السفير الايطالي لـ «الأيام»: وجودنا العسكري في القرن الافريقي بسبب عدم استقرار المنطقة

> «الأيام» محمد فارع الشيباني:

>
ماريو بوفو
ماريو بوفو
السيد ماريو بوفو، سفير جمهورية ايطاليا الجديد في اليمن بعد تقديم سعادته لاوراق اعتماده كسفير لبلاده بأشهر كانت اول مشكلة تواجهه في علاقة ايطاليا باليمن هي عملية الاختطاف التي تعرض لها السياح الايطاليون الخمسة.. حينها اتصلت "الأيام" بسعادته للادلاء بتصريح حول الموضوع ذاته فاعتذر عن ذلك وكانت حجته انه لا يريد ان يعطي اي تصريح قد يؤثر بشكل أو بآخر على الجهود والمساعي للحكومة اليمنية لإطلاق سراح السياح الايطاليين ..وعندما تقدمنا بطلب اجراء الحوار معه استجاب مشكورا لطلبنا وتالياً نص الحوار:

< سعادة السفير كيف ترون العلاقات اليمنية الايطالية الآن وهل تأثرت بحادث اختطاف السياح الايطاليين؟

- أريد أن أقول لك شيئا انه حتى في الايام الصعبة والمؤلمة والثقيلة اثناء اختطاف السياح الايطاليين والجهود التي كانت تبذلها وزارة الخارجية الايطالية بشكل عام والسفارة هنا في صنعاء بشكل خاص، كنا نرى ان هذا هو عمل اجرامي، ولكنه لا يقع في اليمن وحدها ويمكن ان يحصل في اي بلد من بلدان العالم، ولقد أعلنّا في تلك الايام وبصراحة ان اليمن بلد آمن ولا يجب الاعتقاد عند أي أحد ان اليمن بلد غير آمن لا يمكن الذهاب اليه، وأؤكد لك أن الرأي العام في ايطاليا رغم انه أصيب بصدمة في الأيام الاولى من الحادث ولكن عواطفه لم تتأثر نحو اليمن كبلد وأؤكد لكم ان العلاقات اليمنية الايطالية بين الشعبين او الحكومتين لا يمكن ان تتأثر بعملية اختطاف اجرامية، فهذه العلاقات قديمة وجذورها عميقة.

< سعادة السفير هل انتم راضون عن الاحكام التي اصدرتها الحكومة اليمنية على الخاطفين؟

- أستطيع القول اننا نثمن جدا هذه الاحكام، ومن نواح كثيرة اهمها ان هذه الاحكام صدرت في وقت قياسي وقصير بالنسبة للجريمة وتاريخ وقوعها، كما أرى أن الاحكام جاءت متوازية ومعقولة بالنسبة للجريمة المرتكبة وأن المحاكمة ذاتها لم تستغرق وقتا طويلا والاحكام كانت بمستوى الجريمة ولم تكن أحكاما مبالغا فيها، وقد سرني جدا ان القاضي اليمني الذي اصدر الاحكام قد حكم على كل واحد من الخاطفين بالعقوبة المناسبة وبقدر الجريمة التي ارتكبها ولأجل هذا جاءت الاحكام متفاوتة.

< هل أثرت عملية الاختطاف على تدفق السياح الايطاليين الى اليمن؟

- لقد أبلغني مدير أحد المكاتب السياحية بأن تدفق السياح قد خف بشكل ملحوظ بعد عملية الاختطاف ولكني أعتقد ان هذا شيء مؤقت وأن السياح الايطاليين سوف يعودون للتدفق مرة أخرى، لأن الشعب الايطالي يحب اليمن وأهل اليمن وجميع التوقعات تؤكد ذلك.

< استأذنك سعادة السفير إن لم يكن لديك مانع أن نتحدث عن التواجد العسكري الايطالي في المنطقة.. أعني البحر الاحمر وخليج عدن والمحيط الهندي طبعا مع قوات غربية أخرى ولكن إذا سمحت لي فإن المراقبين اصبحوا يتساءلون ما فائدة تواجد هذه القوات فهي لم تستطع ان تمنع تجارة السلاح في المنطقة وكذلك تدفق اللاجئين الى اليمن يضاف اليهم مؤخرا نشاط القرصنة البحرية الذي ازداد بشكل كبير وهذا دفع الكثيرين للقول ماذا تفعل هذه القوات؟

- اولاً إن تواجد قطع من البحرية الايطالية في المنطقة هي ضمن قوات التحالف الدولية، وهي تشارك في عملية الحراسة في البحر الاحمر وهذا التواجد يحد كثيرا من العمليات غير القانونية في المنطقة كما قلت مثل تجارة السلاح والقرصنة، ولكن اية قوة عسكرية لا يجب ان ينظر اليها انها قادرة على عمل كل شيء ووقف كل شيء ولكن المشكلة تكمن في عدم استقرار المنطقة التي تعكس نفسها على الواقع، وخاصة عدم استقرار الصومال والفوضى السائدة فيه الذي أصبح دولة فاشلة حيث يتحكم فيها أمراء الحرب، الذين يقومون بكل شيء غير قانوني مثل تهريب اللاجئين والقرصنة، ولكن في رأيي أن حل هذه القضية لا يكمن بالقيام بالحراسة ومراقبة البحار ولكن يكمن في ايجاد حلول عدم الاستقرار في المنطقة كلها، واعتقد أن هذا ما يجب أن نقوم به وأن يقوم به الكل أي حل مشكلة عدم الاستقرار في الصومال حل مشكلة الحدود بين ارتيريا واثيوبيا بطريقة سلمية ودائمة ونحن من وجهة النظر هذه متفقون مع اليمن لأن اليمن ايضا مهتم باستقرار المنطقة، يبذل جهودا في هذا الموضوع ويقوم بدور ايجابي وأذكر هنا المؤتمر الذي عقد في عدن وعمل اليمن على خلق توافق بين أهم مؤسستين في الصومال أي رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان والحكومة الايطالية تثمن وتدعم هذه الجهود اليمنية كما ندعم سياسيا وكذلك ماليا من أجل خلق اجواء مستقرة وآمنة في القرن الافريقي كله هذا ما يجب أن نقوم به فعند استقرار المنطقة فإن ظاهرة تهريب السلاح واللاجئين والقراصنة سوف تختفي.

< هناك من يرى أن تواجدكم يعود إلى المصالح الإيطالية في المنطقة وخاصة مستعمراتكم القديمة ارتيريا واثيوبيا والصومال؟

- أقول إن هذا غير صحيح فالعلاقات اليمنية الإيطالية قد بدأت في القرن الماضي عام 1926م، أي عندما كانت ايطاليا متواجدة اساسا في ارتيريا والقرن الافريقي أي لم تكن لنا حاجة بالمرور عبر اليمن للوصول إلى مصالحنا هناك، وأقول إنه بعد علاقة استمرت ثمانين عاما نحن سنحتفل بها هذا العام اي اقامة العلاقات اليمنية الايطالية بعد هذه الأعوام الطويلة من العلاقات المثمرة من السخف القول باننا نستثمر هذه العلاقة ونستثمر اليمن كقاعدة للوصول إلى مصالحنا في المنطقة نحن في اليمن لاننا مهتمون بعلاقتنا مع اليمن ويجب أن تعرف اننا أول بلد وقع اتفاقية مع اليمن المستقل بتاريخ 2 سبتمبر 1926م، حينها كنا قوة في المنطقة وكانت اليمن ايضا قوة في الاقليم، وأهم بلد في المنطقة ولقد وجدنا في ذلك الحين نتيجة لعلاقات الصداقة مع القرن الافريقي ان تكون لنا علاقة صداقة مع اليمن البلد المجاور واعتقد أنه لم يتغير شيء في يومنا هذا ونحن الآن في اليمن بروح الصداقة التاريخية التي استمرت منذ 80 عاما ، نحن مهتمون بالاستقرار في المنطقة ولكننا مهتمون ايضا بعلاقتنا مع اليمن.

< سعادة السفير ألا ترى معي انكم في اليمن قريبون جدا من منطقة القرن الافريقي وعندما يعود الاستقرار الى المنطقة تكونون قريبين جدا؟

- انظر، نحن أقمنا علاقة الصداقة مع اليمن بصورة مستقلة عن القرن الافريقي، نحن مهتمون باليمن كبلد مهم في الجزيرة العربية، ونحن كبلد اوروبي كقوة متوسطة نحن نعم مهتمون بالقرن الافريقي ولكننا ايضا مهتمون بالبحر الابيض المتوسط وكذلك الشرق الاوسط الكبير، ونحن نعمل مع اليمن برنامجا مشتركا من اجل الديمقراطية وتشترك فيه تركيا مع ايطاليا واليمن وذلك بقرار من الثمانية الكبار، وما نقوم به مع اليمن ليس لأنه يهمنا القرن الافريقي ولكن يهمنا اليمن، واليمن حضارة قديمة وإيطاليا ايضا بلد حضارة قديمة ولأجل هذا فنحن متفاهمون مع اليمن.

< سعادة السفير ستجرى في اليمن في سبتمبر القادم الانتخابات الرئاسية وكذلك المحلية فما هي المساعدات التي ستقدمها ايطاليا منفردة او مع الدول الاوروبية المانحة لهذه الانتخابات؟

- ان الانتخابات في شهر سبتمبر مهمة جدا وسوف تكون خطوة مهمة الى الامام نحو الديمقراطية، وهي مهمة لأنها انتخابات رئاسية ويجب ان تكون شفافة وأن يشارك فيها الجميع من مختلف فئات الشعب وكذلك النساء في جميع المناطق في اليمن، كما ان الانتخابات المحلية مهمة ايضا وأن أي بلد ديمقراطي يجب أن يحكم من مختلف المستويات وليس من القمة فقط، وايطاليا والبلدان الاوروبية تساعد اليمن في هذا المجال وتساعد اللجنة العليا للانتخابات في مجالات عدة وتقدم لها ايضا مساعدات مالية لكي تقوم اللجنة بعملها بصورة جيدة ولكي تكون الانتخابات شفافة وأصوات الناخبين صحيحة، كما نساعد اليمن في مجال اللا مركزية، ونحن متأكدون ان اليمن في هذه الانتخابات ستؤكد وجهها الديمقراطي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى