«الأيام» تستطلع سير الدراسة بمراكز محو الأمية وتعليم الكبار بمديرية لودر

> «الأيام» سالم لعور:

>
ملتحقات بأحد الصفوف في مركز الحميشة الصرة لمحو الأمية وتعليم الكبار بلودر
ملتحقات بأحد الصفوف في مركز الحميشة الصرة لمحو الأمية وتعليم الكبار بلودر
الفقر، المرض والأمية ثالوث رهيب يعد أكبر عقبة تقف أمام تنمية وتطوير أي مجتمع، والأمية سبب رئيس، وما الفقر والمرض إلاّ نتاج للأمية.. والمجتمعات المتطورة نجدها قد قضت على هذا الثالوث (الفقر، المرض والأمية).. وبلادنا كغيرها من الدول النامية تعاني تفشي الأمية في المجتمع وبنسبة أكبر للإناث ولأسباب كثيرة منها اقتصادية واجتماعية، كالعادات والتقاليد التي تحرم فتياتها من التعليم رغم أن النساء يشكلن ما يقارب 49% من إجمالي السكان.. وتشير الإحصائيات لعام 2004م بأن أعداد الأميين من 10 سنوات وما فوقها قد بلغ في محافظة أبين 132680 أمياً وأمية من إجمالي سكان المحافظة البالغ عددهم 438651 وبنسبة 30.25% ومديرية لودر جزء لا يتجزأ من هذه المحافظة ولها نصيب في هذا العدد الهائل من الأميين والأميات والذي وصل إلى أكثر من ثلث سكان المحافظة.

مدير محو الأمية: غياب مساهمة المجتمع المحلي وتدني مستوى وعي المواطنين أكثر ما يعيق عملنا

وقد كانت لـ «الأيام» جولة استطلاعية (ميدانية) إلى مراكز محو الأمية وتعليم الكبار بمديرية لودر، تلمست خلالها سير الدراسة بهذه المراكز ومعرفة الصعوبات التي يعانيها الملتحقون والمعلمون والمعلمات .. وكانت حصيلة الجولة هذه الأحاديث.

< بداية استطلاعنا، التقينا بالأخت صفاء محمد يسلم، مشرفة بمركز الحميشة بلودر، وتحدثت عن سير الدراسة بقريتي الحميشة والصرة وقالت: «نشكر «الأيام» على تلمسها للقضايا الأكثر حيوية والتي تتعلق بالجوانب الاجتماعية والتربوية.. وبالنسبة لسير الدراسة فإنه على خير ما يرام، رغم شحة الإمكانيات المتوفرة لدينا، إلاّ أننا مستمرون وسنواصل -بإذن الله- حتى تمتد إلينا التوظيف».

< الأستاذ أحمد علي بابات، مدير مجمع الحميشة والشخصية التربوية بالمنطقة تحدث قائلاً:

«تبرعنا بالمجمع التعليمي لصفوف محو الأمية، حيث تم فتح فصلين دراسيين (أساسي ثاني ومتابعة)، حيث قمنا كآباء بتشجيع بناتنا اللواتي حرمن من الدراسة المنتظمة لمواصلة الدراسة بصفوف محو الأمية، وقدمنا بعض التسهيلات من قبلنا كالطباشير والكراسات والمبنى المدرسي. ونشكر جهود الأستاذ صالح عبدربه عمر، مدير محو الأمية وتعليم الكبار بمديرية لودر، الذي يبذل جهوداً شخصية لتشجيع الدارسات، إضافة إلى الإمكانات المتاحة له من قبل جهاز محو الأمية. وبالنسبة للدراسة فهي منتظمة وبإشراف جهات الاختصاص الدوري».

< وفي مركز الصرة تحدثت إحدى المعلمات بصفوف محو الأمية وقالت: «نحن نعمل لوجه الله، فهذا العمل عمل إنساني في الأيادي الخيرة لانتشال مجتمعنا من الأمية، حيث أتمنى من جهات الاختصاص أن تنظر إلى الخريجات وخصوصاً في منطقتنا النائية وغيرها، حيث تخرجت من منطقتنا (الحميشة والصرة) أكثر من 25 فتاة من الثانوية وحاملات دبلوم معهد المعلمين وكلية التربية لودر، ولم يتم توظيف أي منا في الوظائف الخاصة بفتاة الريف، وهذا سبب إحباطاً لدى الفتيات الصغيرات بعدم التحاقهن بالتعليم وهن يشاهدن ما يحصل لنا كخريجات من عراقيل المقام الأول وسننال عليه الأجر الكبير من الله عز وجل، أما بالنسبة للمبالغ المعتمدة لنا كمعلمات بها يساوي 2100 ريال شهرياً، فلا تكفي حتى لشراء (كيس) دقيق».

< وقبل أن نودع مركز الحميشة، تحدث إلينا الأخ الشيخ حسن علي الحوزة، رئيس مجلس الآباء بمجمع الحميشة وقال: «جزاكم الله خيراً لهذا النزول الميداني وتفقد مركزنا النائي عن قرب، لدينا صعوبات تتمثل في عدم توفر الكراسات والأقلام لبناتنا الدراسات ونريد أن يفتح هنا مركز للأسر المنتجة، ليساعد الأسر الفقيرة بحل مشاكلها مثلما تم فتح هذه الصفوف لمحو الأمية، ونتمنى أن يتم اعتماد تغذية للدارسات، حيث أن ظروف الأسر صعبة للغاية وهذه الظروف هي من أكبر الأسباب التي تعيق الالتحاق بالتعليم ومواصلته».

وانتقلنا بعد ذلك إلى مدينة لودر وتحديداً إلى مركز الصديق للاطلاع على سير الدراسة وهموم الملتحقات بالمركز، وأفادتنا رسالة قدمتها إحدى المشرفات على صفوف محو الأمية، أوضحت فيها «إن العمل في صفوف هذا المركز يسير بشكل جيد وذلك من خلال الجهود الجبارة التي تبذل من قبل المعلمات والموجهات بهذا المركز، أما بالنسبة للصعوبات فتتمثل بعدم الدعم المادي والمعنوي الكافي لاستمرار الالتحاق والتشجيع للدارسات».

< أما الموجهة حواء سلطان عوض، فتحدثت قائلة: «دورنا إرشادي للمعلمات عن كيفية التعامل مع الدارسات وحل أية صعوبات تواجههن، فعمل المدرسات ممتاز وهن متفاعلات بغرفة الفصل مع الملتحقات ويبذلن كافة الجهود لإنجاح هذه العمل الإنساني».

< إحدى المعلمات تحدثت إلينا مباشرة قبل أن نتحدث وقالت:

«لا توجد لدينا أية صعوبات (من ناحية التعليم) بفضل اجتهاد الدارسات وحبهن للدراسة، متحديات الظروف التي أعاقتهن عن الاستمرار في التعليم النظامي بالمدرسة. مشاكلنا هي في تقديم الدعم سواء من ناحية الأدوات المدرسية للملتحقات أو من ناحية تقديم الدعم لهن بالتغذية، كون العقل السليم في الجسم السليم. وحقيقة فقد حدث تغيير جذري واضح في مستوى تعليم الملتحقات مثل الفهم والقراءة والكتابة والحفظ الغيبي والخط».

< وفي ختام جولتنا الاستطلاعية تحدث إلينا الأستاذ صالح عبدربه عمر، مدير إدارة محو الأمية وتعليم الكبار قائلاً: «نشكر صحيفة «الأيام» الغراء على نزولها إلى مراكز صفوف الملتحقات بمحو الأمية بلودر للاطلاع على الهموم والمشاكل والجهود التي تبذل في ظل هذه الظروف القاسية والإمكانات الشحيحة لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار، حيث اعتمد لنا ضمن الخطة العامة لجهاز محو الأمية بأبين لعام 2005-2006م تسعة فصول فقط كالتالي: 4 أساسي أول، و3 أساسي ثاني، وفصلين متابعة، حيث تم فتح هذه الفصول من بداية العام، والدراسة مستمرة وعلى ما يرام، وقد رأيتم بأم أعينكم هذا التفاعل من قبل المعلمات والدارسات في المراكز التي زرتموها وفي مناطق نائية جداً، ولدينا صعوبات تتمثل في عدم توفير مستلزمات الدراسة (دفاتر، أقلام وغيرها من الوسائل) وعدم توفير الدعم العيني والمادي للدارسات والمعلمات بالشكل المناسب والمطلوب، ونظراً لشحة الإمكانيات المعتمدة لنا نعاني من صعوبة النزول المستمر للمراكز لعدم وجود وسيلة مواصلات، كون بعض المراكز في مناطق نائية وعرة وبعيدة.

وأبرز صعوباتنا عدم مساهمة المجتمع المحلي بالدعم المعنوي والمادي للتخلص من داء الأمية، وانعدام دعم المنظمات المانحة لنا في هذه المديرية - لودر، وكذا قلة الوعي لدى المواطنين فيما يتعلق بالعادات والتقاليد التي ورثناها عن الآباء والأجداد، ونقص العنصر النسائي في العملية التدريسية في مدارس التعليم النظامي وخصوصاً في القرى والمناطق النائية، حيث تشكل النساء النسبة الكبرى في السكان والأمية.

والأمانة التي تقع علينا ويجب أن نقولها هو تقديمنا الشكر للأستاذ القدير علي محمد فضل، مدير عام مكتب التربية والتعليم بأبين، والأخ يحيى اليزيدي، مدير عام جهاز محو الأمية وتعليم الكبار بأبين والأستاذ عبدالله قاسم العوسجي، مدير مكتب التربية والتعليم بلودر والأستاذ محمد جعبل شيخ، مدير عام مديرية لودر والسلطة المحلية بلودر وكل من ساهم ومدنا بالدعم المعنوي لإنجاح هذا العمل الإنساني، الذي يلامس حياة المجتمع بشكل عام.

ولا أنسى تقديم شكري لصحيفة «الأيام» صحيفة كل الناس لتلمسها معاناة الناس وإيلائها أهمية لمثل هذه القضايا التي تهم الجميع، ومنها ظاهرة الأمية المنتشرة بين أوساط المجتمع».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى