بعد طول ترقب.. خيبة أمل أهل اليمن!

> نعمان الحكيم:

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
ساد الشارع اليمني عامة خيبة أمل وإحباط كبير، بعد أن كانوا يتوقعون أنها فرجت، ولكنها استحكمت حلقاتها.. ولم ولن تفرج.. فلقد كانت النتائج مخيبة للآمال، وغير مأمولة البتة.. ذلك جراء الرفض لقبول اليمني ضمن الإطار الاقتصادي لدول الخليج العربية!

فماذا يعني فشل خطة التأهيل الاقتصادي لليمن.. وهل هذا الفشل نابع من كون رفض بعض دول المجلس لحسابات قديمة بينها وبين اليمن، أم لحسابات أخرى لم ترتق اليمن إليها لكي تنظم إلى هذا التكتل الاقتصادي السياسي في الخليج وشبه الجزيرة العربية؟!

أقول.. إن التقرير واضح، فقد بين العيوب التي علينا العمل على تصحيحها ولكن بعد أن فات أوان الحديث عن الشراكة والمشاركة، بعد أن صم آذاننا الإعلام المزيف للحقائق والذي يصور لنا أن قبول بلادنا في دول منظمة التجارة العالمية (الجات) أقرب بكثير من الانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي التي نتقاسم معها كل شيء، حضارة وثقافة ويجمعنا بها الدين القويم الذي لا توجد روابط له في دول الجات.. فكيف يا ترى سيكون الحال؟!

لقد أبهرتنا السياسة الإعلامية (الحكيمة) وضللتنا وصدقناها.. وقلنا إن الواقع الاقتصادي المعاش سوف ينتعش وسنعيش رفاهية لا تقل عن إخواننا في منطقة الخليج، من واقع أننا بلد منفتح على العالم والجيران على وجه الدقة.. ومن كون أننا بلد نفطي يمتلك الثروات النفطية والمعدنية الضخمة والتي دائماً ما نسمع عن اكتشافها في مناطق شاسعة وبخاصة في حضرموت وشبوة وربما في البحر، في ساحل أبين حتى المطلع.. ولكن لا طلعنا ولا هم يحزنون.. مجرد نزول في نزول، حتى صارت آمالنا سراباً ويغطون علينا عين الشمس بمنخل أو (غربال) لكنها ساطعة ولا يمكن تغطيتها.. كالحقيقة الماثلة اليوم لواقع مؤلم.. أيما إيلام!

نحن لا نريد عيشة مثل إخواننا في هذه الدول.. لكن من حقنا أن نصل إلى نصف عيشتهم، لا أن نظل في الحضيض أو تحت خط الفقر، فأقل من 4% كمتوسط للفرد في اليمن، يعني مقابلة أو مقارنة بأخيه الخليجي أو حتى المقيم في إحدى هذه الدول من الإخوة العرب واليمانيين بضمنهم.. أقل من مستوى معيشة هؤلاء بنسبة 4% مسألة مخجلة وباعثة على الألم والحسرة.

فكيف سنرتقي اقتصادياً لنصل إلى مستوى 20% على أقل تقدير من متوسط عيشة إخواننا ونحن مازلنا نباطح الفقر والجهل والاستحواذ حتى على البحر، ناهيك عن الجبال، والأرض التي صارت طارداً لكل مستثمر، وتعيده القهقري خاسراً نادماً على تفاؤله في الاستثمار في أرض السعيدة.. أو على طريقة الأغنية الشعبية التهامية (واسئيدة سرجي .. محبوب قلبك بايجي)؟!

إن السياسات المتبعة اليوم في بلادنا من قبل أساطين التخطيط وكذا الاقتصاديين العتاولة، خاطئة وواهمة، وإلا لما وصلنا إلى هذه الحال التي معها ترفض دول شقيقة نعتز بها وتعتز بنا، إلا من شيء واحد هو السياسات الاقتصادية والإنمائية، والتي لا رأس لها ولا رجل، ولذلك سنظل في ما نحن فيه، وسنزداد إفقاراً كلما شمر العالم، وطور صناعاته لتصل إلينا بقيم أغلى من الدم الذي هو إكسير الحياة.

كنا نأمل، ونحلم ولكن كله سراب في سراب، ولن نجد إلا المقولة السائدة (ساهن من الظبية لبن)!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى