مكانة المعلم في المجتمع

> «الأيام» زياد محمد عبدالله /جعار - أبين

> إن المعلم هو صورة جديدة للعالم الذي يتصدر لتعليم الأمة ما تحتاج إليه من أمور دينها ودنياها، وقد احتل هذا المربي في عهود العلم الزاهرة مكانة عظيمة في مجتمع الإسلام، ذلك لأن أهل العلم والفضل هم صفوة الأمة ورجالاتها وهم ورثة أربعة عشر قرناً من العمل الدؤوب.

وقد تسنم المعلم هذه القمة في الإسلام لكونه المربي للروح، والمؤسس الحقيقي لخلايا المجتمع، فإن كل مختص في أي ميدان من ميادين الحياة، مدين لمن فتق الحرف على بيانه، وأجراه على بنانه، ذاك الذي صنع منه قارئاً بعد أن كان أمياً، وأضاء عقله بعد أن كان مظلماً.

فإذا تباهي المهندس بأروع عمارة صممها وبناها، والمخترع بأحدث جهاز ابتكره، والعالم باكتشافه المدهش، والطبيب بالعملية المعقدة التي نجح في إجرائها، ألا يحق للمعلم أن يطيب نفساً، ويقر عيناً بأن له - بعد الله سبحانه وتعالى- فضلاً مذكوراً وجهداً مشكوراً في بناء شخصية أولئك العلماء والمهندسين والمخترعين؟!

ولما كانت العملية التربوية والتعليمية بهذه الأهمية والخطورة في الآثار المترتبة عليها كان لا بد أن يتقدم لها خيرة الطاقات، وخلاصة الكفاءات، ويقدم لها أفضل الإمكانيات وأعظم الميزانيات، كما تتطلب أقداراً اجتماعية فائقة من الاحترام للمعلم، ورعاية كاملة لأحواله، وتأميناً متميزاً لظروفه. لذلك فإن أي اهتراء لرمز التعليم، أو احتياج مادي يدفعه للتحرك خارج الهم التعليمي، أو يثير فيه القلق على مستقبله، دون أن ندرك مخاطر ذلك، فإن الأمر يعني الدمار الكامل لأجيالنا والتحطيم لمستقبلنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى