يوم من الأيــام..شمولية (الإعلام الرسمي)

> علي الكثيري:

>
علي الكثيري
علي الكثيري
واقع حال ما يسمى بـ (الإعلام الرسمي) في بلادنا، ضاج بالصور البائسة التي تجعل أي حديث عن (ديمقراطيتنا) الناشئة، مجرد كلام أجوف ضال ومزيف للوعي، ذلك أنها -في مجملها- صور فاقعة في قتامة تجسيدها لحقيقة تسيد الذهنية الشمولية المستبدة التي تمعن في احتكار الحقيقة، وفي اختزال الوطن في صورة الرأي الواحد والفكر الواحد والزعيم الأوحد، وهي عقلية تدميرية ظلت على مدار عقود زمنية متوالية تمحق البلاد والعباد بمدد من الفواجع والكوارث المرعبة.

إن الراصد والمتابع لأداء الإعلام الرسمي بكافة أشكاله المرئية والمسموعة والمقروءة، ستصدمه حقيقة أنه مازال أسير الدور والمسار والرسالة والخطاب التسلطي الأحادي، رغم مرور زهاء الست عشرة سنة على إعلان التوجه (الديمقراطي)، إذ نجده -والحال كذلك- من أبرز أجهزة إنتاج (الاستبداد)، ومن أشد الأجهزة القامعة التي يجري من خلالها ممارسة أفظع صنوف الإقصاء والإلغاء والتخوين والتجريم بحق (الآخر) الوطني، لكن الأهم من ذلك أنه -الإعلام الرسمي- لا يكاد يتزحزح عن ممارسة مختلف ألوان (التسبيح) بحمد السلطة، والتغني بـ (منجزاتها) و(فتوحها) التاريخية، ورسم مشاهد زاهية وخلابة لواقع مثخن بالمآسي والانهزامات، وهي المهمة الأبرز التي لا ينبغي أن تعلو عليها أي مهام أخرى، وهنا تتجلى واضحة حقيقة أن إعلامنا الرسمي لا يزال إعلاماً لـ (الحاكم) و(الحكومة)، ولم يتحول إلى إعلام لـ (الوطن) بمختلف أطيافه وأصواته، وفق ما توجبه أسس أي توجه ديمقراطي حقيقي، وعلى النحو الذي يتجسد فعلياً في مختلف بلدان الديمقراطيات العريقة والوليدة على امتداد العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى