طائفة مسيحية قديمة تدعو الله لتنضم تركيا للاتحاد الأوروبي

> تركيا «الأيام» جاريث جونز :

> مثل أغلب الرجال في تركيا يحب جبريل اوكتاي جيلي احتساء الشاي مع أقرانه والذهاب إلى مباريات كرة القدم,لكن تفصيلة واحدة تميزه كثيرا عن غيره في هذا البلد الذي تقطنه أغلبية مسلمة هي انه يذهب إلى الكنيسة.

على جدار متجره لبيع المجوهرات والى جوار صورة كمال اتاتورك مؤسس تركيا العلمانية الحديثة التي تزين المتاجر والمطاعم والمكاتب في مختلف انحاء البلاد يعلق جيلي صورة للمسيح وحوارييه.

وينتمي جيلي إلى واحدة من اقدم الطوائف المسيحية هي السريانية التي تتحدث شكلا من أشكال اللغة الأرامية لغة المسيح. وفي تركيا يبلغ عدد أفراد هذه الطائفة الآن نحو 20 ألفا انخفاضا من 250 ألفا عندما أسس اتاتورك الجمهورية عام 1923 .

كان القرن العشرين صعبا على السريانيين إذ شهد اضطهادا دينيا ومصاعب اقتصادية لكن جيلي يشعر بالثقة في مستقبله في تركيا الديمقراطية التي تتطلع للانضمام للاتحاد الأوروبي. ولا يعتزم اتباع خطى أقاربه والعيش في المنفى.

وقال في متجره في ماردين وهي بلده في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية "اعتزم البقاء هنا. هذا وطني. إذ تركناه كلنا من الذي سيعتني بكنائسنا وأديرتنا."

وأضاف وهو يقدم النبيذ الأحمر المصنوع منزليا بدلا من الشاي المعتاد تقديمه للزوار "قبل 20 عاما كانت الحياة صعبة لكن الآن ليس لدي أي مشكلة. الأمور تتغير فيما يرجع الفضل فيه جزئيا إلى الاتحاد الأوروبي."

وكانت احدث موجة لهجرة السريانيين في الثمانينات والتسعينات مع اندلاع القتال في موطنهم التاريخي بين قوات الأمن التركية والإنفصاليين الأكراد,والأكراد هم الجماعة العرقية الأكبر في المنطقة.

وتراجعت حدة العنف بدرجة كبيرة في عام 1999 بعد القبض على عبدالله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المحظور وخففت الحكومة قيود اللغة والثقافة التي كانت تفرضها على الأقليات في إطار إصلاحات ذات صلة بالسعي للانضمام للاتحاد الأوروبي.

وقال جيلي "بعض السريانيين بدأوا العودة إلى هنا الآن. عادت نحو 50 أسرة في السنوات القليلة الماضية."

وأبدى صليبة أوزمين اسقف ماردين تفاؤلا حذرا كذلك في مقر اقامته في دير الزعفران القديم.

وقال رجل الدين ذو اللحية الذي تلقى تعليمه بجامعة أوكسفورد لرويترز "نتمتع بالسلام الآن ويمكننا التقاط انفاسنا."

ويخشى ان يستقبل الدير عددا أقل من الزوار هذا العام بسبب الصراع الدائر في العراق والتوترات بين العالم الإسلامي والغرب التي أثارتها رسوم دنمركية تسيء للنبي محمد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى