انفجار سيارتين ملغومتين في بغداد وعودة صدام إلى المحاكمة

> بغداد «الأيام» لطفي ابو عون ومصعب الخير الله :

>
عراقيون يحملون احد الجرحى
عراقيون يحملون احد الجرحى
أودى انفجار سيارة ملغومة بحياة 25 شخصا في شرق بغداد الذي يغلب عليه الشيعة امس الأربعاء بعد اسبوع من تفجير مرقد شيعي كبير أثار أعمال عنف طائفية تدفع بالعراق في اتجاه الحرب الأهلية.

وقالت الشرطة إن الانفجار الذي وقع بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للشرطة بمنطقة بغداد الجديدة اسفر ايضا عن جرح 58 شخصا معظمهم من المدنيين.

وانفجرت سيارة ملغومة أخرى قرب محطة مركزية للحافلات مما أسفر عن مقتل شخصين,ولم يسفر تفجير مماثل قرب مسجد للسنة عن سقوط ضحايا.

وجاءت هذه التفجيرات في الوقت الذي مثل فيه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمام المحكمة لليوم الثاني هذا الاسبوع حيث أقر بأنه الذي أمر بمحاكمة الشيعة الذين اعدموا بتهمة محاولة اغتياله في الثمانينيات وأنه أمر بتجريف مزارعهم,لكنه برر ذلك بأن من حق الدولة ان تصادر الاراضي أو تعوض عنها.. متسائلا أين الجريمة في ذلك.

وانعقدت الجلسة في وقت تتزايد فيه المخاوف من انفلات التوترات الطائفية بالعراق وتطورها الى حرب اهلية بعد أعمال قتل انتقامية يقول مسؤولون إن أكثر من 450 شخصا راحوا ضحيتها.

لكن أعداد القتلى يمكن ان تكون أكثر كثيرا إذ يقول العديد من الناس إن أقارب لهم "اختفوا".

واتهم رجال دين من السنة الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة والقوات الأمريكية بالفشل في منع هجمات الميليشيات الشيعية ودعوا أبناء الطائفة السنية للنهوض دفاعا عن مساجدهم.

وظهرت الدبابات السوفيتية التي تعود لفترة حكم صدام في الشوارع في بعض الأماكن لحماية الأحياء المهددة بالهجمات. ويقول الجيش الأمريكي إن لديه قوة للرد السريع في وضع الاستعداد.

وقال رئيس الوزراء الشيعي ابراهيم الجعفري إنه سيمضي قدما بسرعة في تشكيل حكومة وحدة وطنية تلح واشنطن عليها منذ شارك السنة في انتخابات ديسمبر كانون الاول الماضي.

لكن ظهرت دلائل على وجود معارضة لتولي الجعفري رئاسة الحكومة,وقالت مصادر سياسية إن زعماء اكرادا وسنيين وعلمانيين تباحثوا فيما اذا كانوا سيقبلون التعاون مع الجعفري الذي فاز في الشهر الماضي بترشيح التحالف الاسلامي الشيعي المهيمن بفارق صوت واحد في وجه معارضة شديدة.

جثث القتلى في احدى المستشفيات العراقية
جثث القتلى في احدى المستشفيات العراقية
وقاطع التكتل السني الرئيسي المفاوضات احتجاجا على أعمال العنف,وقال مسؤول حكومي شيعي كبير امس الاول الثلاثاء ان الامر سيستغرق شهرين على الاقل لتشكيل ائتلاف,وهو ما اثار الشكوك في قدرة الحكومة العراقية على سرعة معالجة اسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ الغزو الامريكي في عام 2003.

وفي بعض الاحياء شكل السكان دوريات مسلحة ووضعوا متاريس في الشوارع,وفرت عائلات من منازلها في بعض المناطق. وقالوا اخرون إنهم حزموا متاعهم استعدادا للفرار إذا لزم الامر.

وعندما وقعت تفجيرات امس الاول الثلاثاء التي أسفرت عن سقوط 60 قتيلا في بغداد قال الرئيس الأمريكي جورج بوش إن على العراقيين أن يختاروا بين "الفوضى والوحدة." ولكن في الوقت الذي تظهر فيه استطلاعات الرأي تدني شعبيته فإنه يرفض الحديث عن حرب اهلية في العراق,وهو ما يمكن أن يزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط ويحبط آمال بوش في سحب القوات الأمريكية.

وفي مؤتمر صحفي عرض في كل انحاء العالم العربي على قناة الجزيرة عدد المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين السنية الهجمات التي استهدفت السنة واتهم الشيعة بمهاجمة المساجد واتهم الشرطة بمهاجمة منزل حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين يوم السبت الماضي.

وقال عبد السلام الكبيسي مسؤول العلاقات الخارجية لهيئة علماء المسلمين "على الاخوة في كل المناطق الحفاظ على مساجدهم بعدما ثبت بكل البراهين عجز الحكومة وقواتها الأمنية عن أن تفعل ذلك."

طبيب عراقي يقوم بعملية خياطة جرح اصيب بها طفل عراقي في انفجار امس
طبيب عراقي يقوم بعملية خياطة جرح اصيب بها طفل عراقي في انفجار امس
كما ترددت أيضا انتقادات للحكومة من داخل الجماعات الكردية والشيعية المشاركة فيها.

وانتقد الرئيس جلال الطالباني وهو كردي الجعفري صراحة أمس لقيامه بزيارة إلى تركيا,وترددت شكاوى من مسؤولين شيعة بشأن إخفاق الحكومة في منع تفجير المسجد الذهبي في سامراء.

وقال مسؤول أمني رفيع لرويترز إنه حذر من هجمات على المراقد الشيعية قبل اسبوعين. وانتقدت مصادر حكومية رفيعة حكومة الجعفري لما قالوا إنه تجاهل الخطر في سامراء,وتم احتجاز أربعة من حراس المرقد للاشتباه فيهما.

ويقول قادة أمنيون إنهم يشعرون بالحيرة لأن مقاتلي القاعدة المشتبه بهم أبقوا على حياة جميع حراس المسجد الذين ظلوا مقيدين لساعات في الوقت الذي كانت تزرع فيه المتفجرات بشكل ماهر قبل الانفجار الذي وقع فجر الأربعاء الماضي.

وتتهم جماعات المسلحين السنة زعماء الشيعة بتدبير هذا التفجير لتبرير الهجمات الانتقامية التي تستهدف السنة. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى