القوى الدولية تتحد في تعبيرها عن القلق بشان الاعلان النووي الايراني

> موسكو «الأيام» ا.ف.ب :

>
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
اعربت القوى الدولية امس الاربعاء عن قلقها بشان اعلان ايران امس الاول نجاحها في تخصيب اليورانيوم لانتاج الوقود النووي، واجتمعت على وصف ذلك بانه "خطوة في الاتجاه الخاطئ".

وتردد ذلك الوصف على لسان عدد من المسؤولين في الاتحاد الاوروبي وكذلك في فرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة في مؤشر على اجماع دولي نادر على عدم الموافقة على التحدي الايراني للمجتمع الدولي.

واعتبر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا امس الاربعاء اعلان ايران بانه "نبأ سيء جدا" يسير "في الاتجاه الخاطئ"، على ما افادت المتحدثة باسمه.

وقالت كريستينا غالاش لوكالة فرانس برس ان "الاعلان يسير في الاتجاه الخاطئ". واضافت "هذا الاعلان هو نبأ سيء جدا لكن توقيت تحرك الاسرة الدولية يبقى التوقيت الذي حدده مجلس الامن الدولي".

ووصفت روسيا، التي تشارك في بناء اول مفاعل نووي ايراني وتتمتع بحق التصويت بالفيتو في مجلس الامن الدولي، اعلان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بانه"خطوة في الاتجاه الخاطئ".

وحث متحدث باسم وزارة الخارجية ايران على وقف كافة نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم بما في ذلك النشاطات التي تجرى لاغراض علمية، في تناقض مع الدعم الدبلوماسي الذي قدمته روسيا لايران في المراحل الاولى من الخلاف حول برنامجها النووي.

الا ان وسائل الاعلام نقلت عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معارضته الشديدة لاستخدام القوة لحل المسالة النووية بعد تقرير نشرته مجلة "نيويوركر"الاميركية وصحيفة "واشنطن بوست" قبل ايام بان واشنطن تفكر في شن عمل مسلح ضد ايران.

وقال لافروف "انا مقتنع بان المشكلة لا يمكن ان تحل باستخدام القوة".

وتعتبر روسيا واحدة من العديد من الدول التي تمتلك ترسانة اسلحة نووية اضافة الى الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا والهند وباكستان. كما يعتقد ان اسرائيل تمتلك اسلحة نووية رغم عدم تاكيدها ذلك.

وسارعت القيادات الاسرائيلية الى الاعراب عن القلق الشديد ازاء الخطوات الايرانية المتقدمة في مجال تخصيب اليورانيوم، واعتبرت ان ايران باتت قادرة على امتلاك السلاح النووي خلال ثلاث سنوات.

واعتبر مسؤولون عسكريون وسياسيون اسرائيليون كبار ان الاعلان الايراني مقلق مع السعي الى التقليل من الخطر العملي المباشر لهذه الخطوة.

واعتبر رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس ان الاعلان الايراني "مثير للقلق للجميع وهذا ما تظهره ردود الفعل الدولية".

وتعتبر اسرائيل النظام الايراني العدو رقم واحد لها، وتشعر بالقلق خاصة بعد دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى "شطب اسرائيل من الخارطة".

وبدوره قال البيت الابيض، الذي قاد المزاعم بان ايران تسعى للحصول على اسلحة نووية، وهو ما نفته طهران بشدة، ان على مجلس الامن التفكير في اتخاذ مزيد من الاجراءات اذا واصلت الجمهورية الاسلامية نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم.

وذكر المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان "كان هذا النظام يحتاج الى بناء الثقة مع المجتمع الدولي. ولكن بدلا من ذلك، فان يسير في الاتجاه الخاطئ".

واعتبر ان الاعلان الايراني "يزيد من التاكيد على السبب الذي يخلق مخاوف جدية لدى المجتمع الدولي حول تطلعات النظام الايراني النووية".

واضاف انه "اذا استمر النظام الايراني في الاتجاه الذي يسلكه اليوم، سنناقش الخطوات التي سنعتمدها مع الاعضاء الاخرين في مجلس الامن والمانيا".

وفي المانيا، التي شاركت مع بريطانيا وفرنسا في مفاوضات مع ايران لحل الخلاف حول ملفها النووي، اعربت الحكومة عن "قلقها العميق" بشان الاعلان الايراني.

وصرح نائب المتحدث باسم الحكومة ثوماس ستغ للصحافيين ان على الجمهورية الاسلامية تعليق كافة عملياتها لتخصيب اليورانيوم كما نص على ذلك بيان مجلس الامن الدولي الشهر الماضي.

وقال ستغ "نحن نشعر بالقلق البالغ ازاء التقارير عن نجاح نشاطات ايران لتخصيب اليورانيوم".

واضاف "لا يمكننا الا ان نقول ان هذه خطوة اخرى في الاتجاه الخاطئ. يبدو ان ايران ليست مستعدة للتخلي عن سيرها باتجاه العزلة".

اما في فرنسا، فقد جاء موقف الحكومة مطابقا للموقف الالماني.

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جان فرنسوا كوبيه امس الاربعاء "اننا نتطلع الى تسوية دبلوماسية لهذه المسألة. ندعو ايران الى الالتزام بواجباتها والامتثال لمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي. والحقيقة ان هذه التصريحات الاخيرة من وجهة النظر هذه اقرب الى خطوة في الاتجاه الخاطئ".

ووصف وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي بدوره تصريحات السلطات الايرانية المتعلقة ببرنامجهاالنووي ب"المثيرة للقلق".

وقال ان فرنسا "تنتظر المعلومات التي سيعود بها رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي من مهمته في ايران" التي يتوجه اليها امس الاربعاء.

اما اليابان، الدولة الوحيدة التي تعرضت لهجوم نووي وابقت على علاقات وثيقة مع ايران قبل وبعد الثورة الاسلامية عام 1979، فقد دعت ايران الى تلبية مطالب المجتمع الدولي.

وصرح شينزو ابي الامين العام للحكومة، للصحافيين ان الخطوة الايرانية "تتعارض مع الرسائل التي بعث بها مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية" مضيفا ان الاعلان الايراني "مؤسف للغاية".

وكانت مدينتا هيروشيما وناغازاكي تعرضتا لهجوم بالاسلحة النووية الاميركية في اب/اغسطس 1945.

وفي لندن، اعرب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن "القلق البالغ" بشان اعلان ايران عن نجاحها في تخصيب اليورانيوم محذرا من ان الامم المتحدة يمكن ان ترد "باتخاذ مزيد من الاجراءات الدبلوماسية".

وقال سترو في بيان له ان الخطوة الايرانية "تتناقض مع الدعوات المتكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن بتعليق ايران لكافة انشطة التخصيب واعادة المعالجة بما في ذلك الابحاث والتطوير".

واضاف "على النظام الايراني ان يظهر قولا وفعلا انه لا يسعى للحصول على اسلحة نووية" مضيفا "ان الاعلان الايراني الاخير يقوض الثقة الدولية بالنظام الايراني ولا يساعد" في حل الخلاف النووي معه.

وقال سترو "اذا لم تلتزم ايران (بمطالب الامم المتحدة) فان مجلس الامن سيبحث في اتخاذ المزيد من الاجراءات الدبلوماسية".

ورغم كل هذه الانتقادات الا ان رئيس هيئة اركان القوات الايرانية الجنرال حسن فيروز ابادي اكد اليوم ان الغرب لا يمكنه وقف البرنامج النووي الايراني المتطور،وذلك في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الايرانية,وقال فيروز ابادي "رغم كل التهديدات، واصل العلماء جهودهم وفي التاسع من نيسان/ابريل تمكنوا من تخصيب اليورانيوم بنسبة 5،3 بالمئة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى