شيراك يدعم الاصلاحات في السعودية ويدعو الى التصدي للتطرف

> الرياض «الأيام» ايمانويل سيرو :

>
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
الرئيس الفرنسي جاك شيراك
اعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن دعمه للاصلاحات في السعودية في اليوم الثاني لزيارته للمملكة، ودعا الى التصدي للتطرف مشيدا بجهود المملكة في مكافحة الارهاب.

واكد شيراك امس الاحد في الرياض ان "اليد ما زالت ممدودة" لايران وان الجمهورية الاسلامية يمكنها "في اي لحظة ان تعود الى تعهداتها وقف النشاطات النووية الحساسة" داعيا سوريا الى "تغيير تصرفاتها" ازاء لبنان ومثنيا على الجهود السعودية الاصلاحية.

وعرض شيراك في كلمة القاها امام مجلس الشورى السعودي مجمل الملفات الاقليمية من ايران الى سوريا ولبنان مرورا بتداعيات فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية الاخيرة.

واكد شيراك، وهو اول رئيس دولة اجنبية يلقي كلمة امام مجلس الشورى السعودي انه يشاطر العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز "الاقتناع بان المواجهة ليست حتمية في المنطقة وان السلام في متناول اليد".

وقال الرئيس الفرنسي ان "صوت العقل الذي ترغب فرنسا وبريطانيا والمانيا باسماعه في ما يتعلق بالملف النووي الايراني، ما زال لم يلق اذانا صاغية" مؤكدا في الوقت نفسه ان "اليد ما زالت ممدودة وان ايران "يمكنها في اي لحظة ان تعود الى تعهداتها وقف نشاطاتها النووية الحساسة".

وبعد فشل المفاوضات الجمعة بين الدول الاوروبية الثلاث الكبرى وطهران حول ملفها النووي، يمكن ان تتخذ الوكالة الدولية للطاقة الذرية تدابير اكثر تشددا ازاء ايران التي يطالبها الغربيون بان تعاود تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم خشية استعمال هذه التكنولوجيا لصنع السلاح النووي.

اما على صعيد الملف اللبناني السوري، فاكد الرئيس الفرنسي ان على سوريا ان "تغير اداءها ازاء لبنان وان تتعاون خصوصا مع لجنة التحقيق الدولية" في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005,وتتهم الغالبية النيابية في لبنان سوريا بالضلوع في الجريمة .

وفي الملف الفلسطيني، قال شيراك تعقيبا على فوز حركة حماس في الانتخابات الاخيرة من دون ان يسميها ان "الاكثرية التي افرزتها عمليات الاقتراع عليها ان تفهم ان الاعتراف باسرائيل والتخلي عن العنف واحترام التعهدات الدولية، وحدها قادرة على تبديد المخاوف المشروعة ازاءها".

واكد انه امر "حيوي" ان يحظى العراق "بسرعة بمؤسسات صلبة قادرة على التصدي للقوى التي تتجاذب البلد وتهدد وحدته".

من جهة اخرى، اعرب شيراك في كلمته عن دعمه للتوجه الاصلاحي الذي ينتهجه الملك عبدالله بن عبد العزيز.

واعتبر في اليوم الثاني من زيارته الرسمية للسعودية ان المملكة "تتحرك بشجاعة من اجل تثبيت دورها المحفز للاعتدال في وجه التهديدات".

واكد شيراك دعم فرنسا وتضامنها مع السعودية في مكافحتها للارهاب مثنيا على دور الملك عبدالله الذي "حمل بشجاعة ونجاح كما عهدناه دائما، لواء التحرك الوطني في وجه الارهاب (..) سوف نربح هذه المعركة عبر تضافر جهودنا وعبر خوضها ضمن احترام قوانينا وقيمنا".

ومن بين الاصلاحات التي تدعمها فرنسا، عدد شيراك "الاقتراع من اجل اختيار مجالس بلدية جديدة" و"دخول المرأة الى الهيئات الادارية للغرف التجارية".

ودعا الرئيس الفرنسي في كلمته الى قطع الطريق امام الذين "يشعلون فتيل التطرف" ويفتعلون "صداما مؤسفا للجهلة" مؤكدا انه "يمكن لفرنسا والسعودية (..) ان توحدا جهودهما لقطع الطريق امام الذين يشعلون فتيل التطرف ويفتعلون +صداما للجهلة+يعتبره البعض +صداما للحضارات+".

كما دعا شيراك الى تعزيز التبادل التجاري بين باريس والرياض مشيرا بشكل خاص الى فكرة اتفاق يسمح بالتبادل الحر بين دول الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.

وبعد القاء كلمته في مجلس الشورى، شارك في لقاء اقتصادي سعودي فرنسي نوه خلاله بخبرات الشركات الفرنسية آسفا "للضعف النسبي للصادرات الفرنسية والاستثمارات الفرنسية في المملكة".

وافتتح شيراك مساء امس في الرياض معرضا للفنون الاسلامية ينظم بالتعاون بين متحف الرياض ومتحف اللوفر الباريسي.

وتامل فرنسا ان تساهم زيارة شيراك في تقدم المحادثات حول عقود مهمة مع السعودية في مجال الدفاع وخصوصا لجهة تزويد المملكة نظام "ميكسا" الالكتروني لمراقبة الحدود الى جانب بيعها طائرات "رافال" التي تصنعها مجموعة "داسو" الفرنسية.

وتبلغ قيمة الصادرات الفرنسية الى السعودية 3،1 مليار يورو بينما تستورد فرنسا من السعودية بقيمة ثلاثة مليارات يورو.

وثمة ستون شركة فرنسية تعمل في السعودية وتوظف 12الف عامل وتامل في ان تساهم في النمو الاقتصادي للمملكة.

وبفضل ارتفاع السعر العالمي للنفط، تسجل السعودية فائضا هائلا في ارباحها وتشهد اكبر طفرة اقتصادية منذ السبعينات.

وتملك السعودية ربع الاحتياطي النفطي العالمي وتنتج 5،9 ملايين برميل نفط يوميا مما يجعل منها المصدر الاول للنفط في العالم.

ويرافق شيراك في زيارته عدد من ممثلي الشركات الفرنسية الكبرى مثل "الستوم" و"داتسو" و"بي ان بي باريبا" و"تاليس" و"فينسي".(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى