انقسام في صفوف المتمردين المعادين للوجود الاميركي حول مسألة قتل العراقيين

> بغداد «الأيام» بول شيم :

>
القوات الامريكية في العراق
القوات الامريكية في العراق
استدعى الشيخ حكمت ممتاز رئيس عشيرة البو باز النافذة الذي ازعجته عمليات قتل المدنيين في سامراء (120 كلم شمال بغداد)، ابو عبد الله الزعيم المحلي لتنظيم القاعدة في المدينة الصيف الماضي ليطلب منه وقف الهجمات في المناطق المأهولة بالسكان.

وكان الشيخ حكمت ممتاز الذي اعتقل لمدة عام من قبل الجيش الاميركي لدعمه المتمردين واغتيل فيما بعد، منزعجا في ذلك الوقت من اراقة دماء ابناء مدينته.

وقال احد الرجال الذين حضروا اللقاء ان الشيخ حكمت ممتاز اكد لابو عبد الله "لديك كيلومترات من الطريق المملوءة بالقوافل العسكرية الاميركية تستطيع مهاجمتها فلماذا تضع القنابل في المدينة؟".

وادت الهجمات التي تستهدف العراقيين الى انقسامات في صفوف المتمردين والعديد من شيوخ العشائر والمتمردين الوطنيين الذين يعارضون سياسة الارض المحروقة التي يتبعها تنظيم القاعدة في العراق بما ذلك الهجمات التي تستهدف قوات الامن العراقية.

وفي محافظة الانبار السنية في غرب العراق، تبدو الهوة اوسع بكثير. فقد انتقد العديد من شيوخ العشائر المقاتلين الاجانب في تنظيم القاعدة على الرغم من ان غالبية انصار ابو مصعب الزرقاوي من العراقيين، بحسب منظمة "كرايسس غروب" الدولية.

وقال الشيخ جمال شاكر نزال امام مسجد الفلوجة الكبير في خطبة امس الجمعة ان "على اهالي مدينة الفلوجة الوقوف ضد التكفيريين وان يساندوا رجال شرطتهم".

وكان شقيقه الشيخ كمال شاكر نزال رئيس المجلس البلدي لمدينة الفلوجة قتل في السابع من الشهر الحالي برصاص اطلقه مسلحون مجهولو عليه بينما كان يقود سيارته في طريقه الى مكتبه.

كما وزع منشور على اهالي مدينة الفلوجة حرم فيه سفك دم المسلم عند الله,في المقابل، يحلل تنظيم القاعدة قتل المسلمين طالما عملوا مع قوات الاحتلال.

ويؤكد الجيش الاميركي ان ستة من عناصر تنظيم القاعدة قتلوا في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) بعد ان اشتبكوا مع المتمردين المحليين.

من جانبه، قال دبلوماسي غربي في بغداد كان يتحدث بخصوص العشائر السنية في محافظة الانبار "اليوم يعتبر البعض ان من واجبهم طرد الارهابيين من العراق"، مؤكدا انه "تغيير كبير".

وعلى الرغم من ذلك، يبقى القاعدة تنظيما قويا وفاعلا جدا في مدينة الموصل (370 كلم شمال بغداد) ومحافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية من حيث ينحدر الشيخ حكمت ممتاز.

وقام الشيخ حكمت ممتاز في مطلع شهر تشرين الاول/اكتوبر بزيارة وزير الدفاع سعدون الدليمي في محاولة لتجنيب مدينته هجوما عسكريا وبعد سبعة ايام من تلك الزيارة تم اغتياله.

على اثر ذلك قام انصار الشيخ حكمت ممتاز بقتل اثنين بزعم انهما قاما بعملية الاغتيال حيث اعترفا انهما قاما بالفعل باوامر من تنظيم القاعدة.

ولينتقم من ذلك ارسل مسؤول تنظيم القاعدة في المدينة ابو عبد الله انتحاريا فجر نفسه وسط خيمة العزاء.

وبعد ذلك دامت فترة العداء بين الطرفين عدة اشهر قبل ان يتوصلا الى اتفاق هدنة في مطلع شباط/فبراير الماضي.

وبحسب الاتفاق تم عزل زعيم تنظيم القاعدة عن سامراء فيما توقف انصار الزرقاوي عن شن العمليات في المدينة ووقف عمليات قتل اعضاء عشيرة البو باز التي ينتمي اليها الشيخ حكمت ممتاز.

وفي المقابل تعهدت العشيرة بتقديم العون اللوجستي للقاعدة في حربها ضد القوات الاميركية.

ومنذ ذلك الوقت لم يبت في مسألة قتل العراقيين وخصوصا منتسبي الاجهزة الامنية.

ويقول الشيخ جاسم ممتاز الذي اصبح زعيما للعشيرة خلفا لشقيقه الذي قتل "نحن مع مقاومة المحتل ومع مقاومة شريفة لكننا ضد قتل العراقيين الابرياء".

وتزداد الهوة في هذه المحافظة بين المجموعات المتطرفة كتنظيم القاعدة وانصار السنة وتلك الوطنية المنضوية تحت لواء جيش المجاهدين.

ويقول ريك لينج الناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات في العراق ان "احدا لاينفي ان العراقيين يريدون رحيلنا لكن عندما نطرح عليهم السؤال :متى تريدوننا ان نرحل يأتي الجواب :حالما يتحسن الوضع الامني".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى