كانت باتقع ليلة

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
هذا الموضوع هو محاولة لكتابة محضر لقاء عابر ضم لفيفا من الاساتذة والمعلمين وبعض عيال السوق تطرقوا فيه إلى العديد من القضايا ذات الصلة بالسياسة والمدياسة والرياضة وسباحة الحجر وسباق الخيل.. وقد حاولت التلخيص والايجاز بقدر الامكان لضرورات يقتضيها الأمن العام اللي يسهر ما ينام يحرس أراضينا.. وإمعاناً مني في التعتيم للتغطية على شخصيات المشاركين رأيت أن ألجأ إلى الأسلوب الذي يتبعه اخواننا الفلسطينيون كان الله في عونهم في هذه اللحظات التاريخية الحرجة التي ولا قدرت تمر بها أمتنا العربية والاسلامية من يوم الدين وإلى ساعتك والآن .. وهو أسلوب ناجع يخليك بدل ما تسمي الآدمي باسمه الصريح تقول له مثلاً (يا أبو فلان) أو (يا أبو فلتان) وذلك حسب موقفه النضالي في هذه اللحظات التاريخية الحرجة التي تمر بها أم الصبيان وإلى آخر الموال إياه.

وكما سيلاحظ الاستاذ الكريم المصحح اللغوي في صحيفة «الأيام» والذي أدين له بالعرفان على الجهد الذي يبذله في تصحيح موضوعاتي.. فإن هذا الموضوع مكتوب باللهجة العامية الدارجة.. لذلك لا أريده أن يشغل نفسه كثيراً بالتوقف عند هذه الألقاب من قبيل (يا أبا زعطان) و(كان أبو علان) و (مع أبي سلحان) وهكذا.. لأنه البساط أحمدي ويابخت من كان الوزير خاله والأخ باجمال قد قال انه مافيش معانا سامان كفاية.. فهيا نفتح المحضر قبل مايجي لنا الضيق:

قال أبو فزارة: يا جماعة أنا أشوف أنه المسائل مش تمام بين شاور ومعجم أصحاب خريط الكمبعان هذي الأيام والطاسة تبان حامية.. أيش تقولوا باتقرح العصا بيناتهم؟ أجابه أبو وليد: أما هو بصراحة وقته.. مش قد نحنا والفين كل خمس أو ست سنين على أوليمبياد جديد من دورات القاح بوم بقاح بوم؟ قال أبوطه: يا شيخ فأل الله ولا فالكم بطلوا ذي الهدرة.. سأل أبو فزارة: كيف تشوف يا ناصر بن سعيد؟ فين راح أبو قحافة؟ أجابوه: راح يلعب رياضة.. قال أبو بلال: بانسأل الاستاذ أبو حمد القحطاني.. مش هوه الأوليمبيادي الأكبر في اليمن وكمان على مستوى دولي؟ قال أبو دبية: كم أجأ لك البيل حق التريك هذا الشهر يا أبو نياز؟ نهره أبو نياز قائلاً: اسمع انته الناس أيش يهدروا.. البلاد يمكن تختبط وانته حسك عند البيل حق التريك.. رد عليه بهدوء: لأ لأ لا تخافش.. ليش كذا انته فيسع ترتبش.. الجماعة مش مجانين مرة واحد. فعقب عليه متسائلاً بسخرية: هاه.. كم مرات؟ مرتين؟؟

جزع واحد عسكري ابن حلال من أصحاب الأمن العام اللي يسهر ما ينام يحرس أراضينا ووقف أمام الجمع الأكاديمي في شمم وإباء وقال بثقة في النفس زايدة على المعلوم شوية: أيش معاكم جالسين هنا؟ انتو فاهمين انه القانون حق الطاري يمنع تجمع خمسة أنفار في مكان واحد ويسمح لي أحبسكم أو حتى أطلق عليكم الرصاص؟ فاهمين وإلا مش فاهمين؟ قام أبو فزارة بتواضع ذليل وكأنه تلميذ خائب ليشرح لعسكري الدولة براءة جلستهم وحسن سيرهم وسلوكهم.. ويبدو أن الاخ العسكري تفهم الموقف بمسئولية وحس حضاري أو على الأقل هكذا تبين الوضع عندما خلع قبعته ومسكها بيد.. وبأصابع اليد الأخرى أخذ يحك ويهرش شعر رأسه بقوة ملفتة للنظر مما يثير الشكوك الودية حول احتمالات شبه مؤكدة بوجود القمل في شعره.. بعدين قال بحزم: طيب يا الله كيه اتحركشوا وهاتوا حق العشاء! امتثل الجماعة لطلبه واعطوه ما يكفي وزيادة فقال لهم وهو يهم بالانصراف: نقصوا أصواتكم وحاولوا لا تطولوش بالجلسة كثير.. وبعباطة لا مثيل لها قال أبو دبية: ليش مانسألوش على الوضع يا جماعة؟ أكيد بايكون عارف لأنه عسكري.. تقول يا أخ باتقرح العصا بين الجماعة قريب وإلا عاده؟

لحسن الحظ أن الاخ العسكري لم يسمع السؤال أو أنه لم يفهمه فتجاهله ومضى إلى حال سبيله وإلا كانت باتقع ليلة طويلة ومنامك حالي!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى