مزهري الحزين وعشم إبليس في الجنة

> «الأيام» صادق حمامة:

> زمان قبل سنوات عديدة كنت عندما أشاهد الفنان أحمد بن أحمد قاسم يغني عبر شاشة التلفزيون أجري بسرعة أطفئ التلفزيون,السبب ليس لان أحمد قاسم مش فنان «حاشا الله» ولكن لانه حينها كان ذوقي رديئا وكنت أعتقد أنني على حق يومها,شيئاًَ فشيئاَ يبدأ نضوج الانسان العاطفي، فتتغير عنده كل أحاسيس الصبا والطيش.

لم أعرف قيمة هذا الفنان الا وأنا شاب ناضج، عرفت عبقريته في العزف على العود وعرفت ألحانه العذبة الجميلة وعرفت نبرات صوته الرائعة وأداءه المتميز لكثير من الاغاني.

وحتى لا يقال بأنني أنحاز لصالح هذا الفنان القدير على حساب بقية الفنانين أقول لكم وأبوح لكم بأنني من عشاق فناننا الكبير ابوبكر سالم بلفقيه حد الإدمان وأكاد أحفظ كل أغانيه وأطرب لها.

وأبوبكر سالم معروف عنه بأنه أخطبوط في تأدية أغانيه بحيث لا يستطيع غيره من الفنانين تأدية أي من أغانيه بعده.

لكنني سمعت أغنية أداها بلفقيه ثم أداها بعده أحمد قاسم وكان أسلوب أحمد قاسم في هذه الاغنية قمة الروعة.

لعل القارئ يعيش لهفة معرفة هذه الاغنية، وأنا لن أطيل عليكم فالأغنية هي «خطوة خطوة» صحيح أنه كان لحنا الاغنية مختلفين وصحيح أن بلفقيه يختار ألحان أغانيه «بالفرازة» إلا أن لحن وأداء الموسيقار أحمد قاسم كان قمة في الروعة.

كل ما قلته مسبقاً هو تمهيد للحديث عن فنان وصل حد العبقرية واحترمه الآخرون وعاش مجهولا في وطنه.

أين فضائيتنا اليوم من أغاني هذا الفنان وغيره من المبدعين، والله اذا كان القائمون على الفضائية اليمنية لا يروق لهم فن أحمد قاسم فهذا ليس ذنبه وغيركم يهواه ويعشقه بجنون.

نحن اليمنيون الذي ملأنا الدنيا عويلاً عن سرقات الآخرين لفننا وقلنا يا سلام يا جدعان اليوم عندنا فضائية تستطيع نشر الاغاني اليمنية القديمة بأصوات أصحابها الأصليين.

وسنة وراء سنة ونحن ننتظر ظهور فنانين كأحمد قاسم، العزاني، كرامة مرسال، محمد سعد وغيرهم من المبدعين إلا ان الفضائية والقائمين عليها (اصنج بجنبه مغني).

أتذكر من (عادنا الا صبي ع اللبن) ان تلفزيون عدن سابقاً (قبل الوحدة يعني) كان يعرض في المناسبات المختلفة أغاني في غاية الروعة والابداع.

ومزهري الحزين واحد من تلك الاعمال الخالدة التي لن ننساها ما حيينا والتي كانت تعرض في عيد الاستقلال 30 نوفمبر.

وشخصياً أقول لو أن أحمد قاسم لم يلحن في حياته قط سوى (مزهري الحزين) لاعتبرناه من كبار المبدعين فما بالنا وهذا الرجل قد أثرى الفن اليمني بإبداعاته الفنية المختلفة.

مزهري الحزين ورعشة الحنين ولماذا يبخل علينا البعض بأن نعود الى ملاعب الصبا وحبنا الدفين؟!

(يا مزهري الحزين) ملحمة تاريخية كتبها الشاعر العظيم لطفي جعفر أمان بدم قلبه وصب فيها عملاق الطرب الموسيقار أحمد قاسم روحه وأنفاسه فخرجت الينا صادقة مليئة بالعاطفة وفيض المشاعر وتقبلها الشارع اليمني آنذاك ولاقت صدى كبيراً نظراًَ لما كان يعيشه هذا الشعب في فترة الاحتلال.

اليوم حرمنا وحرمت بقية الأجيال من سماع الملحمة الغنائية الخالدة (يا مزهري الحزين) لثنائي الابداع اليمني (لطفي وأحمد قاسم) وفضائيتنا وحدها المسئولة عن هذا الحرمان بعدم بثها مثل هذا العمل الرائع.

كذلك هناك عمل غنائي آخر للفنان الكبير كرامة مرسال تعودنا سماعه منذ نعومة أظفارنا وهذا العمل هو (أقبل العيد حبيبي) وهي أغنية في غاية الروعة كانت تبث أثناء الأعياد (الفطر والأضحى) حيث علقت هذا الأغنية في أذهانا لفترة من الزمن ثم حرمنا منها ايضاً كما حرمنا من مزهري الحزين.

السؤال الملح: متى يفرج عن مثل هذه الأعمال الإبداعية وتبث للعالم أجمع عبر شاشتنا الفضائية؟

هل تحرك الجهات المختصة ساكناً للافراج عن الأعمال الإبداعية وتعريف الناس بها عبر الفضائية اليمنية أم أن عشمنا يبقى كعشم إبليس في الجنة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى