"ماما روزا".. شرطية أفريقية أعادت الثقة في معسكر لاجئين بدارفور

> السودان «الأيام» اوفيرا مكدوم :

> تقود روز ايتيم سيارتها في معسكر ارداماتا كل يوم ويحيط بها ابناء دارفور وهم يهتفون "ماما روزا" وتتوقف عند كل بيت وتحيي الناس باسمائهم,وتشبه سيارتها البيضاء التي تحمل شارة الاتحاد الأفريقي سيارات الأمم المتحدة مع فارق واحد,فسيارتها تكتظ باللاجئين بل برجال الشرطة وجنود الجيش حيث تنقلهم إلى السوق.

وغير مسموح بركوب سيارات الاتحاد الأفريقي أو الامم المتحدة لغير العاملين لكن ايتيم تقول إنها يجب أن تكون مع الناس كي تكسب ثقتهم.

ومضت تقول وهي تضحك "عندما يراني الضابط الذي أعمل معه يغضب لكنني لا أبالي."

وايتيم (46 عاما) أم لاثنين في الكاميرون وهي واحدة من بين أكثر من ألف من أفراد الشرطة التابعة للاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان وتحاول إعادة الثقة التي فقدها الناس في المنطقة في السلطات بعد أعمال الاغتصاب والقتل والسلب المستمرة منذ ثلاثة أعوام.

وكان جميع أفراد الفرقة الأولى للشرطة التابعة للاتحاد الأفريقي من الرجال لكنهم كانوا عاجزين عن مساعدة النساء في دارفور اللاتي يقعن غالبا ضحايا للاعتداءات الجنسية.

وعملت ايتيم شرطية في غرب أفريقيا 25 عاما وتلقت تدريبا على أعمال التمريض وأرسلت في وقت لاحق مع فرقة من النساء لحماية المدنيين الذين يعانون من صدمة ومواساتهم.

وترأس ايتيم مركزا للشرطة تعمل به ست شرطيات أخريات وله وجود على مدار اليوم في معسكر ارداماتا خلال الأشهر الستة الماضية. وتقلصت منذ ذلك الحين الهجمات التي يشنها ميليشيا الجنجويد إلى هجوم واحد في الأسبوع بعدما كانت عدة هجمات في اليوم.

وبينما كان سكان المخيم يرفضون نشر قوة للاتحاد الأفريقي قبل 18 شهرا قائلين إنهم يفضلون فقط قوات تابعة للأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الا انهم غيروا موقفهم الآن.

قال يحيى شريف اسحاق "الأمور تتحسن ببطء عما كانت عليه من قبل... حتى الشرطة الحكومية أفضل عما كانت عليه من قبل لكن ليس بدون وجود الاتحاد الأفريقي هنا."

وذات صباح في الاونة الاخيرة خرجت ايتيم التي ارتدت زي الشرطة الازرق الداكن تبحث عن أم شابة ارتبطت معها بصداقة وكانت تخشى على سلامتها.

وعندما عثرت عليها وجدتها بخير لكن أحد أطفالها الرضع توفي,وتعانقت الامرأتان وأجهشتا بالبكاء.

وتصف واشنطن العنف في دارفور بأنه إبادة جماعية وتلقي باللائمة على حكومة السودان والميليلشيات العربية المتحالفة معها التي تعرف باسم الجنجويد في استهداف القبائل غير العربية. وتنفي الخرطوم تلك الاتهامات.

لكن فر نحو مليونين من ابناء دارفور هربا من الميليشيات إلى معسكرات بائسة للاجئين في المنطقة الصحراوية وهم لا يثقون في قدرة شرطتهم على وقف الهجمات اليومية تقريبا التي تواصلت داخل المخيمات.

ويوجد نحو 22500 لاجيء في معسكر ارداماتا القريب من الحدود التشادية يعتمدون في حياتهم على المعونات الغذائية وتحتجزهم الميليشيات كرهائن إذا غامروا بالخروج لأبعد من ميل عن محيط معسكرهم.

وقال رجل مسن يدعى آدم خاطر حسن وهو يشير فى أدغال تقع على بعد أقل من ميل عن المعسكر "لا نستطيع أن نخرج لأبعد من هاتين الشجرتين."

وتابع قائلا "الجنجويد يأتون لمهاجمتنا حتى داخل المعسكر."

ويحاول جنود الاتحاد الأفريقي مراقبة وفرض وقف غير مستقر لإطلاق النار بين المتمردين غير العرب والحكومة وتعمل قوة الشرطة الأفريقية غير المسلحة على إعادة بناء العلاقات التي تحطمت بين الناس والشرطة التي يفترض أن تحميهم من هذه الهجمات.

في البداية كان الجيش والشرطة ينظران بريبة الى شرطة الاتحاد الأفريقي وكانا يعرقلان عملها.

وعلى سبيل المثال قالت فلورنس انتوي الشرطية بشرطة الاتحاد الأفريقي إنها أبلغت عندما سألت عن محتجزين بأنه تم الإفراج عنهم بينما كانوا ما زالوا محتجزين لديها.

وقالت ايتيم "تنكرت ذات مرة في زي امرأة سودانية وتبعت زوجة رجل في السجن لاخذ طعام له لأن الشرطة مستمرة في إنكار أنه مسجون لديها." وتم الإفراج عن الرجل في وقت لاحق.

وقالت انتوي إن افراد الشرطة المحلية غير مدربين وبدلا من تسجيل شكاوى الناس يضربونهم ويسجنونهم. وأضافت "كما أنهم يخشون أن نأخذ منهم وظائفهم."

وتمضي ايتيم أو "ماما روزا" كما يطلق عليها ابناء دارفور ساعات بعد وصولها مع الشرطة السودانية لكسب ثقتهم. كما اشترت الأقمشة ودفعت لترزي كي يفصل زيا لأفراد الشرطة وأعطتهم دفاتر ليسجلوا الشكاوى بها.

والآن تلجأ الشرطة المحلية إليها ويطلبون منها تفاصيل عن هجمات الجنجويد,وعندما تسير ايتيم في طرقات المعسكر الترابية يجري خلفها الأطفال,وتحيي كل فرد باسمه وتتوقف لتربت عليهم في علامة على الحب ولطمأنتهم.

وقالت زينب أبو التي تقيم في معسكر ارداماتا لايتيم وهي تعانقها بقوة كما لو أنها لا تريد أن تتركها أبدا "ابق في السودان.. لا تعودي أبدا إلى الكاميرون." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى