حاز ثقة الزرقاوي و«دوّخ» المخابرات العالمية على مدار عامين .. بريطانيا تعتقل الإرهابي «007» أكبر خبراء «القاعدة» في الإنترنت

> «الأيام» عن «العربية.نت»:

>
من الصور التي تنشرها القاعدة على مواقعها على الشبكة
من الصور التي تنشرها القاعدة على مواقعها على الشبكة
أعلن مؤخرا المعهد المتخصص في متابعة الأنشطة الإرهابية على شبكة الإنترنت بأمريكا "سايت إنستيتيوت"، عن الكشف عن هوية "الإرهابي 007" الذي تمكن من اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجامعة الأمريكية وشن حملة دعاية واسعة على الإنترنت لـ "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" بقيادة أبو مصعب الزرقاوي، وعلّم "الجهاديين" كيفية السيطرة على أجهزة الكمبيوتر وتمكن من دفعهم للقيام بهجمات عبر توزيع كتيبات صنع الأسلحة في سرية تامة من خلال الشبكة.

ففيما كانت أجهزة المخابرات العالمية تطارد وعلى مدار عامين تقريبا "الإرهابي 007"، اعتقلت الشرطة البريطانية في نوفمبر الماضي شابا من أصول أفريقية يدعى "يونس تسولي" (22سنة) للاشتباه باشتراكه في التخطيط للقيام بأعمال إرهابية في البلاد، لتعلن في نهاية التحقيقات أنه هو نفسه الملقب بـ"الإرهابي 007" الذي تبحث عنه أجهزة المخابرات حول العالم.

وجاء اعتقال تسولي بمحض الصدفة؛ حيث كانت الشرطة البريطانية تمضي قدما في تحقيقات تجريها مع أحد المتهمين بالتورط في عمليات إرهابية، وقام المحققون في ذلك الوقت، حسبما ذكر مصدر أمريكي مطلع، بمداهمة منزل تسولي.

وقامت الشرطة بضبط بيانات مسروقة لبطاقة ائتمان، ليدرك المحققون آنذاك أنهم أوقعوا بلص الإنترنت المطلوب.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها مؤخرا، أن هذه النهاية غير المتوقعة لـ "الإرهابي 007" تأتي في وقت يقوم فيه "المتعاطفون مع تنظيم القاعدة مثل الإرهابي 007 باستخدام الإنترنت استخداما جديدا في الترويج للعمليات التفجيرية".

وقالت الصحيفة إنه ظهر في السنوات الأخيرة "عدد لا يحصى من مواقع الويب والمنتديات المحمية بكلمات مرور.

وتقوم هذه المواقع والمنتديات بتقديم خدماتها إلى الجهاديين المحتملين تماما كما كان يفعل الإرهابي 007".

وأضافت "أصبحت مجتمعات الإنترنت تلك بؤراً تجمع الإرهابيين الذين يكتسبون المهارات بسرعة فائقة في اللصوصية والبرمجة وتنفيذ هجمات على الإنترنت وإتقان التصميم الرقمي والإعلامي. وقد كان الإرهابي 007 أستاذا لكل هذه الفنون".

كيف تعرف "الإرهابي 007" على جماعة الزرقاوي
وقالت الصحيفة إن "طريقة القبض على الإرهابي 007 توضح مدى التحدي الذي تواجهه الأجهزة الأمنية في مواجهة مثل هذه الأنشطة على الإنترنت ومنع الآخرين من المضي قدما في طريق الإرهاب".

وأوضحت قائلة إن "الحياة القصيرة للإرهابي 007 تقدم دراسة حالة حول الطبيعة المراوغة التي يتحلى بها الإرهابيون، إذ يعود نجاح الإرهابي 007 لقدراته التي تجمع بين المهارة والتوقيت الجيد". ففي أوائل عام 2004، انضم إلى منتدى رسائل محمي بكلمة مرور يعرف باسم "منتدى أنصار الإسلام"، ثم "منتدى الإخلاص"، وكلاهما يضم آلاف الأعضاء الذين كان تنظيم القاعدة يستغلهم في ترويج التعليمات العسكرية والدعاية والتجنيد. وقد تم وقف هذين الموقعين منذ ذلك الوقت.

وفي هذه الأثناء كان الزرقاوي قد بدأ باستخدام الإنترنت كوسيلة أساسية في الترويج والدعاية للمقاومة في العراق. واحتاج إلى مرافقين على دراية ممتازة بالكمبيوتر، وقد أثبت الإرهابي براعة تفوق غيره من المتطوعين، والعديد منهم كانوا يعيشون في أوروبا.

وبدأت جماعة الزرقاوي، التي عُرِفت بعد ذلك باسم "القاعدة في العراق"، في إصدار البيانات على منتدى الأنصار على لسان متحدثها الرسمي أبو ميسرة العراقي. وفي أول رسالة له، كتب العراقي بيانا باللغة العربية حول "الأخبار السارة" لعزم "مجموعة من الرجال المتميزين بالشجاعة والفخر" على القيام "بهجمات ضد الأهداف الاقتصادية لدول الكفر والإلحاد التي جاءت لترفع راية الصليب في بلاد المسلمين".

في ذلك الوقت، شكك البعض في صحة هذه الرسالة. ولكن "الإرهابي 007" كان أول من رد عليها بكلمات مفعمة بالتأييد.

وقبل أن يمر وقت طويل، رد العراقي بالمثل وتوطدت العلاقة بينهما، ليتمكن فيما بعد من لعب دور أساسي في الحملات الدعائية لتنظيم القاعدة في العراق.

رسخ مركزه كأكبر خبير في مجال الإنترنت
وعلى مدار العام ونصف التاليين، رسخ "الإرهابي 007" مركزه كأكبر خبير جهادي في كل ما يتعلق بالإنترنت. وأصبح عضوا نشطا جدا في العديد من المنتديات الجهادية المكتوبة باللغتين الإنجليزية والعربية. واستغل مهاراته في هزيمة وتعزيز الأمن الفوري على السواء، والربط بالوسائط المتعددة، وتقديم موضوعات فورية حول استخدام الإنترنت.

وبدا "الإرهابي 007" أنه متصلا بالإنترنت ليل نهار، ومستعدا للإجابة على أي سؤال حتى لو كان كيفية إرسال ملف فيديو مثلا، وغالبا ما يتطوع للقيام بالمهمة وإرسال الفيديو بنفسه. وقد ركز "007" على السطو على مواقع الويب وتثقيف مستعرضي الإنترنت حول كيفية التصفح مجهول الهوية على الإنترنت؛ أي كيف تتصفح الإنترنت دون أن يتعرف أحد على شخصيتك الحقيقية.

وعلى سبيل المثال، قام الإرهابي بإرسال رسالة مؤلفة من 20 صفحة بعنوان "موضوع حول السطو على مواقع الإنترنت" إلى "منتدى الإخلاص". وتضمنت الرسالة معلومات مفصلة حول فن اللصوصية، وعرضت قائمة بعشرات مواقع الويب سهلة الاختراق التي يمكن إرسال وسائط مشتركة إليها. واستخدم الإرهابي نفسه هذه الاستراتيجية في إرسال بيانات إلى موقع ويب خاص بولاية أركانساس، ثم إلى موقع آخر خاص بجامعة جورج واشنطن. وأدى هذا العمل المثير بالعديد من الخبراء إلى الاعتقاد -خطأً- بأن الإرهابي كان مقيما في الولايات المتحدة.

أنصار القاعدة يحتفون به
وتضيف الصحيفة استخدم الإرهابي مواقع ويب أخرى لا تحصى لاستضافة المواد التي يحتاج "الجهاديون" إلى إرسالها والمشاركة فيها مجانا. وبالإضافة إلى هذه المواقع، قدم أساليب لاكتشاف الخوادم سهلة الاختراق إذا أصبحت مواقعه المقترحة غير آمنة. وبهذه الطريقة، يستطيع "المجاهدون" استخدام مضيفين تابعين لترويج الدعاية المطلوبة وبذلك لا يضطرون إلى المخاطرة باستخدام مساحة الويب الخاصة بهم وأموالهم كذلك وهو الأهم.

وقام "الإرهابي 007"، على ما يبدو، بتقديم مساحة غير محدودة "للجهاديين" تتمثل في الخوادم سهلة الاختراق على الإنترنت. ولهذا احتفى به أنصاره على الشبكة. ومن علامات هذا التقدير نعرض لكم رسالة المديح التالية لعضو بمنتدى الأنصار نُشِرت على الإنترنت في أغسطس 2004:

"إلى أخينا (الإرهابي 007)..

أخونا (الإرهابي 007)، لقد قدمت إلينا مجهودات عظيمة جدا لخدمة لوحة الرسائل الخاصة بالمنتدى، كما أرى، وخدمة الجهاد في سبيل الله. ووالله إننا لا نحب أن نسمع ما يؤذيك، ولذا نسأل الله أن يحفظك.

أنت واحد من أهم الأشخاص الذين يعتنون بخدمة إخوانهم. ندعو الله أن يجعل كل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يحفظ مسيرتك بالأمن والنجاح.

نحن نقول لك استمر بعون الله. استمر حفظك الله ورعاك.

استمر في خدمة الجهاد وأنصاره.

وأسأل الله الكريم الرحيم أن يحفظ لنا كل من يريد نصرة إيمانه.

آمين".

وقد وجه المحققون ثمانية اتهامات إلى "تسولي" من بينها التآمر على القتل، والتآمر للقيام بعمليات تفجير، والتآمر على إحداث اضطراب عام، والتآمر للحصول على أموال بالاحتيال والسرقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى