حظر التجول يساهم في وقف اراقة الدماء ببغداد والمساجد تدعو للتهدئة

> بغداد «الأيام» حيدر صلاح الدين واليستير ماكدونالد:

>
الهدوء يسود أحياء بغداد
الهدوء يسود أحياء بغداد
ساهم حظر تجول فرضته الحكومة العراقية على بغداد خلال ساعات النهار ونداءات انطلقت من المساجد في انحاء البلاد تدعو للوحدة بين المسلمين أمس الجمعة في وقف العنف الطائفي الذي خلف 200 قتيل في العاصمة وحدها على مدى الايام الثلاثة الماضية.

ورغم تجاهل عشرات الآلاف من انصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لحظر التوجه الى المساجد لاداء صلاة الجمعة في مدينة الصدر ببغداد وانخراط ميليشيات جيش المهدي التابعة له في اشتباكات مسلحة فانه لم تسفك الكثير من الدماء وربما ساهمت نداءات رجال الدين في ابعاد العراق عن شفا حرب اهلية.

وقال الصدر لاتباعه إن الشيعة والسنة ليسوا اعداء بل اخوة.. وقال سياسي شيعي بارز "بذل القادة السياسيون ورجال الدين السنة والشيعة جهودا كبيرة واصبح الوضع افضل مما كان عليه.. ولكن للامانة ما زال العراق في منطقة الخطر." ومنذ ان دمر انفجار يشتبه بان القاعدة نفذته قبة مزار شيعي رئيسي يوم الاربعاء الماضي وقعت عشرات الهجمات الانتقامية على مساجد الاقلية السنية مما ادى الى وقف المحادثات بشان تشكيل حكومة وحدة وطنية يقول الرئيس الامريكي جورج بوش انها مفتاح الاستقرار الذي سيسمح له باعادة 130 الف جندي امريكي الى بلادهم.

وقام الآلاف من قوات الجيش والشرطة العراقية الذين تلقوا تدريباتهم على ايدي القوات الامريكية لكنهم يفتقرون للخبرة باغلاق الطرق في انحاء بغداد والمناطق المحيطة بها فيما توارت عن الانظار الدوريات الامريكية.

ولن تختبر القوات العراقية الجديدة التي تم تشكيلها في الاغلب من ميليشيات متنافسة الا اذا اضطرت للتدخل.

ولم يفرض حظر التجول ولم تقع الكثير من الاضطرابات في اماكن اخرى بالعراق منها مدينة البصرة ثاني اكبر المدن العراقية التي شهدت اعمال عنف ايضا خلال الايام الماضية.

وقالت مصادر الشرطة ان 20 شخصا قتلوا في المناطق المحيطة ببغداد خلال الليل وفي الصباح مقارنة بما يقرب من 180 شخصا خلال اليومين الماضيين.

وقالت الشرطة ان اشتباكات وقعت بين مقاتلين من جيش المهدي ومسلحين يحتمل ان يكونوا من السنة في جنوب بغداد خلال الليل وفي الصباح.

وقتل مسلحون ثلاثة من الشيعة في منزل جنوبي العاصمة. وكانت شوارع وسط المدينة والمساجد شبه خالية أما في الاحياء حيث يشعر المواطنون بالطمأنينة فقد توجهوا مع اقرانهم سواء من السنة او الشيعة لاداء صلاة الجمعة وسماع الخطب التي تحث المسلمين على الوحدة وتحذرهم من الفرقة.. وقال بيان من الصدر ان من يهاجم مسلما ليس بمسلم ومن يعتدي على المقدسات والمساجد سيلقى عقابه.

وكانت ميليشيا جيش المهدي واحدة من بين ميليشيات شيعية متنافسة انتشرت في الشوارع هذا الاسبوع.

واذاع التلفزيون العراقي بيانا مطولا باسلوب مشابه من عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق والذي يدير ايضا منظمة بدر الشيعية المدججة بالسلاح.. وقال رجل ديني سني في بغداد للمصلين "ما حدث عند المرقد الشيعي محاولة لبث الفرقة بين المسلمين." وقال مسؤول بارز بالحكومة لرويترز "يحاول كل جانب تهدئة اتباعه..الاوضاع افضل مما كانت عليه بالامس ولكن لا تزال صعبة." وقال السفير الامريكي الذي صب الشيعة جام غضبهم عليه هذا الاسبوع بسبب الضغط علانية على الاسلاميين لافساح مجال للسنة في الحكومة "الاحداث التي وقعت خلال الايام القلية الماضية تبرز حاجة العراقيين الى تشكيل حكومة وحدة وطنية." وقال للصحفيين "انها فترة خطيرة ولكنها تتيح فرصة ايضا." وانسحبت الكتلة السنية الرئيسية من مفاوضات الائتلاف واتهمت الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة بالفشل في حماية السنة من أعمال العنف الانتقامية بعد تدمير المسجد الذهبي في سامراء. وقال محمد وهو احد سكان بغداد وهو في طريقة الى وسط المدينة "إذا استمر هذا الوضع ستندلع حرب اهلية". وقال مصطفى العاني وهو محلل عراقي في مركز ابحاث الخليج ان الحكومة اتخذت للمرة الاولى الخطوة الصائبة في فرض حظر التجول ولكنه حل مؤقت.

واضاف انه اذا تكررت مثل هذه الحوادث فان الناس لن يستجيبوا لحظر التجول وسيخرج الامر عن نطاق السيطرة. رويترز.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى