دعوة إلى تصحيح المسار

> «الأيام» عبدالله علي عثمان / تعز

> الإنسان يحتاج إلى تغذية مادية وتغذية روحية معنوية فالتغذية المادية تغذي البدن كما تتغذى الحيوانات الأخرى للبقاء في هذه الحياة,أما التعذية الروحية فهي الإيمان والمعرفة والعلم بمن حولك والاطلاع على الواقع الذي تعيشه، وهذا مايميز الإنسان عن الحيوان.

ومانلاحظه هو أننا نهتم بالتغذية البدنية ونعمل ليل نهار لكي نوفر غذاء للبدن، وهذا يحكم به علينا الواقع وسنة الله في هذا الكون، لكن ليس معناه أن نهمل ونغفل الجانب الروحي الفكري وعدم الاهتمام بنمو العقل وتطوره، لهذا يعاني بعض من الشباب في بلد الإيمان والحكمة من أزمة فهم واستيعاب وتدقيق وتحليل، ونعاني أيضاً من فجوة عقلية فكرية ثقافية وعقول راكدة لا تمتلك القدرة على إجادة الفن القادم من وراء البحار. لهذا نأخذ الأشياء بظواهرها الخارجية دون الفحص والتمعن والاستبصار، ثم النقد البناء لتقويم الاعوجاج وتصحيح الأفكار، فهؤلاء الشباب ينقصهم الاطلاع والقراءة الواعية العميقة، ولأننا فقراء في هذه القراءة فإن ثمة فراغا ظلاميا موحشا يسكننا ويقبع في ذواتنا، ولا عجب أن نرى شباناً يمتلكون الشهادات الكرتونية المختلفة وبتقديرات عليا، لأنها من وجهة نظري شهادات غيرهم، نلاحظهم مذبذبين يسقطون في أول موقف يقعون فيه، إن مثل هؤلاء الشبان المتدهورون القابلون للانطواء والقريب من اللا منهجية يكونون «إمعة» يقبلون بالوافد إليهم سواء أكان صحيحاً أم غير صحيح، غير قادرين على فن الحوار والنقاش والإقناع والابتكار والمعرفة، جاهزين للقبول بآراء وأفكار الآخر، لأننا تنقصنا مسألة الوعي بذاتنا وتاريخنا.

هذه دعوة ممن يخشى على نفسه وأمته غوائل التيه وفقدان البصيرة، إنها دعوة إلى تصحيح المسار والعودة إلى المفيد فهل من مستجيب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى