الأسواق الموازية في المكلا إذا همّتك الدنيا اخرج سوق الحراج واشتر ..سوق يفك ضائقة المعسر.. واللي ما يشتري يتفرج

> «الأيام» سند بايعشوت:

>
قف واختر ما تشاء من المعروضلت
قف واختر ما تشاء من المعروضلت
كلام في المزاد..لم يعد سوق الحراج ذلك السوق الزائد عن الحاجة.. أو أن البضائع المعروضة فيه إما أن تكون من مضبوطات المسروقات أو لشخص أو أشخاص دعتهم الحاجة إلى أن يبيعوا ما لديهم في سوق الحراج، بل إن السوق الأخير أضحى في هذا الايام من الاسواق الموازية في المدن وخاصة مدينة المكلا، التي ارتبط فيها سوق الحراج بالعراقة أما الآن فبالحداثة.. معنى ذلك أن (الخالة) عولمة قد دخلت في هذا السوق.. لم تكن البضائع المعروضة مذياعاً أو مسجلاً (مرعبل) أو سريراً (قعادة مكسورة) بل هواتف شغالة ونقالة وجوالة.. يعني طنانة حنانة من الساحر إلى الفهد إلى عين لا تذرفي الدمعة إلى الزلزال ولـ G والرنان والآبتك... الخ.

إذن فالعولمة هي الآن موجودة في سوق الشرج بالمكلا كما هي موجودة أيضاً في أسواق الحراج في عدن والحديدة والعديد من المدن اليمنية.. ليس هذا فحسب بل الاهم من ذلك كله أن أسواق الحراج أضحت مصدر إعاشة للعديد من الأسر.

أين تشتغل؟ أشتغل في سوق الحراج.

في الماضي حين يعود أحدنا إلى البيت وقد حمل معه بعض المقتنيات يُسأل من أين أتيت بها؟ فيقول: «اشتريتها من سوق الحراج» فيقال له: «رجعها محد بغاها» أو أن يقال له: «خذ لك من الغالي عشاك»، إذن فالنظرة في ذلك الآن كانت منقوصة عن سوق الحراج.. أما في عصر العولمة وفي عصر هاتف الشيطان.. فقد أمَّ الناس أسواق الحراج بل إن البعض منهم يقطع عشرات الكيلومترات ليشتري شيئاً ما من هذا السوق واللي ما يشتري يتفرج، بل تطور الامر بأن أضحى لهذا السوق شيخ وهو «شيخ الحراج» - بعدما كثر الشيوخ والمشايخ - ومهمة هذا الشيخ فض منازعات البيع والشراء والتنازع في الاسواق.

لهذا فالسوق يعد أحد الروافد المالية بدليل أن للخشب حراجاً وكلنا يعلم مدى ارتفاع أسعار الخشب لكن في هذا السوق (الحصى من القاع والدم من راسك)، وفي النهاية فالداخل إلى هذا السوق يكون في الغالب الأعم هو الرابح.

تأسيساً على ذلك فإن سوق الحراج أضحى يدر عائداً مالياً للفرد والمجموع وخاصة حراج يوم الجمعة، إذ يكون الناس متعطلين عن أعمالهم فيجدون في هذا الجمع البائع الشاري بغيتهم.

وخلال تجوالنا في سوق الحراج.. هذا السوق الـ SUPER وجدنا فيه عدة أقسام وإن كانت على الطريقة الشعبية فهناك قسم الالكترونيات وآخر للكهرباء وآخر للاخشاب والآخر للمضبوطات المسروقة بعد أن تُثبّت في سجل خاص بحضور متحرٍّ. إذن فالنظام «قائم على ودنه» في هذا السوق.. وإن كان حراجاً.

نافذة على السوق
يقول علي صالح باضريبه (ابوماهر) أحد البائعين والشارين في سوق الحراج بشرج المكلا منذ ربع قرن كان سوق الحراج عند موقع مبنى البريد بالمكلا وبعده انتقل إلى الشرج وكانت بلدية المكلا تنقله وكأنه سوق للقات - العبارة للمحرر- من موقع لآخر من المعاصر إلى الكبس إلى أن وصل إلى كبس العمودي.. كانت البضائع السائدة تلفزيونات مسجلات وأدوات كهرباء ثم تفرع منه سوق الحراج الخاص بالخشب وأضحى كل سوق مستقلاً بذاته.. وأضاف: كان السوق متحركاً فيما مضى نظراً لقربه أما الآن فإنه بعيد عند كبس العمودي. لكنه أوضح (أي باضريبه) أنه لا يوجد سوق حراج ثابت وإنما بسط متنقلة (مش زي اول) كنا أول ندفع رسوما أما الآن فالسوق لمن هب ودب.. وأغلب الناس الأساسيين معاد يحضروا إلى السوق.

أما بالنسبة (للدلل) في سوق الحراج فقد ذكر منهم عوض علاو وبازبيدي أما نحن (بسطات ثابتة) نبيع (قرابيع) أشرطة ومسجلات ومواد متنوعة.. وسألته ما الأشياء القديمة التي تباع هناك؟

أجاب أي واحد محتاج ومعاه شيء يريد بيعه يخرج به إلى السوق، وأضاف أن حركة السوق تكون في يوم الجمعة لأن الناس متعطلين عن أعمالهم. واقترح (ابوماهر) أن يكون هناك سوقاً أساسياً للحراج تتبناه البلدية ووصف السوق الموجود الآن بالكبس بأنه غير أساسي وقال: «إن سوق الحراج مثله مثل الاسواق المركزية توجد به أشياء كثيرة»، وسألته عن شيخهم شيخ سوق الحراج ؟ قال: «الآن حالياً هو محمد بازبيدي يتابع موقع جديد للسوق إلى الآن (مافيش)».

وماذا عن المسروقات ؟
هناك دفتر في السوق يسجل المضبوطات بنظر المباحث والدلالين، وسألته كيف تتم معرفة هذه المسروقات؟ قال إذا سأل شخص ما عن حاجة مسروقة منه فإنه يلجأ إلى (الدلال) الموجود في السوق.

أخشاب معروضة في سوق الحراج
أخشاب معروضة في سوق الحراج
سوق ممتاز
ووصف فائز محمد باوزير من غيل باوزير بأن سوق الحراج سوق ممتاز إذ يأتي إليه الناس من غيل باوزير والشحر وفوه ومختلف المناطق. ويضيف بالنسبة إلي فإني صاحب دكان وأذهب كل يوم جمعة إلى المكلا لشراء بعض المواد وخاصة (شول الغاز) ونحن نعيش من هذا السوق لانك قد تجد بعض الاشياء الرخيصة.

وبعد ..
فإن سوق الحراج اضحى الآن من الاسواق الموازية في مدينة المكلا، ومن خلال معاينتنا ولقاءاتنا مع بعض رواد السوق استطعنا ان نلتقط هذه الخواطر.

- البحث عن موقع جديد وثابت للسوق في المكلا ضروري لان البائعين كانوا يدفعون رسوما في السابق.

- ان تقوم دائرة الاسواق ببلدية المكلا برصد معالم سوق الحراج كأحد المعالم التاريخية لمدينة المكلا اذا علمنا ان هناك مديريتين تحملان اسم المكلا.

- لم يعد سوق الحراج مكانا للتسلية بل اضحى سوقا يتأثر بالعرض والطلب والمضبوطات من المسروقات.

- ان العولمة قد دخلت الى هذا السوق فبعد ان كان يباع الراديو ابو بطارية (راديو صوت العرب من القاهرة والعم احمد سعيد) اضحى فيه الآن آخر صيحات الهواتف الجوالة.

- منتدى الخيصة الثقافي الاجتماعي بالمكلا كان قد تحدث عن تاريخ اسواق المكلا قبل عشر سنوات لكنه لم يشر الى سوق الحراج بالرغم انه ذو عراقة وتاريخ.

- اكثر من 40 عاما وسوق الحراج قائم في المكلا.. ولم يلتفت إليه أحد وهو السوق الذي يفك ضائقة المعسر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى