معارضة عجيبة ..ومنطق مقلوب!!

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
في برنامج (حديث الساعة) الذي يقدمه الأخ أنور الأشول، وصف أحد أقطاب (معارضة) المعارضة، وهو بالمناسبة صاحب أغرب خطاب في مؤتمر الحزب الحاكم الأخير، الذي انعقد في مدينة عدن في نهاية العام المنصرم.. وصف موقف أحزاب اللقاء المشترك من الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة، بأنه نوع من أنواع المماحكة السياسية - على حد تعبيره - ثم علا به خياله (الخصب) وشطح، وذهب به بعيداً إلى حد تصوره وجود سيناريو تآمري من قبل هذه الأحزاب، يبدأ بخلق أجواء أزمة سياسية داخلية، ويتوسطها بمحاولة تدويل هذه الأزمة، قبل أن ينتهي بها في آخر المطاف إلى الاستقواء بالخارج ( الأجنبي) ودعوته للتدخل في الشأن الداخلي اليمني!!

صاحبنا (المعارض الوطني الجسور) فلسف مسألة المماحكة السياسية، وفق منطق غريب ومقلوب، من أولى مهام هذا التفسير(العجيب) بطبيعة الحال إرضاء من يهمه شخصياً رضاهم وزرع ابتسامات السعادة على شفاههم، بمن فيهم مقدم البرنامج ذاته، الذي كان قد استنكر بشكل لافت في حلقة سابقة (مبالغة الصحفيين)، في حين لم يستنكر على ضيفه الجديد مبالغته الكبيرة جداً في تصوير سيناريو (الأزمة والاستقواء) بالخارج على ذلك النحو (المهول) الذي تحدث به.. على الرغم من علمه بأن محدثه قد تجاوز حدود المبالغة بكثير.

ففي تفسيره البليغ لمعنى الممحاكة السياسية، أمسك الضيف (المعارض) بكأس للماء كان موضوعاً أمامه على طاولة الحوار (الديمقراطي) وقال:«إن عملية إنكار أن هذه التي بيدي هي كأس، والقول بأنها شيء آخر هو أقرب ما يكون من حيث المقاربة لعملية (المماحكة السياسية) التي أعنيها، والتي تنتهجها أحزاب معينة على الساحة اليمنية في عملها السياسي»، ويقصد بها - بطبيعة الحال - أحزاب اللقاء المشترك!

وربما أنه هو و(غيره) ممن يستنكرون على المشترك موقفهم (الوطني الجاد) من قضية الانتخابات ومطالبهم المشروعة الضامنة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ينسون أو يتناسون أن هذه المطالب إنما تمثل في حقيقة الأمر الدعوة لاعتماد (المعيار العالمي) للانتخابات اليمنية ليس إلا.. إن كانت (هذه الانتخابات) ترنو إلى إضفاء صفتي.. (حرة) و (نزيهة) إلى توصيفها النهائي، أو كنا نحن نريدها (عملياً) أن تحقق الأهداف الوطنية المرجوة منها.

أما رفض ذلك المشروع والممطالة في الحوار حوله بشكل جاد ومسؤول فهو المماحكة السياسية بعينها، التي أخطأ صاحبنا ليس في تقريبها للفهم البشري، وإنما في من تنطبق عليه سلوكاً وممارسة في هذا الوطن.

وإن هو أراد التأكد من أن ما تحدث عنه يمكن أن يكون صحيحاً ولكن بشكل عكسي، فما عليه سوى البحث الجاد عن الكيفية والشروط التي تدار بها أية عملية ديمقراطية في أي بلد ديمقراطي (حقيقي) في العالم، حتى يعلم أننا لا نطالب سوى باعتماد (المعيار العالمي) أسوة بالآخرين.. مع يقيني التام أنه (هو) و ( مستضيفه) صاحب البرنامج على علم، كامل وتام، بمدى قربنا وبعدنا عن حقيقة الفعل والعمل الديمقراطي.

أما منطق التسليم والقبول بالوضع الحالي، وبما هو موجود من (إجحاف) باعتباره أمراً واقعاً لا سبيل إلا الاستكانة إليه والتعاطي معه، فإن ذلك يعني ببساطة شديدة، القبول الجماعي بعملية تكريس (الموجود) وإعادة إنتاجه (كما هو) في كل دوره انتخابية ننوي إجراءها وندّعي من خلالها أننا نمارس خيارنا العظيم الذي يقال لنا في كل مناسبة أنه خيار وطني لا رجعة عنه!!.. وهي ظاهرة، لا يمكنها أن تنتج لليمن (الجديد المفيد) وتخرج (القديم الفاسد).

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى