بنيامين نتانياهو صقر فقد من هيبته

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار :

>
بنيامين نتانياهو
بنيامين نتانياهو
حدد بنيامين نتانياهو المتشدد المتمسك بقناعاته، هدفا هو ان يعيد البريق الى الليكود اكبر الاحزاب اليمينية في اسرائيل الذي ترجح استطلاعات الرأي هزيمته في الانتخابات التشريعية غداً الثلاثاء.

لكن رئيس الوزراء السابق الذي كان احد الذين اثاروا اكبر جدل في اسرائيل، يحتاج الى مواهب "ساحر"، الصفة التي كانت تطلق عليه، لينقذ من الغرق الحزب الذي تخلى عنه ارييل شارون في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

ويبدو ان ذلك غير ممكن حسب استطلاعات الرأي التي ترجح فوز حزبه بحوالى 15 مقعدا مقابل 39 يشغلها الليكود منذ عهد شارون الذي ادخلته جلطة دماغية حادة في غيبوبة.

ومع ذلك ما زال نتانياهو على المواقف التقليدية لليمين القومي بعيدا عن استخلاص العبر من انشاء حزب كاديما (وسط) الذي يمكن ان يفوز بثلث مقاعد الكنيست ال120 .

وهو بذلك يقلص احتمال تحالف مع كاديما الذي يترأسه رئيس الوزراء بالوكالة ايهود اولمرت الذي يمكن ان يفضل ائتلافا مع العماليين الذين تشير استطلاعات الرأي الى احتمال فوزهم بحوالى عشرين مقعدا.

وعلى الحافلات وواجهات المباني تبدو صورة نتانياهو على لوحات انتخابية كبيرة باللونين الابيض والازرق تحت شعار "ليكود قوي من اجل اسرائيل آمنة".

فبعد عشر سنوات من توليه منصب رئيس الحكومة الذي شغله من 1996 الى 1999، يرفض "بيبي" الذي يبلغ من العمر اليوم 56 عاما اعادة الانتشار في الضفة الغربية التي يتحدث عنها اولمرت ويرفض اي تقسيم للقدس ويقترح سياسة اقتصادية مفرطة في ليبراليتها.

ويرتكز برنامجه السياسي على ثلاثة "لاءات" هي "لا لدولة فلسطينية ولا لتحويل اموال الى حكومة (حركة المقاومة الاسلامية) حماس ولا لاستخدام عمال فلسطينيين" في اسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويؤكد انه "حاليا ليس لدينا شيئا آخر نفعله سوى مكافحة حماس"، منذ فوز الحركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني/يناير الماضي.

وقد ادرك مدى افتقاده للشعبية بسبب المعاناة الناجمة عن اصلاحاته الاقتصادية، فرأى ان الاعتذار علنا ملائم,ويقول في احدى الاعلانات الدعائية التلفزيونية "اذا كنتم غاضبين مني فلا تسقطوا الليكود".

وكان نتانياهو المتمسك اليوم اكثر من اي وقت مضى بمبدأ ارض اسرائيل بحدودها التوراتية التي تشمل الضفة الغربية والذي دفع به قدما في مسيرته سلفاه مناحيم بيغن وارييل شارون، اصغر رؤساء الحكومات الاسرائيلية سنا والاول المولود بعد انشاء اسرائيل في 1948.

وهذا ما جعل منه "الطفل المزعج" لليمين القومي المتمسك بمواقفه الداعية الى ضم الاراضي حتى انه نجح في تحويل ارييل شارون الى معتدل. لكن ذلك لم يساعده في الفوز برئاسة الليكود في مواجهة شارون في العام 2000.

ومع انه معارض شرس لاتفاقات اوسلو الاسرائيلية الفلسطينية (1993)، اضطر نتانياهو للرضوخ للضغوط الاميركية وابرام اتفاقين مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات عندما كان رئيسا للحكومة.

وتلت هزيمته الانتخابية في مواجهة زعيم حزب العمل ايهود باراك في 1999 مشاكل خطيرة مع القضاء الذي لاحقه مع زوجته ساره المضيفة الجوية السابقة، في قضية فساد عندما كان في السلطة. وفي نهاية الامر تخلى القضاء عن اتهامهما نظرا لعدم كفاية الادلة.

ونتانياهو يتحدر من نخبة اليهود الغربيين ( الاشكيناز) التي اسست دولة اسرائيل,وقد امضى مرحلة شبابه في الولايات المتحدة وهذا ما يفسر طلاقته باللغة الانكليزية وخبرته في التعامل مع وسائل الاعلام.

ونتانياهو ثمرة نخبة اليهود الغربيين (الاشكيناز) التي اسست اسرائيل، وقد بدأ هذا المحاور البارع حياته المهنية في العمل الدبلوماسي قبل ان ينتخب نائبا في البرلمان في 1988.

وبعد ذلك تابع صعوده بسرعة ليصبح نائبا لوزير الخارجية ثم في 1992 زعيما لليكود وللمعارضة.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى