سياح:عدن مدينة جميلة لكن ينقصها العناية بالمواقع السياحية

> «الأيام» متابعات:

>
حرصوا على اقتناء «الأيام» والتقاط صورة جماعية في الساحة الواقعة قبالة سوق القات
حرصوا على اقتناء «الأيام» والتقاط صورة جماعية في الساحة الواقعة قبالة سوق القات
وصلت إلى ميناء عدن صباح أمس الباخرة السياحية (كولومبس) قادمة من ميناء صلاله بسلطنة عمان وعلى متنها 520 شخصا,وعند انتهاء إجراءات الدخول انطلق السياح من دكه السياح بالباصات في رحلة داخلية للاطلاع على معالم مدينة عدن التاريخية وفق برنامج سياحي أعد لذلك.

وتضمن البرنامج زيارة مسجد العيدروس، صهاريج عدن التاريخية، قلعة صيره، مبنى (رامبو) ـ مزار السياح الأجانب ، السوق الطويل، سوق القات.

وقد رافقت كاميرا «الأيام» السياح في رحلتهم، وأجرت معهم أحاديث صحفية لنقل انطباعاتهم حول زيارتهم هذه لمدينة عدن ومشاعرهم وهم يقومون بالتبضع من المحلات التجارية ويشترون الفل.

في دكة السياح تحدثت لـ«الأيام» السيدة (سوينا) المرشدة السياحية في الباخرة (كولومبس) معربة عن سعادتها بحفاوة الاستقبال، وسرعة إنهاء الإجراءات من قبل سلطات الميناء.

وقالت :«الفوج سينقسم إلى قسمين البعض سيتجه إلى صنعاء والبعض الآخر سيتوجه الى الحديدة، وفي صنعاء سنزور كوكبان وفي الحديدة سنزور القلعة، نحن قادمون من صلالة وقد قضينا مدة أربعة أشهر عبارة عن 125 يوما في البحر».

أما زميلاتها (بيريتا) وهي ايضا مرشدة سياحية على الباخرة وتعمل منذ عام في مجال الإرشاد السياحي فتقول «نشعر بالسعادة لزيارة اليمن، حيث نحتفظ بانطباع ايجابي تجاه الشعب اليمني وخصوصا في عدن».

والعربي الوحيد القادم على متن الباخرة هو أحمد ترك، فلسطيني الجنسية ويعمل طبيب أطفال، وتحدث لـ«الأيام» عن أهمية الرحلات السياسية بقوله:«تفيد الرحلات السياحية بالتعرف على مناطق العالم المختلفة وعادات وتقاليد وديانات الآخرين وطرق تعاملهم فيما بينهم، لهذا نحن نستفيد بالتعرف على كثير من الأمور التي نجهلها عن البلدان التي نزورها مما يزيدنا ثقافة ومعرفة».

واضاف الترك: «زوار باخرة كولومبس يشعرون بالسعادة لزيارة اليمن لما لها من سمعة من الناحية الثقافية والسياحية ولكونها عرفت باليمن السعيد، كما ان أصول الثقافة والحضارة العربية تعود الى اليمن، ويعد خسارة كبيرة اذا لم نحافظ على كل هذا التراث القديم، والسياح خلال هذه الرحلات التي يقومون بها إلى الدول العربية يتعرفون على حقيقة الشعوب العربية وفي هذه الرحلة يودون التعرف على حقيقة الشعب اليمني القديمة والحالية».

هومولت، زميل مهنة متقاعد عمل في مجال الصحافة الرياضية في ألمانيا يقول: «كل شيء شاهدته في عدن جديد علي، رأيت مباني جميلة وشاهقة».. لكنه عبر عن أسفه لما شاهده من قاذورات خاصة في منطقة صيرة التاريخية».

وقال: «من الضروري العمل للمحافظة على مثل هذه المناطق التاريخية، واظهارها بالمظهر اللائق، وان تعمل قيادة المحافظة الكثير من أجل النهوض بهذه المدينة التي يتميز أهلها بأخلاقهم العالية وطيبتهم، الى درجة أنني لا أشعر بالغربة وأنا بينهم».

وعن مسجد العيدروس العتيق يقول (هومولت): «عرفنا عن هذا الصرح السياحي الديني الكثير من المعلومات المتعلقة بالعادات والتقاليد الموجودة في داخل المسجد، كما رأينا بعض العائلات التي تزور المسجد».

بيتل أهرت تقول انها تزور عدن لأول مرة، وقد انتابها الاندهاش لما شاهدته. وقالت: «كانت في ذهني صورة مرسومة لعدن وكنت أعتقد أنني سأشاهد منازل بيضاء».

واضافت: «الناس في عدن طيبون وملابسهم تنم عن العادات والتقاليد الجميلة التي يتمسكون بها خاصة النساء، وعندما وصلت عدن تلاشت تلك الصورة التي كانت في بالي عن عدن وأنا في ألمانيا حيت أخبروني أن عدن فيها الكثير من الاختطافات.

ولكن الحمد الله نسير بحرية كبيرة والناس يبدون لنا وكأنهم يعرفوننا من سابق، ولم نشعر لحظة بالخوف أو الرهبة.. حقيقة عدن مدينة جميلة آمنة عكس ما سمعنا عنها».

وعن أسباب اعتقادها بأنها ستجد منازل مدينة عدن بيضاء، قالت: «عمان كل منازلها بيضاء، لهذا اعتقدت أن كل الدول العربية منازلها بيضاء وقد كنا في عمان قبل يومين، والفرق هو انني شاهدت الكثير مـن الفقر في عـدن، وهذا لم أجـده في عمان».

بيتل اهرت وزوجها
بيتل اهرت وزوجها
وهناك السيدة أوش وزوجها هامر وهما من ألمانيا حيث يطلق هامر على أوش لقب «المدير العام»، سألته عن أسباب تسميته لها بهذا اللقب، فقال ضاحكا «هي المسئولة عنا تماشياً لما يطلق على الزوجة بأنها وزيرة الداخلية».

واضاف: «هي وزيرة.. ولكن فقط في البيت».

يقول هامر: «أنا مندهش من التراجع المخيف الذي تشهده عدن، أغلب المنطقة مهدم ولم أكن أتوقع أن أشاهد ذلك، وهذا يؤلمني كثيرا فلو عملنا مقارنة بين عدن وعمان وابوظبي سنجد فرقا كبيرا رغم أنها كلها دول عربية».

أسئلة كثيرة طرحها هامر عن الحكم الشيوعي إضافة إلى عدم العناية بمدينة عدن، وقال: «نحن مستعدون لإرسال المساعدات لكم من ألمانيا لتجديد عدن، وأادعو كل المواطنين للتعاون من أجل بناء عدن».

وعن مسجد العيدروس، قال: «انه موقع أثري نظيف ولم أر في السابق في دول عربية قبوراً سوى في جامع العيدروس خاصة انني زرت مقبرة العيدروس شخصياً ورأيت الغرفة نظيفة جداَ والقماش نظيفا وكثيرا حتى أن القماش المغطي لقبر العيدورس نظيف وموزع على قبور أولاده وبناته».

واضاف:«داخل مسجد العيدروس نظيف، لكننا مستاءون من المكان المحيط بالمسجد وكذا الطريق المؤدي اليه، ونتمنى ان تؤخذ هذه الملاحظات بالاعتبار من قبل قيادة المحافظة.

إضافة إلى ضرورة حماية حرمة المقابر، فالمقبرة مكان مقدس لحرمته، فلابد من نظافتها والحفاظ عليها».

سألت المرشد السياحي المرافق مع الباص رقم (7) العقيد بيومي مراد، عن مهمته فقال: «مهمتنا الحفاظ على الفوج السياحي من الناحية الأمنية إضافة إلى إعطائهم المعلومات الكاملة عن أي موقع أثري يقوم السياح بزيارته، ونحاول من خلال الشرح تغيير الصورة السابقة لهم عن اليمن بشكل عام وعدن بشكل خاص، ونفهم هذا من خلال تجاوبهم وإصغائهم لكل ما يقوله المرشد السياحي».

سألته كمرشد سياحي عن أبرز ملاحظاته عن انطباعات السياح، فأجاب: «يقولون عن اليمن دائماً أنها منطقة سياحية جميلة وخاصة عدن ولكن يشكون من القذارة التي تشهدها بعض المناطق السياحية التي يشاهدونها أثناء تجوالهم في المنطقة خاصة القريبة من المواقع السياحية مثل منطقة صيرة ونحن نتأسف بان يقوم السياح بالتقاط صور مؤذية لتلك القاذورات والقمامة».

واضاف: «بالذات هذا الفوج السياحي اريد أن أنقل الى السيد المحافظ عبر صحيفة «الأيام» رسالتي الداعية الى ضرورة الاهتمام وإصدار التوجيهات من أجل بناء ونظافة عدن إلى كل الجهات المعنية بالنظافة والطرق خاصة في المواقع الأثرية مثل الصهاريج وجامع العيدروس وقلعة صيرة إضافة إلى ضرورة العناية بالمقابر باعتبارها مكانا مقدسا».

وعن الصعوبات التي تواجه عملهم السياحي يقول بيومي: «نعاني من التفاف الشحاتين والمتسولين وركضهم خلف السياح وهذا يعطي صورة سيئة عن عدن إضـافة إلى إزعاج بعض الباعة المتجولين».

واضاف: «نأمل ان نرى من محافظ عدن أياديه البيضاء على عدن كما شاهدناها في صنعاء، ونحن على ثقة بان المحافظ سيعمل الكثير لعدن».

وعبر بيومي عن شكره ايضا لمدير الأمن السياسي الذي أعطى توجيهات واضحة للأمن السياسي في الميناء بالتعاون مع المرشدين السياحيين وكذا التعاون مع صحيفة «الأيام» لتغطية زيارة السياح داخل مدينة عدن.

وقد انتهت زيارة ركاب الباخرة (كولمبس) لعدن بعودتهم إلى مرفأ الميناء ثم الى متن الباخرة، مواصلين رحلتهم باتجاه منطقة سياحية يمنية أخرى.

وهنا توجه «الأيام» تحية إعجاب وتقدير لرجال الأمن في المرفأ السياحي وكذا شرطة السياحة التي رافقت الفوج وعملت بكل جهد لإزالة الكثير من العوائق والمناظر المؤذية للنظر، مثل المجانين المنتشرين والأطفال المتسولين في الطرقات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى