق الدولي في اغتيال الحريري اكد انه لم يلتق سيرج برامرتس الرئيس الجديد للجنة التحقيق الدولية وقال "اعلنا اننا سنقبل بنتائج التحقيق الدولي ولا توقعات لدي لان لا معلومات عندي لا اتدخل في التحقيق رغم كل التهم التي توجه الي" مشيرا الى ان للبلجيكي برامرتس "اسلوبا مختلفا" عن اسلوب الرئيس السابق الالماني ديتليف ميليس.

وجدد اصرار الغالبية النيابية على اقصاء رئيس الجمهورية اميل لحود الموالي لسوريا عن منصبه.

وقال "اسقاط لحود واجب كل الشعب اللبناني" واضاف "اجندتنا لبنان اولا غيرنا عندهم اجندة غير لبنانية" في اشارة الى حلفاء سوريا.

ودعا الحريري الى المشاركة بكثافة في ذكرى اغتيال والده لمواجهة "محاولات اعادة لبنان الى عهد الوصاية" .

وقال "اتوجه الى كل اللبنانيين الشرفاء ليقفوا في هذا اليوم وقفة تاريخية واحدة يؤكدون فيها ان وحدتنا الوطنية هي فوق كل اعتبار وان قوى 14 اذار/مارس ستبقى موحدة تمثل ارادة اللبنانيين في الدفاع عن هذه الوحدة".

وفي اشارة غير مباشرة الى سوريا اضاف "انهم يضعون لبنان امام خيارين: الذهاب الى الفوضى او العودة الى النظام الامني نظام الوصاية والتسلط".

يذكر ان سعد الحريري (36 عاما) غادر لبنان في نهاية تموز/يوليو اثر موجة من الاغتيالات استهدفت عددا من الشخصيات المعارضة لسوريا,وقد ارجئت عودته الى لبنان عدة مرات بسبب الوضع الامني واستمرار الاغتيالات التي كان آخرها مقتل النائب والصحافي اللبناني جبران تويني في 12 كانون الاول/ديسمبر الماضي.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى