مقتل 19 في انفجارات بالعراق بعد فترة هدوء

> بغداد «الأيام» مايكل جورجي :

>
مصابون يتلقون العلاج في احدى المستشفيات العراقية
مصابون يتلقون العلاج في احدى المستشفيات العراقية
قتل 19 شخصا على الأقل في ثلاثة انفجارات بالعراق امس الاثنين بعد فترة من الهدوء النسبي فيما حذر السفير الأمريكي من وجود عناصر طائفية وميليشيات في الحكومة الجديدة,وقالت مصادر بوزارة الداخلية ان الهجوم الأكثر الدموية وقع في حي الكاظمية بوسط بغداد حيث استقل مفجر كان يلف متفجرات حول نفسه حافلة وفجر نفسه مما أسفر عن مقتل 12 شخصا على الأقل.

جاءت أعمال العنف لتذكر الساسة العراقيين بالأزمة الأمنية التي سيواجهونها بعد تشكيل حكومة جديدة وهي عملية لم تبدأ بعد رغم مرور أكثر من شهرين على إجراء الانتخابات البرلمانية التي كانت واشنطن تأمل في أن تساعد على تهدئة العنف الطائفي.

وفي لهجة قوية غير معتادة وجه السفير الأمريكي لدى العراق زلماي خليل زاد امس الإثنين تحذيرا شديد اللهجة للقيادة العراقية قائلا إن واشنطن لن تتغاضى عن وجود عناصر طائفية أو ميليشيات في الحكومة الجديدة أو في قواتها الأمنية.

وقال خليل زاد في مؤتمر صحفي "وزراء الداخلية والدفاع والمخابرات الوطنية ومستشار الأمن القومي يجب أن يكونوا أناسا بمنأى عن الطائفية ومقبولين على نطاق واسع وغير مرتبطين بميليشيات وأن يعملوا من أجل العراقيين كافة."

وتابع "تستثمر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في هذه القوات..قوات الجيش والشرطة في العراق. ويننتظر دافعو الضرائب الأمريكيون إنفاق أموالهم على النحو السليم. ولن نستثمر موارد الشعب الأمريكي في قوات يديرها أناس طائفيون."

ولكن الدين يلعب دورا كبيرا على الساحة السياسية العراقية ومن المتوقع أن تكون قضية السيطرة على هذه القوات الأمنية من أكثر القضايا الشائكة فيما يواصل السياسيون الشيعة والأكراد والعرب السنة مفاوضات بشأن تشكيل الحكومة.

ويعتزم الائتلاف العراقي الموحد وهو الكتلة الشيعية الحاكمة الاحتفاظ بالسيطرة على وزارة الداخلية التي تدير الشرطة ووحدات القوات الخاصة ويقول ان فوزه في انتخابات ديسمبر كانون الأول الماضي يمنحه الكلمة الأولى بشأن الوزارات الرئيسية والسياسة العامة للبلاد.

وتوجه ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي الذي يوصف على نطاق واسع بالضعف وإن تمكن بالكاد من انتزاع ترشيح الائتلاف لقيادة الحكومة القادمة امس الاثنين الى جنوب البلاد ساعيا للحصول على مباركة الزعيم الشيعي الأعلى بالعراق وارشاداته بشأن الحكومة.

وكان الائتلاف قد حصل على 128 مقعدا في البرلمان مستفيدا من مباركة آية الله العظمى علي السيستاني الزعيم الروحي للأغلبية الشيعية بالعراق الذي يمكن أن يكون موقفه حاسما في ظل تنازع العراقيين على الفوز بالحقائب الوزراية.

وستراقب الولايات المتحدة مسار هذه المفاوضات عن كثب. وتقول واشنطن إنها لن تسحب جنودها من العراق إلا بعد أن يستكمل العراق تعزيز قواته الأمنية بحيث تستطيع التعامل مع المسلحين دون مساعدة وبث الثقة في العراقيين.

ومن غير المحتمل أن يتم ذلك قريبا. ولا تستطيع سوى وحدات قليلة الدفاع عن نفسها ناهيك عن حماية العراقيين الذين يرون التمرد والنزاع الطائفي يمزق بلادهم.

وفي مدينة الموصل الشمالية قالت الشرطة إن قنبلة انفجرت داخل مطعم مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وشرطي.

وفي بغداد ذكرت الشرطة أن سيارة ملغومة انفجرت قرب مبنى تابع لمجلس البلدية في جنوب شرق العاصمة مما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل وإصابة 11.

ويتردد أن لميليشيات مثل فيلق بدر نفوذا أكثر من قوات الأمن وهو ما حدا بخليل زاد إلى تحذير القادة العراقيين من أن بلادهم قد تسودها ثقافة "أمراء الحرب" إذا لم تحل هذه الميليشيات.

وبعيدا عن مجال النهوض بمستوى القوات الأمنية فإن زعماء العراق الشيعة والأكراد الجدد تبنوا استراتيجية تقوم على استقطاب السنة للمشاركة في العملية السياسية في محاولة لإخماد أعمال العنف التي يشنها مسلحون من العرب السنة.

لكن هذه المساعي تقوضت بسبب اتهامات السنة بأن وزارة الداخلية التي يهيمن عليها الشيعة ترعى فرق اغتيالات تعمل دون رادع. وتنفي الوزارة هذه الاتهامات.

ودعا الحزب الاسلامي العراقي الذي يمثل الجزء الرئيسي في أكبر تكتل سني بالبرلمان الحكومة امس الاثنين لبذل جهود صادقة لاجتثاث فرق الموت.

وقال الحزب في بيان انه يتعين أن تكون الحملة حقيقية وليست مجرد عمل دعائي.

وتغذي الاتهامات الهجمات الطائفية المتبادلة التي أثارت المخاوف من نشوب حرب أهلية.

وفي مدينة الكاظمية التي تقطنها أغلبية شيعية قالت الشرطة إن بعض الجثث المتفحمة من ضحايا التفجير الانتحاري كانت ترقد داخل الحافلة في حين طارت جثث أخرى خارجها بفعل قوة الانفجار.

وداخل المدينة كان عدد من العمال التسعة عشر الذي تقول الشرطة انهم اصيبوا في انفجار قنبلة وضعت في مقهى يرقدون على أسرتهم بالمستشفى يتعجبون مما حدث لهم. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى