رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
اثناء تخرج دفعة جديدة عام 1964 بمدرسة الشرطة، الجلوس من اليمين: محمد عبدالله عوذلي وصالح حسين مسيبلي ومحمد عبدالله ناصر البيضاني والسيد محمد حسين الجنيدي وسعيد الخضر باهميل ومحسن بلال (مدير المدرسة) وعبدالله سالم الخضر ومحمد مقبل ناجي وأحمد ناصر مكرش وعوض سعيد
اثناء تخرج دفعة جديدة عام 1964 بمدرسة الشرطة، الجلوس من اليمين: محمد عبدالله عوذلي وصالح حسين مسيبلي ومحمد عبدالله ناصر البيضاني والسيد محمد حسين الجنيدي وسعيد الخضر باهميل ومحسن بلال (مدير المدرسة) وعبدالله سالم الخضر ومحمد مقبل ناجي وأحمد ناصر مكرش وعوض سعيد
1- محمد مقبل المقبلي: المناضل الذي أتقن التدريبين العسكري والمهني..الولادة والنشأة..محمد مقبل ناجي المقبلي من مواليد قرية العبل، احدى قرى جبل جحاف، فيما كانت تعرف بإمارة الضالع في 15 مارس 1937م في اسرة فلاحية، وكان محمد مقبل اصغر اخوته الستة.

نشأ المقبلي في محيط فقير وبدأ يشمر عن ساعديه الطريين في رعي الاغنام وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم بمنطقة السرير، احدى قرى جحاف، التي تبعد عن قريته بنصف كيلومتر تقريباً، وأدرك المقبلي بأن تحصيل التعليم محدود وسبيل الرزق والعيش منكود فعزم على اتخاذ قرار بالانعتاق من واقعه الصعب.

الرحيل إلى عدن
انتقل محمد مقبل ناجي إلى عدن في نهاية عام 1954م، حيث أقام في منزل احد أقربائه ويدعى محمد قاسم المرادي، رحمه الله ومن هناك كان شغله الشاغل البحث عن وظيفة تؤمن له الاستقرار، وبعد جهد جهيد التحق بإحدى شركات النفط وكان الراتب ضئيلاً لايلبي حتى الحدود الدنيا من حاجته وحاجة أسرته من ناحية، ولم تمكنه تلك المؤسسة من رفع مستواه التعليمي.

بوليس عدن بوابة المقبلي الى التحصيل والتأهيل
علم محمد مقبل ناجي بوجود طلبات لتسجيل جنود في سلك بوليس عدن (شرطة عدن) فاغتنم الفرصة وسارع بتسجيل نفسه وكان من حسن طالعه تطابق الشروط المطلوبة وأهمها اجادة القراءة والكتابة.

التحق المقبلي بخدمة بوليس عدن في اواخر العام 1955م وبدأ الخدمة كاتباً في مديرية الشرطة ثم مسؤولاً عن التسجيل، وأهله ذلك المنصب للحصول على مسكن من مساكن الشرطة في باب السلب (جبل حديد). عزم المقبلي على تحقيق حلمه برفع مستواه الدراسي وتمكن من اكمال المرحلة الاعدادية في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية ثم واصل تحصيله الدراسي منتسباً في المعهد التجاري العدني ADEN COMMERCIAL INSTITUTE وتوج تحصيله الدراسي في المعهد الفني TECHNICAL INSTITUTE بالمعلا .. هكذا كانت اهتمامات الانسان ايام زمان.

المقبلي دارساً ومدرساً في مدرسة الشرطة
التحق محمد مقبل بمدرسة الشرطة في مجالي القانون والادارة خلال الاعوام 1959-1962م وأبرز تفوقاً في المواضيع الستة المقررة هي: 1- القانون الجنائي، 2- قانون الاجراءات الجنائية، 3- قانون الشهادة، 4- قانون الشرطة والجمارك والهجرة، 5- قانون المرور، 6- النظم الادارية.أهلت قدرات المقبلي في استيعاب المحاضرات وإثرائها بالملاحظات والاستفسارات بالفوز بالثقة بتعيينه مدرساً في المدرسة لمادة القانون الجنائي واللغة الانجليزية برتبة ملازم ثان، ثم تدرج في المناصب حتى اصبح نائباً لمدير المدرسة وتخرج على يديه العديد من الضباط، ممن تبوأوا مناصب وزارية وحكومية.

المقبلي في درب النضال الوطني
كان محمد مقبل ناجي المقبلي من اوائل المنخرطين في حركة القوميين العرب وكان بالتبعية المنطقية من اوائل المنخرطين في الجبهة القومية، حيث انضم في العام 1963م الى الخلايا السرية للتنظيم في قطاع الشرطة وكان اسمه الحركي «الطحطوح» لشجاعته وصلابته.

كان المقبلي قد انتقل في العام 1962م الى سكنه الجديد ضمن مساكن الضباط الملحقة بمعسكر الشرطة المسلحة بكريتر (معسكر 20 حالياً)، الذي أطلق عليه لقب «الفرس الهائج» للدور الحيوي الكبير الذي لعبه ذلك المعسكر في حركة الكفاح المسلح، الذي كان ملتقى مجموعة القطاع الفدائي (شهادة الشخصية الوطنية المعروفة احمد صالح عبده في كتاب تأبين المقبلي - ص 34).

كان منزل المقبلي في معسكر الشرطة المسلحة ملتقى الاجتماعات التنظيمية التي كان يشارك فيها فيصل عبداللطيف وسالم ربيع علي وعلي عنتر وعبدالقادر أمين وغيرهم.

أدلى العميد سالم محمد باهرمز بشهادته للتاريخ (راجع كتاب تابين المقبلي - ص 55) والتي ورد فيها ان الاجهزة العربية قطعت المعونة عن الجبهة القومية في منتصف عام 1966م وفوجئ باهرمز بالمقبلي يحضر الى بيته وطلب منه مرافقته الى بيته للجلوس مع المناضل علي عنتر الذي جاء للقاء تنظيم الضباط والجنود التابعين للجبهة القومية ليطلب منهم ملابس عسكرية حتى وإن كانت مستعملة، وبعد ثلاثة ايام حسب الاتفاق عاد علي عنتر وتسلم من المقبلي وباهرمز ما جمعاه: (30) بذلة عسكرية ومبلغاً من الاشتراكات.

المقبلي والتنظيمات الاهلية
سجل محمد مقبل ناجي المقبلي موقفاً للتاريخ عندما شارك مع آخرين في تأسيس جمعية أبناء الضالع بمدينة المعلا في الستينات من القرن الماضي، كما شارك مع آخرين في تاسيس اتحاد الجمعيات عام 1966م من خلال علاقاته الطيبة مع جمعيات اخرى مثل جميعة ابناء يافع/الصبيحة/درفان، لتشكل عمقاً للعمل السياسي والمسلح اسوة بالنقابات الست.

للمقبلي اياد بيضاء في مساعدة اسر الشهداء والمناضلين حيث ساهم في تأسيس ادارة رعاية اسر الشهداء ثم في تأسيس منظمة رعاية اسر الشهداء ومناضلي الثورة.

المقبلي ومهام جسام بعد الاستقلال
بعد حصول جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على استقلالها في 30 نوفمبر 1967م (والتي ضمت عدن ومحميتيها الشرقية والغربية) صدر قرار بتكليف المقبلي بقيادة شرطة المعلا والتواهي كما صدر قرار آخر في 1969م بتكليفه بمهام المدير العام لجهاز المباحث العامة في وزارة الداخلية، اول جهاز امني بعد الاستقلال وشغل بعد ذلك منصب المدير العام لادارة الاحصاء والتخطيط والتحليل بالوزارة وتوج عمله في الداخلية بتحمل منصب رئيس هيئة اركان الوزارة.

الاعتقال مرحلة انتقال الى التدريب المهني
حمل يوم 26 نوفمبر 1971م، خبراً مشؤوماً حيث علم افراد المجتمع بان السلطات الامنية اعتقلت المناضل محمد مقبل ناجي دون توجيه تهمة، وظل رهن الاعتقال التعسفي حتى عام 1976، وهو الرجل الذي قال عنه المناضل الوطني البارز الحاج صالح باقيس : «ظل الفقيد (المقبلي) مكافحاً مناضلاً حتى رفع علم الاستقلال متجنباً الصراعات التي مرت بها البلاد، مترفعاً عنها ونأى بنفسه عن حب الظهور والتظاهر والتزلف، لانها ليست من شميه وطبائعه، وعاش محباً للناس صادقاً في اقواله، أعطى ولم يإخذ كما فعل الكثيرون.. (كتاب التأبين ص 65).

التحق محمد مقبل ناجي في العام 1976م بمعهد التدريب المهني بالمنصورة (محافظة عدن) مشرفاً ادارياً، وفي العام 1982م عين مديراً لادارة التخطيط في وزارة العمل ، وفي 13 مايو 1986م عين مديراً لمعهد التدريب المهني وحصل على عدة دورات خارجية منها دورة في مجال التخطيط للسكان والقوى العاملة والتعليم بدولة الكويت من 8 فبراير حتى 5 مارس 1986م ودورة في جمهورية الجزائر في مجال التنمية والاعلام عام 1979م ودورة في الاحتياجات التدريبية في الاقطار العربية عقدت في المملكة المغربية عام 1986م ودورة في مجال مؤسسات التدريب لمنظمة العمل الدولية في ايطاليا عام 1988م.

كان محمد مقبل ناجي اباً رؤوم الصدر مع ابنائه من الطلاب والمدرسين وأشفق على مدرسيه الذين لم تتوفر لهم مساكن تأويهم مع اطفالهم وبذل جهداًَ كبيراً لتمكينهم من بناء منازل لهم فوق أحد مباني المعهد.

المقبلي والفصل الاخير من مشواره الكفاحي
لم يحصل محمد مقبل ناجي على حقه الكامل بعد قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م عندما منح رتبة (عقيد) في وزارة الداخلية، ومع ذلك واصل رسالته من اجل مجتمعه وشعبه حيث شمله القرار الذي اصدره رئيس الجمهورية في منتصف عام 2004م الخاص بحصر اسماء مناضلي وشهداء وزارة الداخلية والأمن.

قضت مشيئة الله سبحانه وتعالى بانتقال محمد مقبل ناجي المقبلي الى رحمته في 6 يوليو 2005م في حادث مروري مؤسف.

الفقيد المقبلي متزوج وله 4 أولاد: ابنان وهما :1- حازم، 2- هياف، وابنتان.

2- صالح محمد مزماز: المبدع الذي ضبط ايقاع كرة القدم ورقصة الليوة..الولادة والنشأة..صالح محمد حسن سعيد (اسم شهرته صالح مزماز) من مواليد الشيخ عثمان عام 1933م ونشأ في اسرة فقيرة وانحصر تحصيله الاولي من التعليم في معلامة كتاب الفقي علي سالم بحافة العراسي (شارع العراسي) وممن زامله في المعلامة محمد رزق الله وعلي صالح باسفالي وغيرهم.

برزت فنياته في كرة القدم في الشارع، أو باصطلاح تلك الأيام «لعب الحوافي » وممن شاركه: محمد علي دولة وأحمد صالح المساح واحمد يونس الصومالي ومحمد احمد يسلم رمضان.

عادل فهمي يستقطب المزماز
كان «نادي الشيخ عثمان الرياضي واسم شهرته (شيخ عثمان تيم SHAIKH OTHMAN TEAM ) من ضمن النوادي التي لم تشغلها سنوات الحرب العالمية الثانية التي وضعت اوزارها في 1 سبتمبر 1945م اما النوادي الاخرى فهي: 1- نادي الاتحاد المحمديMCC ، 2- نادي الاتحاد الاسلامي، 3- نادي العيدروس الرياضي، وكان الراحل الرياضي الكبير احمد حيدرة باسلامة (الذي عرفه الناس باسم عادل فهمي هو صاحب «شيخ عثمان تيم». استقطب احمد حيدرة باسلامة صالح مزماز في صفوف فريقه ومن اللاعبين الذين شاركوه في ذلك الفريق: احمد صالح المساح ومحمد رزق الله يسلم ورشاد رزق الله يسلم ومحمد علي كراشة وغيرهم.

صالح مزماز في صفوف نادي الشبيبة المتحدة (الواي)
نادي الشبيبة المتحدة YOUTH COMBINED CLUB الواي من نوادي عدن العريقة الذي تاسس في 15 اكتوبر 1939م وكان مؤسسوه صالح خميس وعبدالعزيز سالم باوزير وعبدالله علي عراسي وعلي عبده حسن (كان الاخير اول رئيس للنادي)، وجاءت تسمية (الواي) بناء على اقتراح من الاستاذ عبدالله فاضل فارع. سطعت نجومية صالح مزماز في صفوف فريق الواي الى جانب نجومه الكبار صالح ثابت عريجة وسيف شبوطي وعلي قاسم الحاج واحمد عبده حيدر الحيدري ورشاد رزق الله يسلم ومبروك خمسس مبروك وعمر عوذلي ومهدي سعيد عاطف ومحمد صالح عراسي وآخرين.

من ايقاع كرة القدم الى ايقاع (الليوة)
رقصة (الليوة) من الرقصات الشعبية الجميلة التي عرفتها عدن ولحج وأبين وكان اهالي تلك المناطق يستأنسون لتلك الرقصة الايقاعية الساهرة في حفلات زواج ابنائهم لمدة ثلاثة ايام تنتهي بالحناء.

اورد الراحل الكبير حسين سالم باصديق في كتابه (في التراث الشعبي اليمني) ص 196 ان كلمة (الليوة) منتشرة في اوساط البحارة وأن أحد المعمرين من البحارة حدثه أن اصل كلمة (الليوة) كانت (الليلة واه)، اي: ماذا معنا الليلة؟ وكيف سنسمر الليلة؟ واختصرت الى كلمة (ليوة).

مورست رقصة الليوة في مدينة الشيخ عثمان ومن رموزها المؤسسين قبل المنتصف الثاني من القرن الماضي عبدالله مبروك وحسين فنده ومحمد عبيد باجنيد ومحمد حسن سعيد المزماز (والد صالح) وترأس الفرقة عبدالله مبروك وتولى الرئاسة من بعده محمد المزماز الذي كان يحرص على اصطحاب ولده صالح الى حفلات الليوة في سنوات طفولته.

انتقلت ممارسة تلك الرقصة الشعبية الجميلة من جيل الآباء الى جيل الابناء الا أنها لا تحظى بالرعاية على الاطلاق من قبل وزارة الثقافة.

صالح مزماز ومشوار عمر حلو ومر
يحدثك صالح مزماز عن مشواره مع الوظيفة فيقول: بدأنا مع القنطرازات (مأخوذة من الكلمة الانجليزية CONTRACTS ) ومعناها مقاولات ، اي انه بدأ العمل مع مقاولين حتى فازت الشركة (بكتل) بعقد بناء مصافي عدن وفاز صالح مزماز بفرصة عمل وكان من النجارين الماهرين ومن زملائه العاملين في شركة (بكتل):

1- احمد الريمي(شقيق حسن الريمي)، 2- انور مهيوب ،3- محمد منصور بياسين ، 4- اسماعيل بدي ،5- رشاد رزق الله وغيرهم.

يحمل صالح مزماز جميلاً للرجل الفاضل عبدالله مدي الذي يسر للمزماز وأصدقائه فرص العمل مع (بكتل). عمل صالح مزماز مع القاعدة البريطانية في عدن التي وفرت اآلاف فرص عمل لابناء المدينة وبعد رحيل القوات البريطانية التحق بوزارة الدفاع حتى تقاعده في ثمانينات القرن الماضي. تبقى كلمة أخيرة: اننا لا نحسن التدقيق في توثيق نشاطات وإسهامات الافراد والجماعات في شتى مناحي الحياة، ولذلك نغفل ذكر الموتى ورعاية أبنائهم كما نغفل ذكر الاحياء وهم أحوج الى الرعاية وقد تقدم بهم العمر وما يصاحبه من متاعب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى