وتلك الأيــام..أبجديات في الحزن والفرح

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
أي مبادرات إنسانية لا يثمر إطلاقها إلا أمرين ونتيجتين، فإما أن تكون رصينة مضبوطة عاقلة لتحقيق الفائدة والتقدم والبهجة والسرور وتعزيز جسور المحبة والتآلف بين الناس، وإما أن تكون خالية من أبجديات المعقول، غير رصينة لتحقق الضرر والأذى ونشر القلق وإشاعة القلاقل بين الناس.

بناءة ومفيدة ورائعة جداً تلك المبادرات الإنسانية الخلاقة التي لا تتخطى أبجديات العقل الراجح والفائدة والحكمة الرشيدة لخدمة الناس واحترام خصوصياتهم وحوائجهم وأحاسيسهم وعدم الإضرار بعلاقاتهم تجاه أهلهم وذويهم.

فإطلاق روح المبادرات السعيدة أمر يعشقه كل الناس ويحقق لهم الفائدة والرضا والسعادة وسط مجتمع مفعم بالحب والألفة والسكينة. أما المبادرات الضالة الخالية من أبجديات العقل والمعقول فلا تقدم للناس سوى الضرر وخدش سكينتهم ومعيشتهم وأحاسيسهم، الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل أجواء السلام والمحبة وزعزعة الثقة والطمأنينة وإشاعة الأذى.

كثيرة هي المبادرات التي تحدث بين أفراد المجتمع، تارة تأتي مفيدة وعاقلة يطرب لها القلب والفؤاد وتستكين لها الأنفس، وتارة تأتي مؤذية غير نافعة لا تحصد سوى المتاعب والأحزان وبث روح الفرقة.

هذه المبادرات الضالة، وبسبب تجاهلها لرجاحة العقل وأبجديات المعقول فإن نتائجها دائماً ما تأتي مهولة وفظيعة، قد تطال فرداً أو جماعة أو أكثر، لتعم بعدها موجة غير جميلة من القلاقل والفوضى والأحزان المريرة.

لا طاقة للناس في تقبل هذه المبادرات التي لا تحصد سوى الرعب والمخاوف واغتيال الفرح واعتقال المودة.

يكفي الناس اليوم اللهث المنهك خلف معترك الحياة ومكابدة رغيف المعيشة -بشق الأنفس- فلا حاجة لأن تتضاعف عليهم المرارات والأحزان بسبب مبادرات لا عقل لها ولا منطق.

رسالة حب نبعثها عبر هذا المنبر الحبي والمهني الرفيع نحث فيها الجموع على حسن العمل، فإن طابت العقول وانشرحت الصدور لإطلاق مبادرات إنسانية، فلتكن حسنة ويسيرة مصبوغة ومرسخة بأبجديات رائعة تتلألأ على قممها قناديل بيضاء للعطاء والفرح والسلام وبث روح الحب والحراك الإيجابي.

وإلا لا حاجة لطرق أبواب الخلق بالأذى، فإن هذا والله أمر لا يرقى إلى محبة الخالق ولا إلى محبة العباد مطلقاً.

والله من وراء هذا القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى