مع الأيــام..تهديد ياسين.. إساءة للوطن

> د.هشام محسن السقاف:

>
د.هشام محسن السقاف
د.هشام محسن السقاف
يندرج تهديد الأخ د. ياسين سعيد نعمان في خانة الإرهاب المنظم الذي يخرج بالسجال السياسي والحوار إلى منحدرات الاستقواء بالقوة والتلويح بها أو استخدامها لقمع الرأي المخالف والمغاير، وهي في حالة الدكتور ياسين تتعدى أخلاقيات الصحافة والفكر والسياسة لتعكس وعي القوة الذي تمارسه بعض الفئات المتخمة بنشوة النصر البغيض على الوطن، أو حتى أجزاء مهمة فيه، ليجري الحوار بين مجرد مراسل لصحيفة معمد ، وشخصية وطنية بحجم ومكانة الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان المشهود له بالاستقامة والنقاء السياسي والفكري، على منوال رمي الأخير بالتهمة الجاهزة «الانفصالية»، قبل أن تبلغ غضبة المنتشي بثقافة القوة على الوطن والشعب الدرجة «المضرية» فيجوز في عرفه تصفية الحوار الهادئ بالتهديد واستخدام السلاح.. وهي درجة من التشوه الخلقي الذي لحق بنا جراء التبشير بنظرية العصمة لفئات بعينها ووضع الجميع تحت طائلة الكفر والارتداد «الانفصالية» إذا جرى منهم التأكيد على حقهم في القول والحوار والمراجعة وطرح الآراء بعيدا عن الوصاية.

إنها قاصمة الظهور- وحق الكعبة- أن يكون الفصل في قضايا سياسة وفكر عن طريق الجهر بالسوء ورمي الآخرين بالانفصالية والعمالة والخيانة، ولا خيار للمظلومين والمقهورين وأصحاب الرأي الآخر إلا أن يصمتوا، بل يصمتوا طويلا من المهد إلى اللحد، أو أن يغتسلوا بماء التوبة معمدين أنفسهم في رواق الوحدويين الحقيقيين الذين لا يأتيهم الباطل من خلاف، وبالتالي انضمامهم إلى الجوقة ذاتها لتغدو الديمقراطية اليمنية أو المتبقي من أشلائها بمثابة النظرية العالمية الثالثة أو الرابعة بعد نظرية الأخ العقيد الزعيم معمر القذافي، حيث لا طعم ولا رائحة ولا لون لديمقراطيتنا إلا ما يضفيه المنتشون عليها من طعامهم ورائحتهم ولونهم.

وهذه حالة شاذة تسشتري بيننا دون أن نعي ردات فعلها الحقيقية لدى السواد الأعظم من شعبنا، التائق إلى الحرية الحقيقية والكرامة والمساواة بعيدا عن الاستقواء والإذلال والقهر وتقسيم الناس إلى قسمين لمجرد الاختلاف في الرأي. والقضية - أخيرا- ليس معنيا بها أو موجهة تجاه شخص الدكتور ياسين، وقد جرب في فترات سابقة إرهابا مماثلا لم يثنه عن رؤاه الوطنية أو يبدل من قناعاته، بقدر ما تمس هذه القضية مجموعة المفاهيم المغلوطة التي يجري تأصيلها في بعض النفوس لتمارس هيمنتها من منطلق القوة على كل ما عداها - وإن كان الوطن برمته- وهو ما يتطلب إحياء للقيم الوطنية النبيلة وتعزيز سلطة القانون وردع أصحاب نظرية القوة والعنف والإرهاب قبل أن تستفحل شوكتهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى