اسرائيل تخشى انهيار الجبهة الدولية المناهضة لحماس وتغير قواعد اللعبة

> القدس «الأيام» جان لوك رينودي والوكالات:

>
خالد مشعل
خالد مشعل
تخشى اسرائيل انهيار الجبهة الدولية المناهضة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تلقت الخميس الماضي دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو,ومنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في 25 يناير الماضي تحاول اسرائيل عزل اكبر حركة اسلامية فلسطينية ترفض الاعتراف بالدولة العبرية وتبنت معظم العمليات الانتحارية ضدها خلال السنوات القليلة الماضية.

ولقي هذا التكتيك انتكاسة كبيرة بمبادرة موسكو التحاور مع حماس التي دعمتها فرنسا في حين كسبت الحركة الاسلامية نقطة اضافية عندما دعتها ايضا تركيا حليفة اسرائيل الاستراتيجية في المنطقة الى القيام بزيارة.

واثارت هاتان النكستان استياء شديدا لدى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي انتقدت موسكو في تصريح للاذاعة العسكرية، بلهجة ابتعدت الى حد ما عن الدبلوماسية.

وقالت ليفني ان "الدعوة الروسية غير لائقة وغير ضرورية وستحدث ضررا".

واضافت "منذ البداية كنا نخشى ان يحاول الاوروبيون اولا والروس ثانيا التفهم واتخاذ هذا النوع من المبادرات" باتجاه حماس.

لكنها اشادت بموقف الولايات المتحدة "الواضح جدا"، مشيرة الى ان "الاميركيين رفضوا اي مناقشة مع حماس".

وكانت ليفني قامت الاسبوع الماضي بأول زيارة الى واشنطن منذ توليها مهامها حديثا.

وقالت الوزيرة الاسرائيلية ان "مشاركة حماس في الانتخابات لا تبرئها لانها تبقى منظمة ارهابية".

واوضحت ان "بين مختلف الخيارات المطروحة يبدو لنا ان اكثرها اشكالا هي ان ترفض حماس الشروط التي يفرضها المجتمع الدولي وان تكتسب شرعية من قبله".

وقالت ليفني "صحيح ان اللجنة الرباعية لم تحظر التحدث الى حماس لكن من وجهة نظرنا التحاور مع حماس يفتح عملية يجب وقفها".

وبرر الرئيس الروسي الذي لا ترى بلاده في حماس حركة "ارهابية" الاسبوع الماضي مبادرته بان هذه الحركة وصلت الى الحكم "عن طريق انتخابات ديموقراطية وشرعية" ودعا الى "احترام خيار الشعب الفلسطيني".

اما فرنسا فقد اعتبرت ان مبادرة الرئيس بوتين قد تساهم في الدفع بموقف اللجنة الرباعية داعية روسيا في الوقت نفسه الى احترام المبادئ التي حددها المجتمع الدولي.

وفي هذا الصدد امتنعت ليفني عن انتقاد فرنسا.

وصرحت الوزيرة الاسرائيلية للاذاعة العامة ان "فرنسا لم تندفع باتجاه الفجوة التي فتحتها موسكو بل تدل المواقف التي اتخذتها مؤخرا بشأن ايران وملفات اخرى على انها ضد الارهاب".

اسماعيل هنية
اسماعيل هنية
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بالانابة إيهود أولمرت أمس الاحد من أن "قواعد اللعبة ستتغير" بمجرد أن تضطلع حركة المقاومة الاسلامية /حماس/، التي فازت بالانتخابات التشريعية الفلسطينية الشهر الماضي، بالسلطة.

وأكدت حماس من جانبها على موقفها الرافض للاعتراف بالدولة اليهودية "تحت أي ظروف" وأنها لن تلتفت إلى أي دعوة دولية لوضع سلاحها.

وقال أولمرت لوزرائه خلال اجتماع الحكومة الاسبوعي في القدس إنه بمجرد أداء البرلمان الفلسطيني الجديد اليمين الدستورية فإن السلطة الفلسطينية ستصبح "سلطة حماس".

وهذا يعني بدوره أن إسرائيل ستلعب وفق قواعد مختلفة.

وقالت ليفني لاذاعة الجيش الاسرائيلي إن الدعوة الروسية لحماس ستتسبب أيضا في حدوث أضرار.

مؤكدة ضرورة "وقف هذا التدهور نحو الاعتراف بحركة حماس ".

وأعربت في ذات الوقت "عن خشيتها من إضفاء صبغة الشرعية على حماس دون أن تلبي الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية والتي تطالبها بالاعتراف بإسرائيل وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في العاصمة الاسبانية مدريد يوم الخميس الماضي إنه يخطط لدعوة ممثلي حماس إلى زيارة موسكو "قريبا" لان أسلوب "الجسور المحترقة" ليس أسلوبا سياسيا فعالا.

وعارضت إسرائيل بشدة هذه الدعوة وقالت إن ذهاب حماس إلى موسكو سيكون له تأثير عكسي على الجهود الدولية واسعة النطاق التي تبذل في سبيل تغيير سياسات الحركة تجاه إسرائيل.

وأعلنت ليفني أنها أوضحت لمحاوريها في عدة دول "أن حقيقة فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية لا تضفي الشرعية على الارهاب متوقعة "أن تتحول السلطة الفلسطينية إلى سلطة إرهابية".

وأكدت الوزيرة الاسرائيلية التي عادت من زيارة رسمية للولايات المتحدة مؤخرا "أنها حصلت على انطباع خلال مباحثاتها هناك بأن الادارة الامريكية متمسكة بموقفها الحازم في مواجهة حركة حماس".

ومن جهته أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أمس الاحد أنه أبلغ نظيره الروسي سيرجي إيفانوف بأن دعوة بلاده لممثلي حماس لزيارة موسكو من شأنها إسباغ الشرعية على "منظمة إرهابية".

لكن قادة حماس رفضوا تغيير سياستهم تجاه إسرائيل ورحبوا بالزيارة الروسية قائلين إن "بوتين اتخذ موقفا شجاعا سيؤدي بدوره إلى إحداث توازن في الموقف الدولي".

وأكد سامي أبو زهري الناطق الاعلامي باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أن حركته لم تتلق حتى الآن أي دعوة رسمية لزيارة روسيا.

وقال أبو زهري في تصريحات للصحفيين بغزة أمس الاحد "أن هناك معلومات متوفرة حول زيارة محتملة لوفدٍ من حماس للعاصمة الروسية سوف تتم في النصف الثاني من الشهر الجاري".

وكان مبعوث وزارة الخارجية الروسية إلى الشرق الاوسط ألكسندر كالوجن قد صرح في وقت سابق بأن من المحتمل إلى حد كبير أن تجري حماس محادثات في موسكو خلال الشهر الحالي.

وفي السياق ذاته أكدت صحيفتا "هآرتس" و"معاريف" الاسرائيليتان أمس الاحد أن إسرائيل تشعر بالقلق إزاء تصدع موقفها الرافض لاعتراف العالم بحركة حماس بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية.

وقالت الصحيفتان إن إسرائيل قررت في ضوء فشلها في التأثير المباشر على الرأي العام الدولي تخفيف حدة تدخلها في ما يتعلق بالدعوة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقادة حماس لزيارة موسكو والاعتماد على الموقف الامريكي الذي يطالب القيادة الروسية بالتمسك بقرارات "اللجنة الرباعية الدولية بشأن التعامل مع حماس.

وأشارت "هاآرتس" إلى أن الموقف الامريكي لا يعارض اللقاء بين بوتين وقيادة حماس شريطة أن تطرح روسيا على قادة الحكومة الفلسطينية المقبلة الشروط الاسرائيلية التي تبنتها اللجنة الرباعية وعلى رأسها الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقيات التي تم توقيعها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وخارطة الطريق.

ونقلت "معاريف" عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إقراره بفشل إسرائيل في محاولاتها الحثيثة لاقناع العالم بتكريس جهوده لمحاربة حماس.

فلسطينيون يغيثون شابا جريحا خلال صدامات مع جنود اسرائيليين في بلدة عزون في الضفة الغربية أمس
فلسطينيون يغيثون شابا جريحا خلال صدامات مع جنود اسرائيليين في بلدة عزون في الضفة الغربية أمس
ومن ناحية أخرى ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أمس الاحد أن عددا من المسؤولين الاوروبيين البارزين سيزورون إسرائيل والاراضي الفلسطينية في غضون الايام المقبلة لمناقشة مستقبل عملية السلام بعد النصر الذي أحرزته حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات التشريعية.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية إن فرانك شتاينماير وزير الخارجية الالماني سيتوجه في جولة إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن وتركيا. وقالت المصادر إن زيارة شتاينماير ستشمل أيضا مناقشة العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية خاصة بعد فوز حماس في الانتخابات.

وأضافت أن خافيير سولانا المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي سيزور المنطقة هذا الاسبوع حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.

وليس من الواضح ما إذا كان سولانا سيلتقي قادة من حماس.

وأكد مشير المصري الناطق الاعلامي باسم حركة حماس وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب أمس الاحد أن حركته لن تعترف "بما يسمى إسرائيل" موضحا أنها "ستعمل بكل ما أوتيت من قوة على سحق الكيان الصهيوني من الوجود لاقامة الدولة الفلسطينية".

ونقلت صحيفة "الحياة الجديدة" الموالية للسلطة الفلسطينية عن المصري قوله "إن حركة حماس لن تلقي السلاح ولن تتخلى عن استراتيجيتها ولن تتخلى كذلك عن درب الجهاد والمقاومة ولن تتخلى عن جناحها العسكري".

ا.ف.ب/د.ب.ا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى