> طاف مئات من الاندونيسيين في سترات واقية شوارع العاصمة جاكرتا امس الجمعة بحثا عن الطيور الداجنة المريضة فيما اكدت فرنسا وجود فيروس انفلونزا الطيور في مزرعة حيث نفقت الالاف الديوك الحبشية.

وانتشرت انفلونزا الطيور بشكل سريع عبر اوروبا هذا الشهر لكنها لم تصب سوى الطيور البرية حتى الآن. وابلغت نيجيريا ومصر والهند في الآونة الأخيرة عن ظهور المرض بين الدواجن في عدة مناطق.

وإذا تأكد أن الفيروس الذي اكتشف بين الطيور النافقة في المزرعة الفرنسية هو من سلالة (اتش5 إن1) ستكون هذه اول مرة ينتشر فيها المرض بين طيور داجنة محلية في الاتحاد الاوروبي وقد يوجه ضربة اخرى إلى صناعة الدواجن الفرنسية المتضررة بالفعل والتي يقدر حجم استثماراتها بنحو ستة مليارات يورو (سبعة مليارات دولار) سنويا.

وفي العاصمة الاندونيسية لجأ نحو 600 مفتش إلى رش اقفاص الطيور وحظائر الدجاج في جميع انحاء العاصمة بالمطهرات.

وقتلت انفلونز الطيور 19 شخصا على الأقل في اندونيسيا وهو ثاني اعلى عدد وفيات بشرية في العالم بعد فيتنام,وظهرت السلالة (اتش5 إن1) من الفيروس المسبب للمرض في 26 من 33 اقليما في البلاد,ووقعت الكثير من الإصابات البشرية في العاصمة أو المناطق المحيطة بها.

وفي الهند بدأ العاملون في مجال الصحة حملة تطهير في الغرب بعد ظهور المرض للمرة الأولى في البلاد,وقال مسؤولون إن العمال البيطريين بدأوا تنظيف مزارع الدواجن ورش المنازل بالمطهرات في بلدة غربية نائية بعد اعدام مئات الالاف من الطيور.

وذكر مسؤولون في مجال الصحة أن المخاوف من ظهور إصابات بشرية تتراجع بعد أن اثبتت اختبارات ان آخر شخص من بين 12 شخصا وضعوا في الحجر الصحي غير مصاب بالسلالة (اتش5 إن1),وكانت الاختبارات اثبتت عدم إصابة الآخرين بالمرض.

ووضع شخصان آخران بينهما عامل بيطري كان يعدم الطيور في بلدة نافابور بولاية مهاراشترا في الحجر الصحي,وتأكد ظهور فيروس (اتش5 إن1) للمرة الأولى في الدجاج في ولاية مهاراشترا الأسبوع الماضي.

وتسارعت وتيرة انتشار الفيروس (اتش5 إن1) في انحاء العالم اذ ظهر في 16 دولة على الأقل هذا الشهر,وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن الطيور المائية المهاجرة من الحاملات الرئيسية للفيروس.

وفي ماليزيا ذكر مسؤول حكومي امس أن الاختبارات اثبتت عدم اصابة جميع الأشخاص الذين وضعوا في الحجر الصحي وعددهم عشرة بالفيروس من السلالة (اتش5 إن1).

ونقل العشرة إلى المستشفى بعد أن ظهرت عليهم اعراض شبيهة بأعراض الانفلونزا عقب رصد السلالة القاتلة في 40 دجاجة عثر عليها نافقة الأسبوع الماضي في أول ظهور للمرض بين الدجاج في ماليزيا منذ اكثر من عام.

واعلنت كمبوديا امس أن انفلونزا الطيور عادت مرة أخرى بعد اكتشاف الفيروس في بطات نافقة قرب الحدود مع فيتنام.

وتوفي أربعة أشخاص في كمبوديا بسبب انفلونزا الطيور بعد أن وصلت هناك لأول مرة في أواخر عام 2003,ويعد ظهور المرض مرة أخرى هو الأول منذ عدة اشهر في منطقة يعتقد الخبراء أن فيروسا متحورا قد ينشأ فيها ويؤدي إلى ظهور وباء بشري عالمي.

واصبحت سلوفاكيا اليوم احدث دولة اوروبية تؤكد ظهور الفيروس من السلالة (اتش5 إن1) في اراضيها بعد رصده في طائرين بريين نافقين.

وفي ولايتين المانيتين اخريين هما شلسفيج هولشتاين في الشمال الغربي وبادين فورتمبرج في الجنوب الغربي جرى الابلاغ عن حالات إصابة بانفلونزا الطيور بين بط بري.

وتستعد اوروبا لمزيد من حالات الإصابة بالسلالة (اتش5 إن1) مع اقتراب موسم الهجرة في الربيع حين تصل انواع جديدة من الطيور ربما تكون مصابة بالفعل من افريقيا.

وقتلت السلالة اتش5.إن1 92 شخصا على الاقل من بين 170 مصابا منذ عام 2003 لكن لا يزال من الصعب انتقالها إلى البشر. ويخشى خبراء أن تحور السلالة إلى شكل يسهل انتقاله بين البشر ما هو إلا مسألة وقت.

ويقول خبراء الصحة أنه كلما انتشر الفيروس واصاب الطيور كلما زادت فرص ظهور إصابات بشرية قد تؤدي إلى تحور الفيروس.

واعلنت بريطانيا امس انها ستستورد نحو 3.5 مليون جرعة من اللقاح المضاد لانفلونزا الطيور من شركتي باكستر الدولية وشيرون كورب.

لكن لابد من تطوير شكل جديد من اللقاح للتعامل مع أي فيروس متحور قد يظهر ويسبب وباء عالميا. رويترز