وفرت للاقتصاد الوطني ربع مليار دولار و500 فرصة عمل..أول منشأة صناعية استثمارية للبتروكيماويات بمواصفات عالمية في عدن

> «الأيام» محمد فضل مرشد:

>
احد اقسام مختبر البتروكيماويات في المصنع
احد اقسام مختبر البتروكيماويات في المصنع
إذا كان رهان التطور وتجاوز المعوقات يتوقف على تحقيق اليمن تحولا اقتصاديا حقيقيا فإن هذا التحول الاقتصادي المنشود مرتهن بدوره بمدى القدرة على استقطاب المستثمرين وتوفير المناخ الملائم لتنفيذ مشاريع كبيرة لا سيما في عاصمتنا الاقتصادية والتجارية عدن عدا ذلك يظل الحديث عن التنمية غير قابل للتحقق.

رؤية انبثقت من حقيقة امكانية قيام مشاريع صناعية ضخمة في مدينة عدن تقوم على أصول بمئات ملايين الدولارات موفرة للعاطلين عن العمل مئات الوظائف وللاقتصاد الوطني الدعم اللازم للتنمية، ويمثل قيام الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة بانشاء أول مصنع لصناعة زيوت المحركات والآليات بمختلف أنواعها يقوم على بنية صناعية حديثة تقدر كلفتها بمائة مليون دولار، اللبنة الأولى التي تؤسس لقيام صرح صناعي حقيقي في مدينة عدن.

ففيما كانت مشاريع وهمية عديدة في العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن تبعث الاحباط لدى المواطنين، خاصة العاطلين المتلهفين على ايجاد فرصة للعمل، عمدت الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة إلى العمل دون ضجيج على انشاء أول منشأة صناعية حقيقية أدخلت اليمن إلى مجال صناعة البتروكيماويات وتحديدا صناعة زيوت المحركات والآليات بشتى أنواعها بمواصفات جودة عالمية اعترفت بها كبريات شركات صناعة السيارات والمحركات على مستوى العالم متمثلة بشركتي مرسيدس وفولفو، وها هي اليوم تعلن بعد استكمالها لهذا الانجاز الصناعي والاقتصادي الضخم عن وجودها على أرض الواقع كعنوان بارز لنهضة اقتصادية أكدت قدرة المستثمر اليمني الجاد على تحقيقها في المستقبل القريب.

ويتجسد التفوق في انشاء هذا المصنع بقيامه على أحدث التكنولوجيا الصناعية في مجال إنتاج زيوت المحركات والآليات عالية الجودة ابتداء من الأتمتة الحديثة التي تعمل بنظام آلي فائق الدقة من قبل شركة سيمنس الألمانية يكفل عملية تصنيع الزيوت وسيرها عبر مختلف المراحل بجودة فائقة ومواصفات عالمية، ليتم بعد ذلك إخضاعها لثلاثة عشر نوعا من فحوصات التحقق من مطابقة المواصفات والجودة العالميتين وذلك في مختبر للبتروكيماويات اقيم في المصنع ويعد الأول من نوعه على مستوى اليمن من حيث المنظومة التكنولوجية والتقنية التي زود بها في مجال الفحوصات البتروكيماوية، مما يمكن هذه المنشأة الصناعية - سواء عبر الأتمتة الحديثة والآلية باستخدام أنظمة سيمنس الألمانية أو المحافظة على المواصفات والجودة بإخضاع المنتج للفحص بتقنيات فائقة الدقة - من انتاج 80 ألف طن من مختلف أنواع الزيوت سنويا ومضاعفة هذه الكمية في حال تم تشغيل المصنع بورديتي عمل.

ويكتمل تفوق انجاز الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة لمصنع زيوت المحركات والآليات بتزويد هذه المنشأة الصناعية الضخمة بمقومات التكامل الصناعي لتتمكن من تقديم منتج (بانتر) اليمني 100% وبمواصفات عالمية تضاهي كافة أنواع زيوت المحركات والآليات المنتجة من قبل شركات أجنبية رائدة في هذا القطاع، ولتحقيق هذا التكامل يضم المصنع قسما لصناعة العبوات البلاستيكية بمختلف الأحجام بطاقة انتاج تبلغ 9000 عبوة في الوردية الواحدة، وقسم للطباعة على العبوات وبالألوان باستخدام تقنية السلكسكرين الحديثة بطاقة طباعة 12000 عبوة في الوردية الواحدة ليتم بعد ذلك تعبئة العبوات بنظام آلي وإمكانية انتاج العبوات للشركات الأخرى، كما يشتمل المصنع على قسم لتصنيع البراميل المعدنية سعة 208 لتر بطاقة انتاج 120 في الساعة الواحدة سواء لتلبية احتياجات المصنع أو للشركات الأخرى داخليا وخارجيا، وباشتمال المصنع على هذه الأقسام الصناعية مجتمعة حقق تكاملا بصناعة منتج يمني 100% بمواصفات عالمية.

كما يتبع الشركة مصنع لانتاج وقود البواخر والمصانع من مواد خام ثقيلة بطاقة انتاج 60 ألف طن يومياً.

وعلى صعيد الأثر الاقتصادي لمصنع زيوت الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة فإن هذا المصنع وفر 150 فرصة عمل للعمالة اليمنية في الوقت الراهن فيما سيرتفع عدد عمالة المصنع خلال هذا العام الى أكثر من 500 عامل وموظف يمني سيحظون بالتأهيل والتدريب ومناخ عمل صحي وبامتيازات وحقوق مجزية، وغطى السوق اليمنية بكامل احتياجها من مختلف أنواع زيوت المحركات والآلات والمصانع لينتهي بذلك فقد الاقتصاد الوطني لربع مليار دولار كانت تذهب الى الخارج لشراء زيوت المحركات والآليات، وغطى احتياج السوق اليمنية من العبوات البلاستيكية بمختلف احجامها والبراميل المعدنية والتصدير ايضا الى الخارج.

ويتعاظم دعم الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة للاقتصاد الوطني والاسهام بفعالية في عملية التنمية كأكبر وأعرق شركة أهلية في قطاع التموين البحري للبواخر في ميناء عدن باحتياجاتها من مختلف أنواع الوقود البحري والزيوت من خلال محطة تموين عائمة (دولفين) في ميناء عدن تعمل بأنظمة تموين متطورة بطاقة ضخ واستقبال 1250 طن من الوقود في الساعة ومزودة بلنشات بحرية مخصصة لعملية رسو البواخر بالمحطة العائمة، وترتبط المحطة العائمة بشبكة أنابيب تمتد الى خزانات الشركة التي تتسع لخزن 200 ألف طن من مختلف أنواع الوقود البحري والزيوت، والتي تعمل بمنظومة الكترونية حديثة سواء في عمليات الضخ أو الاستقبال وتقنيات قياس درجة حرارة الوقود والزيوت اثناء العمليتين لضمان السلامة القصوى.

ويعد قطاع التموين البحري بالشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة التي تقع بمحاذاة رصيف الحاويات في المنطقة الحرة بمحافظة عدن أحد عوامل نجاح ميناء عدن في استقطاب الخطوط الملاحية لاستعادة نشاطه الملاحي واستعادة مكانته كأحد أهم محطات التموين للخطوط الملاحية، وعلى هذا الصعيد ستنضم الى قطاع التموين البحري في الشركة ناقلة وقود بحرية بسعة 3000 طن من مختلف أنواع الوقود لتوفير خدمة تموين البواخر سواء اثناء قيامها بتفريغ حمولتها أو التحميل بأحد أرصفة الميناء أو اثناء رسوها أو عبورها خارج الميناء، وكذا تموين البواخر في الموانئ المجاورة كالمخا والحديدة مما يعزز قدرة ميناء عدن على استقطاب الخطوط الملاحية ويخدم تطوره.

إلى ذلك نصل الى خلاصة أهمية الدور الاقتصادي الذي تمثله الشركة العربية للاستثمار والصناعة والتجارة المحدودة سواء في ارساء قاعدة صناعية أو الدفع بتطور النشاط البحري في ميناء عدن، الذي كان يموّن البواخر بخمسة ملايين طن من الوقود سنويا في الماضي، أو تقديم أنموذج المشاريع الاستثمارية في المنطقة الحرة بعدن وأثر كل ذلك في تعزيز التنمية الوطنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى