برودي يواجه تحديا جديدا بعد فوزه على برلوسكوني في الانتخابات التشريعية

> روما «الأيام» اندريا بمبينو :

>
رومانو برودي الرئيس السابق للمفوضية الاوروبية
رومانو برودي الرئيس السابق للمفوضية الاوروبية
بعد فوزه الواضح في الانتخابات التشريعية الايطالية، يعود رومانو برودي الرئيس السابق للمفوضية الاوروبية الى السلطة محاولا رسم صورة جدية لايطاليا تتمتع بالصدقية بعد انتهاء ولاية خصمه سيلفيو برلوسكوني.

وفي مواجهة سيد الترويج السياسي سيلفيو برلوسكوني، لم يعتمد هذا الاستاذ الجامعي المتخصص في الاقتصاد والسياسة الصناعية المولود في 1939، على شخصيته وحضوره القوي خلال الحملة الانتخابية سعيا للفوز في الانتخابات التي جرت الاحد والاثنين.

ولم يقترح برودي الذي يهوى النزهات على الدراجة، على مواطنيه اي حلم وردي بل وعدهم بتحسين الاوضاع المالية ومكافحة التهرب من الضرائب وعودة الاخلاق الى السياسة في بلد باتت فيه المصالح الشخصية فوق كل الاعتبار، على حد قوله.

ولم يفاجأ الايطاليون بهذا الخطاب الذي اعتمد فيه برودي لهجة واقعية مع نظرة ضاحكة وراء نظارته الكبيرة المربعة.

فمسيرة "البروفسور" المؤيد لدولة تتمتع بوجود قوي على الصعيد الاجتماعي والذي لا تخيفه الليبرالية الاقتصادية، اتسمت خصوصا بالمهمات الصعبة.

وفي 1982 اي بعد اربع سنوات من توليه وزارة الصناعة في حكومة الديموقراطيين المسيحيين عين برودي خريج معهد العلوم الاقتصادية في لندن، رئيسا لمعهد اعادة البناء الصناعي، اكبر مجموعة حكومية قابضة ايطالية.

واشرف على المجموعة العملاقة التي تضم 450 شركة يعمل فيها 400 الف موظف,وقام بتسريع عملية الخصخصة وخفض عدد الموظفين الامر الذي مكنه من اصلاح الوضع المالي.

وبعد عشر سنوات من ذلك، بدأ التقني برودي العمل السياسي بعدما تجاوز الخمسين من العمر في اوج فضيحة الرشاوى الكبيرة التي كشفها القضاء خلال عملية "الايدي النظيفة".

وانتهز فرصة استقلاله عن الاحزاب القديمة التي شملتها الشبهات في الفضيحة ليتولى قيادة ائتلاف من يسار الوسط فاز في الانتخابات التشريعية في 1996.

واعطى برودي اول رئيس حكومة تنتهج سياسة يسارية منذ الحرب العالمية الثانية، حينها ايضا الاولوية لخفض العجز العام ولانضمام بلاده الى منطقة اليورو منذ 1999.

ورغم التوقعات المتشائمة حقق برودي رهانه فارضا ضريبة استئنائية وقوانين مالية بالغة الصرامة.

لكن طعم الانتصار كان مرا لان اخر ميزانية وضعها اثارت غضب الشيوعيين الذين تسببوا في سقوط الحكومة في تشرين الاول/اكتوبر 1998.

وبعد هذه النكسة اسس برودي الذي تمرس في المعارك السياسية، حركة خاصة به (الديمقراطيون) ليثأر لنفسه. وعندما دعي الى رئاسة المفوضية الاوروبية وافق على ارجاء مغامرته السياسية لينتقل الى بروكسل.

وخلال ولايته على رأس المفوضية التي استمرت خمس سنوات (1999-2004) وشهدت اعتماد اليورو وانضمام عشرة دول جديدة الى الاتحاد الاوروبي، تعرض لانتقادات لتصريحاته التي كانت في غير محلها احيانا وافتقاره الى القدرة على القيادة وسعيه المتواصل للاعداد لعودته الى ايطاليا لمواجهة خصمه الاكبر سيلفيو برلوسكوني.

ومنذ سنتين يعمل رومانو برودي خصوصا على رص صفوف يسار الوسط ولم شمل عشرة احزاب تحت راية واحدة من الشيوعيين الذين تخلوا عنه في 1998، الى مسيحيي الوسط.

واوضح نائب برلماني ينتمي الى معسكره لوكالة فرانس برس ان "برودي ليس من الوسط او اليسار بل هو عنصر مركزي يحرص على تشكيل مجموعة من الاحزاب من توجهات مختلفة".

لكن التحدي الذي ينتظره الان قد يكون اصعب حتى من المواجهة القاسية مع برلوسكوني.

وشدد مسؤول يساري طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "الانتخابات يمكن الفوز بها . لكن المشاكل تبدأ بعد ذلك عندما سيضطر الكاثوليك والعلمانيون والاجتماعيون-الديموقراطيون والراديكاليون الى الحكم معا".

ويتمتع رومانو برودي، المسيحي المتزوج واب لولدين، ايضا بسمعة الرجل النزيه التي تميزه بدون شك عن خصمه الذي لاحقه القضاء مرارا بتهمة الفساد وتزوير الحسابات.(أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى