جهد علمي محمود لدكاترة جامعة عدن عبدالحكيم وسعيد وخالد .. كشف أسرار بحر عدن.. مصادر الإضاءة ليلاً والروائح الكريهة

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

>
أعلى الصورة: مستعمرة طحلب phaeocystis مع بكتيريا vibrio وأسفل إلى اليمين: خلية منفردة للطحلب phaeocystis وأسفل إلى اليسار: خلايا بكتيرية vibrio
أعلى الصورة: مستعمرة طحلب phaeocystis مع بكتيريا vibrio وأسفل إلى اليمين: خلية منفردة للطحلب phaeocystis وأسفل إلى اليسار: خلايا بكتيرية vibrio
ضج سكان المناطق المحيطة بعدن مؤخراً من المياه الخضراء والكائنات المضيئة ليلاً في سواحل عدن. وحملت صحف السلطة تطمينات على لسان معنيين بأمر البيئة البحرية، إلا أن باحثين علميين من جامعة عدن وهم: د. عبد الحكيم عبد الغني ود. سعيد سالم محمد ود. خالد سعيد علي ثمروا عن سواعدهم ومهدوا لمهمتهم العلمية بقراءة (1000) موضوع علمي عن الظاهرة التي أقلقت السكان وعن قضايا البيئة البحرية عامة، ثم قاموا بجمع عينات من خمسة مواقع مختلفة بدءاً من منطقة صيرة وانتهاءً بساحل العريش.

خضعت العينات لدراسات مجهرية وميكروبولوجية متنوعة، وكان محصلتها أن تعرف الباحثون الثلاثة على أنواع الكائنات الحية المسببة للظاهرة وأوضحت نتائج الدراسات عن وجود طحلب دقيق غير معهود في سواحلنا، ويدعى ذلك الطحلب Phaeocystis-sp. يكون مستعمرات جيلاتينية، يزيد قطر المستعمرة الواحدة عن 1 سم(واحد سنتيمتر)، وخلال فترة نشاطه ينتج مادة DMS الكبريتية، وهذا الطحلب غير ضار بذاته على الكائنات الحية البحرية، إلا أن ضرره يكمن في المادة الجيلاتينية التي ينتجها، حيث يعمل أحياناً على إغلاق خياشيم الأسماك، ويفضي ذلك إلى اختناقها وموتها.

كائنات بحرية لكنها تكافلية
اللافت للنظر أن هذا الطحلب يعيش حياة تكافلية مع كائن بكتيري من جنس vibrio يشاركه السكن في مستعمرته الجيلاتينية ويمارسان التكافل في الجانب الغذائي، أما ظاهرة انبعاث الضوء فمصدرها تلك البكتيريا، فهي تنتج بغرض التواصل بين خلايا البكتيريا، علماً بأن البكتيريا لا يصدر عنها ضوء إذا كانت بمعزل عن الطحلب.

إنها ظاهرة الـ MILKY SEA
أبرزت نتائج البحث العلمي أن ظاهرة اخضرار البحر وصدور الروائح النتنة، وانبعاث الضوء ليلاً، إنما هي ظاهرة الـ MILKY SEA الذي يتسبب فيه الطحلب في الصبغة الخضراء لمياه البحر وتساعده في ذلك المادة الجيلاتينية الرغوية ويتسبب الطحلب والبكتيريا معاً في انبعاث الروائح الكريهة المتمثلة بالمركبات الكبريتية، الناتجة من عمليات «الأيض» (توصيف بيولوجي لعملية الهدم والبناء)، علماً بأن هذا النوع من البكتيريا غير ضار بالإنسان والسمك، لكنه ضار ببعض يرقات القشريات.

سجل الباحثون العلميون شكرهم وتقديرهم للأخ د. خليل محمد هادي والأخ فضل قردش العقربي لتعاونهما في جمع العينات وإخضاعها للتحليل الميكروبيولوجي.

الباحثون وحماية حقهم الفكري
بعد هذا الجهد الكبير الذي شمل جمع عينات والتقاط صور وتحليلها IMAGE PROCESSING واختبارات كيميائية زراعية ووسائل أخرى كثيرة والوصول إلى النتائج وجمع كل ذلك في تقرير واحد، يصبح هذا البحث حقاً فكرياً لأصحابه، ويحق لهم نشر ذلك في أي دورية محلية أو عربية أو دولية، وعليهم الاحتراز من أي عملية نصب أو تحايل تصادر حقهم الفكري وما يترتب من كسب مادي ومعنوي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى