مع الأيــام..مسرح وسينما وبينهما قناة تلفزيون وأحاديث ذات شجون

> سالم العبد:

>
سالم العبد
سالم العبد
بعد أن انطفأت جذوة الحماس لمهرجانات النخيل والسدر إثر اجتياح حشرة الدوباس، التي أحالت أعراسهما إالى مآتم انتقلت بوطأتها المأساوية إلى السكان، وهزت بأركانها المدمرة ما تبقى من آثار قليلة للبهجة والأمل في النفوس والأفئدة.. واجتثتها أو كادت.

وبعد أن استعاد رفات امرئ القيس (الكندي) طمأنينته في رقدته الطويلة عند سفوح جبال الأناضول.. أثر إقلاقه بالتصريح المدوّي بنقل رفاته إلى موطنه الأصلي صَيْلع ودمّون الهجرين، حال نجاح المسعى النبيل مع الأشقاء الأتراك، وتتويج استعادة رفات ملكنا الضليل وشاعرنا الفحل بمهرجان فخم يليق بمكانته الرفيعة في تاريخنا التليد.. انقطع الحديث عن المهرجان الملوكي الجليل، وبدلاً عنه تجددت لدينا لوعة الفقد العظيم للملك والشاعر العظيم، وتماهت دموعنا المدرارة مع انهمار دموع النخيل الدبقة وهي تنعى نفسها أمام جحود أبنائها وتفريطهم بمكانتها الرفيعة وشهودهم العاجز على احتضارها البطيء وهي من هي عمتهم المباركة!!

وبعد أن تدارك فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا.. واحتفى بمناسبة يوم المسرح العالمي 27 مارس في فعاليتين ناجحتين وناب أو احتل دور وواجب المؤسسة الثقافية المختصة التي انتقلت بهمودها إلى عمارة منزوية في حي الديس، مداراة أو خجلاً أو اعتراضاً مقنعاً.. لا ندري.. ولأن إحدى فعاليات اتحاد الأدباء بمناسبة يوم المسرح العالمي التي حضرها لفيف من كوادر المسرح اللامعين في عقدي السبعينات والثمانينات ووسمت هذه الفعالية التي حضرها الأخ المحافظ عبدالقادر هلال (مسرحيون يبحثون عن مسرح) وأبدى اهتماماً يشكر عليه لحل معضلة أو حالة (الموت السريري) التي أصابت المسرح والسينما في حضرموت بفالج خطير، سيما وأننا نعلن عن عاصمة المحافظة الجميلة المكلا، وبقية مدن المحافظة الشهيرة: شبام، سيئون، تريم، دوعن وغيرها، أنها النموذج المأمول كعاصمة للسياحة، تتكامل معها بقية المدن المذكورة ومعها سعاد الشحر ومدينة الغيل العزيزة.

ولعل استضافة معرض رداء الدولة، الذي انتهى بندوة دولية عن الحجاب ومدلولاته الثقافية، لمدة عشرة أيام في الصالة الكبرى لجامعة حضرموت، قد أعطى زخماً من نوع ما لهذه الإعلانات الطموحة برغم ما رافق بدايات المعرض من لغط وهرج ومرج ليس هنا مجال لتفنيد بواعثه.

ولأن الشاب الهمام العقيد يحيى محمد عبدالله صالح، الرئيس النشيط للجمعيات والوكالات السياحية، قد حضر اختتام فعاليات المعرض الردائي، وأعلن بأنه الراعي الأول للمعرض، ولأنه قد استوعب الخلل الفاضح لغياب المسرح والسينما في عاصمة المحافظة السياحية لحضرموت.. أعلن بسخاء ووعي تجاوز وزراء الثقافة والإعلام والسياحة..و.. عن استعداد كوادر حضرموت وتأهيلهم لتشغيل قناة تلفزيونية خاصة بحضرموت، وذلك في لقاء إذاعي خاص بثته إذاعة المكلا، وأعادته في الندوة الدولية التي اختتمت بها مناشط معرض الرداء الرسمي الدكتورة رؤوفة حسن بمشاركة الألمان. وهكذا استقبل الناس هذا الكرم المسؤول باعتباره معادلاً محلياً وتعويضاً عالمياً عن غياب المسرح والسينما في عاصمة السياحة اليمنية.. المكلا.. وحضرموت قاطبة.. وكما يقولون فإن الطبيعة لا تحب الفراغ.. وبرغم تكدر السكان من تواتر صور الموت الجماعي لأشقائنا الفارين من لهيب الحرب في موطنهم الصومال.. التي ما فتئت تخدش جمال وسكون شواطئنا الممتدة من بيرعلي وحتى سواحل المكلا والشحر والمهرة.. الا أن الإضافة التراجيدية للمشهد المأساوي المتمظهر في نفوق أعداد متزايدة من الطيور المهاجرة وغيرها.. وكذا نفوق عدد من الأغنام وغيرها، يجعل من هاجس ترقب البلدة وما يصاحبها من مهرجانات ملونة ومبهجة بطراوتها المنعشة الباردة.. هاجساً يحمل في ثناياه الانتظارية الاشتياق اللاعج والتوق الجارف لوضع حد لهذا المشهد المترع بالألم والخوف من الأمراض والإوبئة.. أجارنا الله وإياكم كل مكروه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى