العرب وسنغافورة.. علاقة بدأت مع التجار الحضارم واستمرت حتى اليوم

> «الأيام» عن (المدينة) السعودية:

> لا يمكن للقادم الى جزيرة الاحلام كما يصفها الجغرافيون ان يتجاوز بناظريه حدا بعيدا دون الانبهار بالدقة المتناهية التي يعمل بها السنغافوريون ويمكننا القول بأن الساعات التي نلبسها تؤشر نبضاتها بدقة هذا الشعب الذي لا يمل العمل، ففي كل الاتجاهات تدب الحياة، ويبدأ السنغافوري صباح يوم جديد دون النظر لما حققة بالأمس من ربح او خسارة فحياتهم اليومية لا تتوقف عند متابعة اسهم أو اللهاث خلف وظيفة اخرى على حساب العمل الاساسي وهو ما أوصلهم للعالمية وإلى مصاف الدول الصناعية المتقدمة وخرجوا من عباءة النماء الى ثوب التقدم.

العرب ودخول الإسلام
لا أحد يعرف تحديدا من اول الداخلين للجزيرة النائية الواقعة جنوب شرق آسيا والتي لا تبعد عن شمال خط الاستواء سوى 1,24 متر بيد ان الدلائل تشير الى ان تجار حضرموت أول من وصلوا إلى الجزيرة بعد ان تاهت سفينتهم بين تلك الامواج المتلاطمة وقذفت بهم الى جزيرة سنتوسا. ويقول السيد عبدالله هارون الجنيد إن من اوائل التجار الذين استقروا في الجزيرة هو عمر بن علي الجنيد وقد استطاع ان يجعل لنفسه مكانة حين بدأ يتاجر بالبهارات التي كانت في ذلك الوقت من الاشياء الثمينة، ثم قام ببناء أول مسجد في سنغافورة ويطلق عليه اليوم مسجد عمر وقد انجب ذريه لاتزال باقية حتى الآن. واستمر عمر الجنيد في تأسيس قاعدته التجارية عندما عاد ليواصل رحلته بين فلمبان في جاوة الى سنغافورة التي حط الرحال فيها واشتهر عند القادمين من بلاد الهند والسند بتجارته ثم استقطع لنفسه اراضي كثيرة وقام ببناء اول مدرسة اسلامية وجلب اليها المعلمين الذين ساعدوا السكان الاصليين على تعلم الدين الاسلامي وأصبحت الجزيرة خلال حقبة بسيطة تعج بأهل مندناو الذين دخلوا الاسلام .

الحضارم ونشر الإسلام
يبلغ عدد ابناء حضرموت حوالي عشرة آلاف نسمة ما بين نساء ورجال وأطفال وهم يتواصلون في حياتهم الاجتماعية بشكل دوري. ويؤكد السيد حسن محمد العطاس امام وخطيب مسجد الحبيب بسنغافورة ان الحياة لم تعد كما هي في السابق اذ خرج الجيل الجديد قليلا عن القواعد والاسس التي رسمها الآباء، ويستطرد العطاس قائلا لا أريد ان اقلل من جهد الابناء ولكن الحياة المدنية أخذتهم قليلا لدرجة أن اغلبهم لم يعودوا قادرين على التحدث باللغة العربية وهذا اوقعنا في حرج إذ أن اللغة الأم هي الأساس الذي يجب الحفاظ عليه.

مركز لتعلم العربية
خلال الخمسة اعوام الماضية اجتمع التجار الحضارم في سنغافورة وقرروا إنشاء مركز لتعلم اللغة العربية وذلك للحفاظ عليها وقد استطاع المركز الملحق في مدرسة جنيد أن يحقق نتائج طيبة ورغم زحمة مشاغل الحضارم السنغافوريين إلا انهم استطاعوا إعطاء المركز اهتمامهم حتى أصبح محط انظار منطقة مندناو بأسرها. ويقول نائب مدير مدرسة جنيد الاسلامية السيد محسن بتاو إن المركز يستوعب في مرحلته المسائية أكثر من 100 طالب وطالبة ونحن نحاول جادين توسعته بما يتلاءم وحجم الطلاب الذين هم في ازدياد مضطرد وتواجهنا بعض العوائق المادية كون المدرسة في الاساس اهلية ونأخذ رسوما رمزية على كافة المراحل الدراسية ففي المرحلة الابتدائية يدفع الطالب 50 دولارا والثانوية الأولية 60 دولارا اما في الثانوية العليا فيدفع الطالب 80 دولاراً سنغافورياً شهرياً وجميع هذه الرسوم لا تمثل سوى 20% من القيمة الفعلية للتكاليف وعادة ما نتلقى مساعدات محلية من قبل بعض التجار كما نقوم وبشكل دوري بعمل مناشط اجتماعية ومشاركات مثل البيع والشراء للأطعمة العربية يكون ريعها لصالح المدرسة.

تجارة العود
عيسى الحداد أحد تجار العود في منطقة جنوب شرق آسيا يقول إن تجارة العود لم تعد تجدي نفعا وأصبح هناك شبه ركود في عمليات البيع والشراء وهو ما دفع تجار العود إلى التنويع في الآونة الاخيرة لبيع بعض التحف والهدايا، ويشاطره الرأي السيد احمد بن هارون الجنيد الذي يؤكد ان المعاناة الحقيقية تكمن في الوصول الى غابات العود ورغم قصر المسافة بين سنغافورة وكمبوديا ومنيماور حيث تكثر غابات العود إلا أن المعاناة هي مع مافيا تجار العود، موضحا أن التجار يقومون دوما بالمخاطرة والمجازفة للوصول الى تلك الاماكن.

قتل وتهريب
ويؤكد أحمد الجنيد أن القتل والسلب عمليات اعتيادية يواجهها تجار العود يوميا مع أشرس العصابات التي تحمي مناطق العود، ويقول :رغم كل ذلك استطعنا ترويض العديد منهم وللمعلومية ان كل تجارة العود تأتي عبر التهريب من الحدود وتصل في محطتها الاولى الى سنغافورة ومن ثم تذهب الى بقية العالم.

وفي سنغافورة تتم المزايدة ورفع الاسعار من تاجر الى آخر، السعر يرتفع ليس للجودة بل لما يعترض التاجر من مصاعب مع العصابات ومافيا العود والطريف حقاً أن تلك المافيات وسكان المناطق حيث تنتشر غابات العود لم يكونوا يعرفونه سابقا إلا عندما اكتشفوا حب العرب له وهم غالبا لا يستخدمونه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى