لا إسلام إلا بالاستسلام

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي /المعلا - عدن

> الإسلام هو دين الله الخاتم الذي رضيه للناس، ولن يقبل من أحد سواه، هذا ما تقرر كعقيدة لها أدلتها التي لا تقبل التشكيك ولا الاعتراض,والإسلام بكماله وتمامه ضم أحكاماً وتشريعات وآداباً تنظم حياة المسلم، وتنظم علاقته بربه وبمن حوله.

ولأن الله هو الحق، فما قاله حق، وما شرعه لعباده حق، وأرسل رسوله بالحق، ليقوم الناس بالقسط والحق.

هذا الاعتماد الصحيح يتعرض اليوم إلى هزات عنيفة تزلزل مكانه، أو تكاد تضعف بنيانه عبر مقالات مشؤومة، وكلمات مسمومة، تنفث الشبهات، ثم تتباكى على الإسلام، وهي تطعن فيه تارة بوصف أحكام الله بالبالية - معاذ الله - وخلطها بالعادات والتقاليد تارة أخرى، وتارة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشكيك في صحتها، والطعن في رواتها، بحجة مصادمتها للعقل. ولا أدري عقل من هذا الذي ترد إليه النصوص فيقبل ما شاء، ويرد ما شاء. وباسم العقل وحرية الفكر والتعبير والتنوير تعطل النصوص، وتؤول عن معانيها الصحيحة التي فهمها الرعيل الأول. فلا غرابة أن نرى إسلام اليوم ليس كإسلام الأمس تعظيماً وتصديقاً، وإيماناً وتسليماً.

وشأن الصحابة - رضي الله عنهم - يوم أن نزل الوحي عليهم أن قالوا: سمعنا وأطعنا. لم يزيدوا على ذلك، ولم نجد عندهم ما وجدناه عند كثير منا وقد أكثروا من «لماذا؟ وكيف؟» بل وجدناهم ومن تبعهم بإحسان يفهمون معنى قوله تعالى: {فلا وربّك لا يؤمنون حتى يُحكّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويُسلِّموا تسليماً} (النساء - 65). ويتذكرون دائماً قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمرو - وقد أشار إلى في نفسه: «أكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق» (الصحيحة للألباني - ص 1532) ورحم الله الإمام الزهري (ت125هـ) القائل: «من الله العلم، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم».

فيا أيها المسلم، اعلم أن قدم الإسلام لا تثبت إلا على ظهر التسليم والاستسلام، ولن يسلم في دينه إلا من سلّم لله ولرسوله، فافهم هذا وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول وتذكر أن العقل الصريح لا يعارض النقل الصحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى