أيــام الأيــام..«الأيام».. والكلمة ما بين النور والعتمة

> علي محمد يحيى:

>
علي محمد يحيى
علي محمد يحيى
باقي الكلام محطتان المحطة الأولى: فلسفة الصحافة..كلما ازداد اهتمام الناس بدور صحيفة ما، ازدادت فاعلية ومكانة هذه الصحيفة وتأثيرها في حياتهم العامة. لذلك فإن مبدأ فلسفة الأخلاق الصحفية هي مسألة محورية بين الصحيفة والقارئ، ومدى إتقان الصحيفة دورها المهني والأخلاقي والوطني، من خلال ما تنشره من مواد صحفية والتعليق عليها وتفسيرها وتبسيط معلوماتها وتجسيدها، وتقديمها بمصداقية وأمانة تخدم الصالح العام مواطنين وحكاما، وتفهم ما تريده من مهمتها الإعلامية من خلال اعتنائها باهتمامات الناس المتغيرة، ومراعاتها المستويات المتباينة عند مختلف الشرائح الاجتماعية التي تشكل جمهور قرائها، آخذة في الحسبان تقديم القدر المناسب من المعلومات الموضوعية الصحيحة والواضحة .. وبقدر ما تكون هاتان الصفتان متوفرتين في الصحيفة فإن ثقة القارئ بها تعزز ويجد فيها ملاذاً آمناً لتلقي المعلومات باطمئنان ودون أدنى شك، لأنه يرى أنها تقدم له البراهين والحجج متكاملة مدروسة بدقة وعناية مراعية احترام عقليته بمقدار ما تقدمه من مصداقية في نقل الخبر والرأي والتحليل فيقوى الاتصال بينهما إلى درجة تصبح معها آراء وأفكار وتحليلات المجتمع بشرائحه المختلفة هي حصيلة ما تحويه هذه الصحيفة من آراء ومعلومات وتحليلات. و«الأيام» على مدى سنواتها الطوال قبل توقفها القهري وبعده قد حفرت موقعها المضيء عند معظم العامة من القراء كما هو عند أهل السياسة والثقافة والفن.

وكثيرون هم الذين يرون فيها أنها الصحيفة الشاملة فيما تتناوله موضوعاتها وإدراكها لالتزاماتها بأصول المهنة وأخلاقيات ومواثيق الصحافة وفي مشاركتها الناس همومهم.. فهي إذن تبحث عن النور في عمق العتمة.

المحطة الثانية: حديث الفعل عند «الأيام»

في أثناء تعاقدي مع إحدى الجمعيات النسوية بمحافظة عدن لإقامة دورة تدريبية تعنى بتطوير قدرات المرأة للارتقاء بأسرتها، وخلق فرص مشاريع صغيرة لحماية النساء من الفقر بتمويل من إحدى المنظمات الألمانية غير الحكومية، التي كان من شروطها الإعلان بالخبر لدعوة النساء للانتظام بالدورة. ومراعاة للواجبات القانونية والأخلاقية لرئيسة الجمعية للاستئذان بتدشين هذه الدورة اتصلت برأس الجهة الحكومية المسؤولة عن نشاط هذه الجمعيات، وطرحت عليه الكثير من الخيارات لنشر الخبر/الإعلان في العديد من الصحف المحلية في صنعاء وعدن .. وقد أدهشني وأفرحني في الوقت ذاته عندما سمعت من الأخت رئيسة الجمعية بأن هذا المسؤول قد أبلغها حرفياً بأنه يكفي لتعميم هذا الإعلان/ الخبر نشره بصحيفة «الأيام» فقط.. وأنها- أي صحيفة «الأيام»- هي الوحيدة القادرة أن تصل بخبرها إلى أكبر قطاع من الناس صغاراً وكباراً في العمر وفي المسؤولية. وزاد في التعليق: اعلمي أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية - حفظه الله- من ضمن اهتماماته الصباحية متابعة ما تنشره الصحافة المحلية.

وللتذكير فإن «الأيام» حينها قد فتحت صدرها واسعاً لتلقي هذا الخبر/ الإعلان ونشرته في صدر صفحتها الأخيرة المميزة دون أن تنتظر شكراً أو إعلاناً مدفوعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى