الجمهوريون يبدون ضجرهم من سياسة بوش الخارجية

> واشنطن «الأيام» الان السنر:

> بعد ثلاثة أعوام صعبة في العراق يشعر كثير من الجمهوريين بضجر من النهج المثالي الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي جورج بوش فيما يتعلق بالسياسة الخارجية ويتطلعون إلى العودة لاسلوب تعامل أكثر عملية وحذرا مع الشؤون الدولية.

وتضمن خطاب بوش بمناسبة إعادة تنصيبه لفترة ولايته الثانية في يناير عام 2005 تصريحا واضحا لرؤيته عندما تعهد بدعم الحركات والمؤسسات الديمقراطية "بهدف القضاء في النهاية على الطغيان في عالمنا."

لكن الجمهوريين ومنهم محافظون ساعدوا في رسم رؤية بوش بدأوا الاعراب عن شكوكهم مع تورط القوات الأمريكية في مستنقع العراق وسط احتمال متزايد باندلاع حرب أهلية وفوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات الفلسطينية التي جرت مؤخرا.

وقال كليفورد ماي وهو مسؤول سابق في الحزب الجمهوري ويرأس الآن مركز الدفاع عن الديمقراطيات "كانت فكرة خاطئة أن يقول بوش إن في مقدورنا تصدير الديمقراطية كما لو كانت سلعة." ومضى يقول إن الانتخابات الفلسطينية تظهر أن بناء الديمقراطية يتطلب أكثر من مجرد اجراء انتخابات.

وعندما خاض بوش الانتخابات في عام 2000 وعد بسياسة خارجية "متواضعة".

لكن هجمات 11 سبتمبر غيرت كل شيء.

ووضع بوش الخطوط العامة لنهج يؤيد إجراء عسكريا وقائيا وأحاديا إذا اقتضت الضرورة ضد تهديدات محتملة.

ووفر ذلك تبريرا لغزو العراق في عام 2003. وقال جون شتاينبرونر مدير مركز الدراسات الدولية والأمنية في جامعة ماريلاند "مغامرة العراق قضت على نهج بوش لفرض الديمقراطية بالقوة إذا لزم الأمر." وأوضح استطلاع للرأي نشر الجمعة أن أربعة من بين كل خمسة أمريكيين ومنهم 70 في المئة من الجمهوريين يعتقدون أن حربا أهلية ستندلع في العراق.

والنقاش الدائر في السياسة الخارجية الأمريكية بين المثالية والنفعية قضية مثارة منذ فترة طويلة على مر التاريخ الأمريكي.

وكان الجمهوريون عادة من المدافعين عن الواقعية الحذرة بينما ضغط الديمقراطيون من أجل المثالية. وقد يعود الجمهوريون الآن إلى جذورهم.

وقال تيد كاربنتر من معهد كاتو ذي التوجه التحرري "سيكون هناك قدر كبير من التأييد في أوساط الجمهوريين لسياسة خارجية أكثر تقييدا وأكثر انتقائية وأكثر حذرا في الانتخابات القادمة." ويطرح بعض مرشحي الرئاسة المحتملين ومن ابرزهم السناتور الجمهوري عن ولاية نبراسكا تشوك هاجل مبادئ تتعارض مع رؤية بوش.

ودافع هاجل في نوفمبر الماضي عن "واقعية تقوم على المبادئ" وقال إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى "رؤية أشمل لترى كيف ينظر العالم لنا ومن ثم يمكننا أن نفهم العالم ودورنا فيه بشكل أفضل."

ويقف المحافظون الجدد الذين أيدوا غزو العراق موقفا دفاعيا. وما زال البعض يقول إن الفكرة كانت صحيحة لكن التنفيذ شابته اخطاء.

وكما قال ريتشارد بيرل الذي رأس لجنة سياسات الدفاع وهي لجنة استشارية لوزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) في الفترة بين 2001 و2003 فإن الإدارة كانت "على صواب في خوض الحرب واخطأت فيما بعد الحرب."

لكن فرانسيس فوكوياما الذي زعم عام 1992 في كتابه "نهاية التاريخ" الذي كان من أفضل كتب المحافظين الجدد مبيعا أن العالم يسير نحو الديمقراطية الليبرالية بتوجيه من الولايات المتحدة يقول الآن في كتاب جديد إن بوش تجاوز الحد في العراق وقلل بدرجة كبيرة من الصعوبات.

ويروج فوكوياما الآن لسياسة خارجية أكثر وعيا بحدود القوة الأمريكية وأقل اعتمادا على الجيش وأكثر احتراما لمصالح الدول الأخرى وآرائها وللمعايير والمؤسسات الدولية الناشئة.

وقال تيري جيفري الكاتب في هيومان ايفنتس (حوادث بشرية) وهي مطبوعة أسبوعية للمحافظين ان كثيرا من المحافظين لم يؤيدوا قط منهج بوش لكنهم التزمو ا الصمت لأنهم يوافقون على سياساته الداخلية ولأنه تمتع بشعبية جعلت من الصعب معارضته.

ووصف جيفري رؤية بوش الخاصة بالقضاء على الطغيان بأنها رؤية "مثالية" للعالم شبيهة برؤى الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون الذي قال ان من حق الأمم تقرير مصيرها وشجع على انشاء عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى.

لكن الأمريكيين رفضوا رؤية ويلسون ورفضوا الانضمام إلى عصبة الأمم ودخلوا في عزلة استمرت 20 عاما بعد ان ترك منصبه.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى