شكيب عوض الفنان الصحافي

> فاروق لقمان:

>
شكيب عوض
شكيب عوض
حزنت كثيراً عندما علمت بوفاة الزميل الصحافي القدير الأستاذ شكيب عوض إثر إصابته بما يشبه الجلطة في نهاية العام الماضي، وكنت قد استبشرت خيراً حينما حدثته بعد عودته من الأردن حيث خضع للعلاج، إلا أن القدر المحتوم عاجله وهو في قمة نجاحه وتألقه المهني.

لأنني كنت بعيداً عن أرض الوطن معظم سني حياة الفقيد لم أشهد بالتالي مراحل تطوره كصحافي تليفزيوني إلا نادراً، وأتذكر بإعجاب شديد البرنامج الذي أعده عن أخي الراحل الشاعر الصحافي علي محمد لقمان ليس لأن البرنامج تناول شخصية قريبة إلى قلبي، بل لشمولية الموضوع ومهنية العرض الذي ضم بعض الشخصيات البارزة في الفنون منها على ما أذكر أستاذنا خليل محمد خليل، الذي كان زميلاً في الابتدائية مع أخي علي فيما كانت تسمى مدرسة السيلة التي تحولت فيما بعد إلى متحف حربي.

كان شكيب يسأل ويحاور وينقب عن جوانب من شخصية الراحل موضوع الحلقة أشهد أنني كنت أجهلها عن المدرسة التي كانت لفترة طويلة صرحاً تعليمياً هاماً ووحيداً قبل افتتاح المدرسة المتوسطة والثانوية في حي الرزميت بكريتر، ثم كلية عدن في الشيخ عثمان، وتحدث الفنان الكبير الأستاذ محمد مرشد ناجي والأديب الأستاذ عبده صوفي وآخرون لم تعد الذاكرة تسعفني بأسمائهم الكريمة.

كان شكيب مايسترو يشير بعصاه الصغيرة لإخراج سميفونية متكاملة شملت الشعر والأدب والتاريخ المعاصر أي العقود الأولى من القرن العشرين وما بعدها وهي الفترة التي شهدت عدن خلالها عصراً تنويرياً رائعاً، كما أسماه الأستاذ الشاعر المؤرخ د. أحمد الهمداني وآخرون منهم الأستاذ د. سمير الشميري، الذي حدثته منذ أيام في هذا الموضوع بعدما قرأت ما كتبه في جريدة «الأيام» الزاهرة التي أعادت لعصر التنوير اليمني روحه وريحانه بفتح مجالات واسعة للكتابة عنه بعد عقود مظلمة من الجهل والتجهيل التي سبقت تحقيق الوحدة التاريخية بقيادة الزعيم القائد علي عبدالله صالح أمد الله في عمره.

شكيب عوض كان صحافياً فنياً تليفزيونياً محترفاً، من الطراز الأول ولما التقيته مرتين في عدن خلال زيارتين قصيرتين أحببته دون سابق معرفة قديمة، وقضينا وقتاً طيباً في صالة فندق عدن دعاني خلاله إلى لقاء على الشاشة إلا أن استعجالي العودة إلى مقر عملي حال دون ذلك. وندمت كثيراً على ما فعلت لأنني لم أره بعدها وإن ظللت أتابع أخباره على صفحات «الأيام» الغراء ومطالبتها السلطات بضرورة تحمل تكاليف علاجه في الخارج، لكن يبدو أن حالته الصحية كانت قد ساءت إلى حد تجاوز مقدرات الطب الأردني الحديث.

ولعل تليفزيون اليمن في صنعاء وعدن يتمكن في الأيام القادمة من تقديم نبذة عن حياة الفقيد بنفس أسلوبه البديع في إضافة جوانب من حياته الفنية المهنية وما أغزرها وأثراها كما كان يفعل عند ممارسته العمل على الشاشة. رحم الله الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى