(4 أبريل 1919 - 4 أبريل 2006م) .. في ذكرى ميلاد عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل الـ (87) ..حقاً إنها ذكرى ولكن كيف نوظفها؟

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل
عميد «الأيام» محمد علي باشراحيل
يومنا هذا الثلاثاء، المصادف للرابع من أبريل 2006م، هو اليوم المكمل للعام الـ (87) لميلاد عميد «الأيام» المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل. حقاً إنها ذكرى ميلاد وذكرى دروس لنا معشر الكتاب والصحفيين ومعشر القوم، حكاماً ومحكومين. سؤالنا كيف نوظف هذه الذكرى؟

مضى على تأسيس «الرقيب» نصف قرن (1956- 2006م) ومضى على تأسيس «الأيام» نصف قرن ينقصه عامان (1958- 2006م) وما أحوجنا إلى قراءات يقدمها شهود العصر، ممن بقي على قيد الحياة وباحثون عن العصر الذي نشأت فيه «الأيام» والـ «RECORDER» وزميلاتها من الصحف الناطقة بالعربية كـ «فتاة الجزيرة» والناطقة بالانجليزية كـ «ADEN CHRONICLE» لصاحبها العطر الذكر محمد علي لقمان المحامي وصحافة هذا اليوم، الذي تصدر صحف عدة بالعربية والإنجليزية (صحيفتان) والبون الشاسع بين المساحتين: مساحة عدن = 131,6 كيلو متر مربع، أي مقابل مساحة الجمهورية اليمنية (555) ألف كيلومتر مربع، أي أن مساحة عدن تساوي (0,02%) من مساحة الجمهورية اليمنية، والمفارقة المذهلة أن صحافة عدن في تلك الأيام تتجاوز صحافة اليوم كماً ونوعاً، ناهيكم عن القامات الكبيرة في تلك الأيام التي لا تجد لها نظيراً في يومنا هذا.

ما أحوجنا لتقصي تفاصيل حياة محمد علي باشراحيل المهنية والاجتماعية على خلفيات الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لنستخلص منها دروساً وعظات وعبراً نسترشد بها لتحقيق ما نصبو إليه في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها صاحبة الجلالة الصحافة، وقد وردت تفاصيل بذلك في تقرير صادر عن «لجنة حماية الصحفيين» الذي نشرته «الأيام» في 11 مارس 2006م، واللجنة الدولية التي يرمز لها بالأحرف الثلاثة الأولية (CPJ) وهي لجنة محترمة واسعة التمثيل والانتشار وليست «لجنة صهيونية» بتوصيف أحد مهترئي السلطة من الإعلاميين.

حفل تقرير الـ (CPJ) بوقائع مشينة علم بها القاصي والداني ووردت بلسان شهود: فهذا إعلامي يضرب ضرباً مبرحاً وذلك يُختطف وهذه وتلك من الصحف تستنسخ، ولم تتورع السلطة عن استنساخ منظمة «صحفيات بلا حدود» وأجبرت المنظمة الأصلية على تغيير اسمها (رابع شهادة المحامي جمال الجعبي الواردة في التقرير).

هذا باشراحيل، حفيد محمد علي باشراحيل يدلي بشهادته: «الصحف هي المنفذ الوحيد للناس كي يعبروا عن إحباطهم، فالتلفزيون يخضع لسيطرة الحكومة، والأحزاب السياسية تتسم بالضعف، وقد قامت وحدة خاصة من الحرس الجمهوري في ديسمبر بزيارة مكتب صحيفة «الأيام» وذلك في محاولة مكشوفة لترهيب الصحيفة، بعد أن قامت بنشر تغطية صحفية تضمنت نقداً للحكومة».

أين برلمانيو ومحليو اليوم من باشراحيل؟

عبر محمد علي باشراحيل، عن هموم السكان من خلال وجوده في المجلس التشريعي ( البرلمان) والمجلس البلدي (المجلس المحلي) (نجيب محمد يابلي: الصحافي الذي صال وجال في ساحة المجتمع المؤسسي- «الأيام»- 4 أبريل 2006م- لمزيد من التفاصيل). كان الطرح واضحاً وكانت التصورات بالقرارات أوضح، وتحولت الهموم إلى ابتسامة وليس ضحكاً على الذقون.

السؤال: لماذا أفلح الباشراحيل، وأخفق نظراؤه اليوم؟

لماذا افلح الباشراحيل في مناشطه الاجتماعية؟

علاوة على نجاحه في العمل الحزبي والسياسي من خلال موقعه القيادي في رابطة أبناء الجنوب مع العمالقة محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وسالم الحريري، فقد نشط باشراحيل في نادي الإصلاح العربي وندوة ناديه الثقافية «حلقة شوقي» وصعد باشراحيل السلم نائباً للرئيس فرئيساً للنادي.

السؤال: لماذا برز باشراحيل؟ ما نوع الظروف التي أحاطت بنشأة النادي وسير أعماله بسلاسة؟ ما نوع الرجال الذين سبقوا باشراحيل والذين جاؤوا من بعده؟

كما كان العميد محمد علي باشراحيل عضو مجلس الأمناء لمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية التي تخرج فيها شخصيات يشار إليها بالبنان، وكان مجلس الأمناء يرسم سياسة المدرسة ويشرف على وجوه إنفاق مواردها، فالمهام الكبار لا يتجشم أعباءها إلا الرجال الكبار.

السؤال: ما نوع معادن الرجال في إدارة المدارس الخيرية بالأمس مقارنة مع نظرائهم اليوم؟ ما نوع برامج التعليم بالأمس مقارنة باليوم؟ لماذا تحققت نتائج مشرفة بالأمس مقارنة بالنتائج المتواضعة التي تحققت اليوم؟

افتتاحيات الباشراحيل وآه يا زمن الافتتاحيات!

تتحف «الأيام» قراءها يوميا بإضاءات من كتابات العميد محمد علي باشراحيل، التي كانت تتسم بقوة التعبير ورسوخ المضمون، وكان يتبنى قضايا المستهدفين من الشخصيات البارزة في المجتمع، كما هو الحال مع قضية الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، والذي ضمن شهادته بذلك في كتابيه (صفحات من الذكريات) و(أغاني وحكايات).

السؤال: لماذا تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد خبر ينشر في «الأيام» في هذه الأيام، مع تحاشي نجليه (هشام) و (تمام) كتابة الافتتاحيات الصارخة التي كان والدهما يخرج بها على القراء؟

متى يحصل القارئ على زاده من «الأيام»؟

ما أحوجنا إلى إصدارات جديدة نجمع من خلالها افتتاحيات «الأيام» والكتابات الأدبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، ألا يجد القارئ متعة في كل يوم سبت وهو يطالع رياضة زمان في «الأيام الرياضي»، وستكون المتعة أكبر والفائدة أعظم إذا ما جمعت في كتاب واحد، لأنه التاريخ الذي سيبصرنا بمعالم الطريق السليم الذي يتحتم علينا أن ننشده.

حقاً إنها ذكرى، ولكن كيف نوظفها؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى