رحلة مهاجر كوبي لفلوريدا أعادته إلى قاعدة جوانتانامو في وطنه

> خليج جوانتانامو «الأيام» جين ساتون :

> فرجيليو فرانكي مهاجر كوبي لفحته الشمس انتشل من طوف في مضايق فلوريدا عندما شاهد لأول مرة القاعدة البحرية الأمريكية في خليج جوانتانامو في عام 1993,وأمضى فرانكي 11 شهرا هناك في خيمة كبيرة مكتظة باللاجئين,والآن عاد ضابط الصف فرانكي في سلاح الخدمات الطبية بالبحرية الأمريكية بعد أن أصبح مواطنا أمريكيا إلى جوانتانامو ليعمل في الأعمال المكتبية في مستشفى القاعدة التي ترعى الجنود الأمريكيين وأسرهم. ويعتقد أنه اللاجيء الكوبي الوحيد الذي عاد إلى بلاده كجندي أمريكي.

وقال فرانكي إنه كان عليه أن يختار عندما تقدم للتعيين "إما ايسلندا أو جيتمو (جوانتانامو)." ولم تكن أيسلندا تروق له نظرا لقدومه من منطقة تتسم بالمناخ الاستوائي.

وأصبحت جوانتانامو في السنوات الأخيرة مرادفا لسجن المعسكر الذي يحتجز به نحو 490 أسيرا أجنبيا في إطار الحرب الأمريكية على الإرهاب.

لكن القاعدة الصغيرة المتربة في جنوب شرق كوبا بالنسبة لعشرات الآلاف من أمثال فرانكي بمثابة محطة على الطريق للكوبيين الذين يرغبون في مغادرة بلادهم وكذلك لابناء هايتي الفارين من بلدهم الفقير.

ووظيفة فرانكي ستبقيه في الجزيرة حتى عام 2007. لكن نظرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية عادية بين كوبا والولايات المتحدة لا يستطيع فرانكي مغادرة القاعدة الأمريكية لزيارة أي مكان آخر في وطنه.

ويتعامل بمودة مع الكوبيين الآخرين الذين يعيشون في القاعدة وقال إنه سعيد لأن يرى كوبا مرة أخرى. وتابغ قائلا "كنت اتشوق لأن ابحر في المحيط مرة أخرى.. المحيط الكوبي."

والولايات المتحدة تستأجر القاعدة من كوبا منذ عام 1903 بمقتضى اتفاقية مدى الحياة تثير غضب الرئيس الكوبي فيدل كاسترو العدو الايديولوجي للولايات المتحدة منذ فترة طويلة الذي يتطلع لطرد المستأجرين.

وعموما يعاد المهاجرون الكوبيون الذين يقصدون الولايات المتحدة ويعترضهم خفر السواحل الأمريكيون في البحر إلى كوبا. لكن اولئك الذي يقنعون ضباط الهجرة بأنهم سيواجهون اضطهادا من الحكومة الشيوعية ينقلون إلى جوانتانامو في انتظار قرارات بشأن اللجوء السياسي في الولايات المتحدة أو في أماكن أخرى.

وهناك حوالي 40 في أي وقت. ويعيشون في أحياء قديمة شبيهة بالفنادق وبعضهم حصل على وظائف لكسب أموال قليلة تساعدهم على تمضية وقتهم. ويعمل أحدهم في مطعم ماكدونالدز في القاعدة.

ووصل عدد المهاجرين إلى 45 ألفا في منتصف التسعينات عندما فرت موجات من الكوبيين ومواطني هايتي هربا من الاضطرابات السياسية والاقتصادية في بلديهما.

وتتفاوض الولايات المتحدة منذ ذلك الوقت على اتفاقيات للهجرة لتجنب عمليات خروج جماعية مماثلة للموجة التي أوصلت فرانكي لجوانتانامو أول مرة.

وكان هو وأبوه من بين 11 شخصا صنعوا طوفا وأبحروا فيه من شاطيء قريب من هافانا في عام 1993. وأراد فرانكي أن يغادر لأن نصف عائلته فرت من البلاد في عام 1980 منذ ان كان صبيا في السابعة أو الثامنة من عمره.

وقال "لا نحب كاسترو... كنت أريد المغادرة لأنني لا أحب النظام" في إشارة إلى نظام الحكم الشيوعي في كوبا.

والتقط خفر السواحل المجموعة بعد ثلاثة أيام. وشاهد فرانكي الذي أحرقته الشمس بشكل سيء وكان يرتجف من الالتهاب الرئوي السفينة وهي تتوقف لانتشال كوبيين آخرين من الاطواف والمراكب الصغيرة.

ونقلته سفينة أخرى إلى جوانتانامو لكن الأرض القاحلة في جنوب شرق كوبا لا تشبه في شيء موطنه قرب هافانا الخصبة الخضراء. ظن أنه نقل إلى أمريكا الجنوبية.

ونقل هو وأبوه لمعسكر في مهبط جوي مهجور تحت الشمس المحرقة مكتظ بخيام من القماش تمتد على مدى الرؤية. وأتم فرانكي 21 عاما هناك وكان يعيش في الأشهر الأولى القليلة على قدر محدود من الوجبات الجاهزة في الجيش الأمريكي.

وأصبح معسكر الخيام أكثر احتمالا بعد انشاء مطابخ وافتتحت مكتبة صغيرة وعرضت أفلام في المساء لتخفيف الملل وسمح لفرانكي بالسير على الشاطيء والسباحة,ونقل فيما بعد إلى ميامي حيث استقر كثير من أفراد أسرته.

والتحق بفصول لتعلم اللغة الانجليزية في مدرسة ثانوية ودرس ليصبح فني غرفة تشغيل ثم التحق بالبحرية وتلقى تدريبا طبيا في قاعدة قرب شيكاجو.

وبعد ما يقرب من 12 عاما على مغادرته كوبا عمل في مستشفى البحرية في بوفورت بولاية ساوث كارولاينا.

ثم نقل إلى جوانتانامو في عام 2004 هو وصديقته التي تزوجها فيما بعد ويعيشان في بيت صغير في الحي السكني في القاعدة وهو شبيه ببلدة أمريكية صغيرة في الخمسينات.

وذكرته شدة الحر التي أحس بها مع هبوطه من الطائرة في جوانتانامو بالأيام التي أمضاها هناك لاجئا,وقال ضاحكا "كنت محظوظا جدا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى