إلى والدي عبدالله الخامري الحاضر فيّ ومعي دوماً

> «الأيام» متابعات:

>
وقوفا من اليمين: عوض الحامد، (غير معروف)، عبدالوارث عمر العبسي، سالم ربيع علي. والجالسان من اليمين: عبدالله الخامري ومحمد صالح مطيع.
وقوفا من اليمين: عوض الحامد، (غير معروف)، عبدالوارث عمر العبسي، سالم ربيع علي. والجالسان من اليمين: عبدالله الخامري ومحمد صالح مطيع.
استلمت «الأيام» رسالة نثرية من العاصمة الروسية موسكو من الاخ فتحي عبدالله الخامري يناجي فيها والده الراحل عبدالله الخامري، أحد القيادات البارزة في الجبهة القومية الذي وافته المنية في 23 مارس 1996م واستجابة لرغبته ننشرها كما وردت.

بصمت أحييك

وبصمت أبكيك

وبصمت أقتفي أثرك وأتبع خطاك لأتبين سواء السبيل

والدي الأب أولاً..

والدي المربي والمعلم ثانياً..

ووالدي الصديق ثالثاً..

عشر سنوات مضت مقفرة جرداء منذ غادرتنا جسداً ولا تزال معنا وفينا.. وستبقى معين عطاء لا ينضب ، وروحاً ترفرف علينا فتضمنا إلى بعضنا وفي دفء حنانه نستمتع بدفق حنان غني لا يكف عن العطاء.

حملتك بنبرة صوتي

فكيف ذهبت ولازلت بي

وعينا أبي غابة للنجوم

فهل ينكر الشرق عيني أبي

أبي.. معلمي المربي .. صديقي الذي لن يتغير ما بقيتُ.. كثيرون أولئك توارث أجسامهم وبقيت بعدهم آثارهم وأفكارهم.. وأكثر من أولئك من توارث أجسامهم فغابوا ولم يخلفوا وراءهم ما يذكّر الناس بهم.. وأحسب الأحياء الذين عايشوك سيظلون، ما حملوا الوفاء وعرفوا حق الزمالة، يذكرونك ويرددون على الناس ولو بعضاً من مآثرك وآثارك وأفكارا آمنت بها ومبادئ التزمت لها وأهدافاً ناضلت في سبيل انتصارها والانتصار لها وللمناضلين في سبيلها.. وهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه.. ومن هؤلاء من لحق بك ومنهم من يلحق.. ومن هؤلاء من ينتظر دون أن يبدلوا ما عاهدوا الله والوطن والناس.. وفاءً.. وصدق موقف .. وثبات مبدأ.

أبي أيها الغائب عنا.. الحاضر فينا ومعنا.. لقد كنت كبيراً بتواضعك وحبك للناس.. كنت تدرك عن إيمان: أن ثورية الإنسان مرتبطة بثقافته ووعيه وحبه وإيثاره الناس.. وبإيمانه بسواسية الناس لا فرق إلا بما يعطون وبما يقدمون للناس ما ينفعهم ويبقى خيراً للناس.. ولأنك عرفت نفسك ولم تعطها غير حقها.. ولم تضع نفسك إلا حيث كنت جديراً وأهلاً.. لم تتعد ولم تعتد على الآخر وحقه.. أحببت الناس فلم تحقد ولم تبخس حق غيرك.. واحتملت بعض النكران وبعض الجحود ولكنك لم ترتد ولم تنكص عقباً.. ظللت ثابتاً صامداً رغم ما أصابك.. وأنت الذي سخر ثروة في سبيل قضية الوطن والانسان ومن أجل انتصار مبادئ الثورة والحرية ووحدة اليمن .. أرضاً وإنساناً.. حقاً وأملاً.. عزة وتقدماً وكرامة.. أمناً وسلاماً.. في حين أثرى آخرون وفاضت كنوزهم وقد جمعوها على حساب القضية وباسم الثورة والحرية والادعاء بما لا يؤمنون به ولا كانوا من الصادقين.

أبي المربي المعلم الصديق.. لقد سمعتك تردد حديثاً دار بين رجل وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. سأل الرجل سيدنا علياً عن الحاكم العادل. ومن هو..؟ فأجاب كرم الله وجهه:

«الحاكم العادل من يأتي للحكم بثوبين ويذهب منه بهما.. والأفضل منه.. من يأتي الحكم بثوبين فيذهب منه بأحدهما». ذلك كان في زمن لا قصور فيه ولا اقطاعيات.

لقد كنت أيها الباقي الحبيب مؤمناً بالحق والعدالة الاجتماعية وبحقوق الناس جميعاً في حياة كريمة شريفة يتساوى فيها الجميع بلا ظلم ولا تفاوت ليأمنوا.. وليعشوا في سلام.. وكنت تمقت التعالي وتكره المتكبرين لأنك كنت بسيطاً تحب البسطاء وتنتمي إليهم فسكنت وسط الناس فأسكنوك دواخلهم.. ولم تختف وراء الأسوار محفوفاً بالحرس لذلك لم تخف غدراً ولم يكن لك أعداء تعديت على أحدهم أو تطاولت أو نلت ما ليس لك به حق.

أبي .. يا أبي

إن تاريخ طيب
وراءك يمشي

فلا تعتب

على اسمك نمضي

فمن طيب..

شهي المجاني الى أطيب

ستظل ذكراك في عقل ووجدان كل من عشت لهم وكنت عزيزاً عليهم.. ومن تعز عليهم قيم الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة.. ومن عشقوا النضال الوطني من أجل تطور وازدهار اليمن ووحدته ورخاء شعبه وتقدمه.. أبي الحبيب الباقي معي وفيّ .. لا أجد في ختام الذكرى العاشرة لرحيلك سوى أن أجدد العهد أن نظل كما أردتنا جميعاً أمناء لحق الوطن علينا وحق من يعيشون عليه يبنونه ويذودون عن حياضه لا تضل خطاهم طريق الوفاء وسبل التفاني من أجل أن تنتصر إرادة الإنسان في حياة سعيدة آمنة مستقرة.. وفي وطن عزيز.. يؤثرون ولا يستأثرون.. فنم هادئاً مطمئناً فنحن على هدى ما بذرت فينا وأسقيت ورعيت نكرر العهد ماضون ولن نكون إلا الذكر الطيب والذكرى العطرة لك من بعدك.. وسلام عليك وعلى كل الشرفاء من أبناء شعبنا من قضى منهم نحبه ومن ينتظرون.

هامش الشعر من ديوان نزار قباني، قصيدة (أبي)

ابنك فتحي عبدالله الخامري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى