تأجج المشاعر الطائفية بعد تفجير مزار شيعي بالعراق

> بغداد «الأيام» مايكل جورجي:

> عندما تم ايقاف حسين علي عند نقطة تفتيش مؤقتة في بغداد وجه اليه مسلحون سؤالا لم يكن يخشاه قبل تفجير مزار مقدس يوم الاربعاء الماضي أشعل موجة من العنف .. هل انت شيعي ام سني.

وقال علي الذي يقوم بتوصيل طلبات بدراجة نارية "أحد المسلحين نظر الى بطاقة هويتي." واضاف "سمح لي بالمرور لانني شيعي. لكنني قلت له انه لا فرق بين الشيعة والسنة."

ويريد كثير من العراقيين ان يصدقوا ذلك. لكن تدمير مزار شيعي رئيسي في سامراء شمالي بغداد جعل الامور بالغة الصعوبة.

ولم يثر حادث عنف واحد كل هذه المخاوف من اندلاع حرب اهلية مثلما فعل الهجوم على مسجد القبة الذهبية يوم الاربعاء الماضي .. حتى التفجيرات التي قتلت أكثر من 100 شخص في وقت واحد لم تثر هذه المخاوف.

ويشير العراقيون باصبع الاتهام في اتجاهات شهيرة حيث يتهمون الولايات المتحدة واسرائيل وايران ودولا عربية وتنظيم القاعدة بمحاولة تمزيق بلدهم.

لكن الغضب الطائفي يستعر تحت السطح والاشخاص الذين رفضوا الحديث عن حرب اهلية بعد ازمات سابقة لا يستبعدون الان حدوث ذلك.

وقالت الشرطة ان 130 شخصا قتلوا في بغداد في الساعات الاربع والعشرين التي اعقبت تفجير المزار الشيعي. وهذا الرقم ليس مرتفعا وفقا للمعايير العراقية لكن ظهرت مؤشرات على ان اعمال القتل الطائفية قد تصبح منتظمة بدرجة أكبر.

وقال اقارب انه بعد ساعات من تفجير سامراء ظهر مسلحون شيعة في منزل ببغداد لامرأة سنية عمرها 55 عاما.

كانت انباء الانفجار قد انتشرت كالنار في الهشيم ولذلك لم تكن هناك شكوك تذكر في انهم جاءوا للانتقام.

وتوسل الجيران لدى المسلحين وحاولوا اقناعهم بأنها شيعية. لكنها قتلت بعد دقائق وخطف ابنها.

وقال الاقارب "المسلحون ابلغوها بأنهم يعرفون انها سنية من سامراء. وأطلقوا عليها الرصاص ثلاث مرات في الرأس."

والعراقيون الاخرون لا يقدمون على أي مخاطرة فيما يجوب افراد الميليشيا الشوارع في تحد للشرطة وقوات الامن.

وقام السنة بقطع جذوع اشجار التمر في منطقة العامرية بالعاصمة لاغلاق الطرق المؤدية الى المساجد.

وفي حي الاعظمية قامت سيارات مكتظة بالمسلحين السنة بحراسة الشوارع بينما وقف زملاء لهم امام المساجد لحراستها.

واعترف ضابط بالجيش قال انه لديه اوامر بحماية المساجد الشيعية والسنية بأن هذا قد يكون صعبا في مثل هذه الاوقات الحساسة.

وقال الضابط الذي طلب عدم نشر اسمه "اننا نحاول تهدئة الموقف بالرغم من ان بعض المساجد تخضع لسيطرة المسلحين لكننا لا نريد مواجهة معهم حتى لا نشعل الموقف."

وسمع العراقيون عدة نداءات تدعو للهدوء من الحكومة. لكنهم يحصلون على مؤشرات متباينة في كل مرة يشاهدون فيها اجهزة التلفزيون.

وبثت قناة العراقية التي تديرها الحكومة في برامجها شريط فيديو توضيحي يشيد بمعارك الزعماء الشيعة في القرن التاسع مع خلفية صور للمزار الذي تعرض للهجوم.

ووقف رجل عراقي صامتا داخل مسجد سني محترق وهو يحملق في الجدران المتفحمة التي لم تعد تحميه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى