مع الأيــام..شركة (آرلا) الدانماركية وغياب أول أمر قرآني

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
وقفت أمام حوارين، أولهما أجرته مجلة «الرجل» اللندنية في نوفمبر 2003م مع المفكر العربي الكبير محمد جابر الأنصاري، وثانيهما أجرته مجلة «النور» اللندنية في ديسمبر 2003م مع المفكر العربي الكبير أيضاً طبيب تيزيني، فقال الأنصاري: «الوضع العربي القائم (هستيريا) والحضارة الإسلامية مصابة بـ (أنيميا) سياسية»، في حين قال تيزيني: «الدولة الأمنية ابتلعت المجتمع ومثقفوها فقدوا شخصيتهم التاريخية».

حضرتني القراءتان المذكورتان وأنا أتابع شريط الأحداث التي أعقبت الحماقة الكبرى التي أقدمت صحيفة «جيلاندز بوستن» الدانماركية في 30 سبتمبر الماضي بنشرها رسوماً مسيئة لسيد الأولين والآخرين، محمد صلوات الله وسلامه عليه دونما اعتبار لدين الإسلام، الدين الثاني في الدانمارك بعد الديانة البروتستانتية المسيحية، حيث يعيش في الدانمارك نحو (180) ألف مسلم من إجمالي السكان البالغ عددهم (5) ملايين و(300) ألف نسمة وهناك (3) من المسلمين نواب في البرلمان الدانماركي.

واجهت حماقة الصحيفة الدانماركية ردود أفعال قوية في مناطق شتى من العالم منها تنديد الفاتيكان بالرسوم الرقيعة وقال:« إن حرية التعبير لا تعني حرية الإساءة لأي دين وإن حرية الفكر والتعبير المنصوص عليها في إعلان حقوق الإنسان لا يمكن أن تتضمن الحق في الإساءة للمشاعر الدينية للمؤمنين، وإن هذا المبدأ ينطبق بشكل واضح على أي دين». وفي ذلك الاتجاه والمعنى أكد جوزيف يوديلل، رئيس البرلمان الأوربي الأسباني في بيان له أمام البرلمان الأوربي ضرورة وضع حد فاصل بين حرية التعبير والإساءة للأديان، وكذلك فعل يانس ستولتبرغ، رئيس وزراء النرويج في المقال المطول الذي كتبه والذي نشرته صحيفة «داغس افيسن» (راجع مجلة «منار الإسلام» الإماراتية، إصداري فبراير ومارس، 2006م).

الشيخان د. القرضاوي ود. العودة يباركان موقف شركة آرلا
انتهزت شركة (آرلا) للمواد الغذائيةArla Foods) ) فرصة انعقاد المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في البحرين خلال الفترة 22-23 مارس 2006م وأصدرت بياناً موجهاً للمؤتمر ومذيلاً بتوقيع بيدر توبورج، المدير العام التنفيذي للشركة ولم تكتف بمخاطبة المؤتمر وإنما عممته على أكثر من (50) مطبوعة عربية منها «الأخبار» و«الأهرام» في مصر وخمس صحف سعودية منها «عكاظ» و«المدينة المنورة» وصحيفتان يمنيتان هما «الأيام» و«الثورة».

أعلنت الشركة شجبها واستنكارها وإدانتها بقوة لما نشرته الصحيفة الدانماركية من رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم «كما ترفض أي أسباب ساقتها الصحيفة كتبرير لهذا العمل».

كما أوضحت الشركة أنها من خلال تعاملها مع دول المنطقة لأربعة عقود تعرفت على الثقافة والقيم الإسلامية وأن العدالة والتسامح هما من التعاليم الأساسية للدين الإسلامي وتمنت على المشاركين في المؤتمر أن يعيدوا النظر في تعاملهم مع منتجات الشركة وعرضت استعدادها للعمل سوياً من أجل الوصول إلى حل لأزمة المقاطعة لمنتجات الشركة.

أصدر المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، توصية حررت في يوم الثلاثاء الموافق 28 مارس 2006م مذيلة بتوقيعي د. يوسف القرضاوي، رئيس المؤتمر ود. سلمان العودة، أمين عام المؤتمر، اللذين رحبا ببيان الشركة وما حمله من شجب وإدانة للعمل الأحمق الذي ارتكبته الصحيفة الدانماركية ورحبا بمبادرة الشركة، وبهذا الصدد اجتمع فريق الاتصال مع مندوبي الشركة وعليه أوصت أمانة المؤتمر باستثناء منتجات شركة (آرلا) للأغذية من المقاطعة وهي :«لورباك» و«بوك» و«دانو» و«البقرات الثلاث».

مؤتمر عالمي مرتقب في الدانمارك للتعريف بالإسلام ونبيه
تفاعلت عدة دوائر اقتصادية مع توصية الأمانة العامة للمؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقرر نحو (15) من أبرز رجال الأعمال السعوديين عودة التعامل مع منتجات شركة(آرلا) الدانماركية.

المفاجأة الجميلة الثانية أعلن عنها بان اندرسون، مدير ما وراء البحار لشركة (آرلا) الدانماركية في مؤتمر صحفي عقده يوم 3 أبريل 2006م بأن الشركة ستعقد مؤتمراً عالمياً في الدانمارك للتعريف بالإسلام وبالنبي محمد عليهالصلاة والسلام وستوجه الدعوة لنخبة من علماء المسلمين.مطلوب منا توحيد مرجعيتنا وقنوات اتصالاتنا بالغير والتفكير والتدبير والتقرير بعقلانية وهدوء، فالمسلمون منتشرون في كل أصقاع الأرض وبإمكانهم توصيل صوتهم وأن تترافق جهودنا مع أول أمر قرآني افتتحت به الرسالة السماوية ونص الأمر:

{اقرأ باسم ربك الذي خلقü خلق الإنسان من علقü اقرأ وربك الأكرمü الذي علم بالقلمü علم الإنسان ما لم يعلم}، وحدثنا الحبيب المصطفى بأن «المؤمن كيس فطن»(أي عاقل وذكي).

نسأل الله الهداية والرشاد إلى سبيل السداد، آمين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى