ليبيا تحيي ذكرى الغارات الأمريكية في أجواء يكتنفها الشك والغضب

> طرابلس «الأيام» وليام ماكلين :

>
ليبيا تحيي ذكرى الغارات الأمريكية في أجواء يكتنفها الشك والغضب
ليبيا تحيي ذكرى الغارات الأمريكية في أجواء يكتنفها الشك والغضب
اخترق صاروخ أمريكي منزل ناصر جرانه في قلب العاصمة الليبية طرابلس عام 1986 وأصابت شظايا الزجاج المتطايرة أمه بعمى جزئي,بالنسبة لرجل الأعمال البالغ من العمر 48 عاما يذكره عجز أمه بما يراه الليبيون جريمة.. غارة امريكية ليلية قتلت 40 شخصا من بينهم أطفال وهم نيام.

وفيما تحيي الجماهيرية ذكرى مرور 20 عاما على هذا الهجوم اليوم السبت يقول الليبيون إن عدم تقديم الولايات المتحدة أي اعتذار يعرقل الجهود التي استأنفها الجانبان لبناء الثقة.

قصفت القوات الأمريكية طرابلس وبنغازي في الساعات الأولى من صباح يوم 15 أبريل نيسان عام 1986 ردا على ما قال رونالد ريجان الرئيس الأمريكي آنذاك إنه تورط ليبي في تفجير ملهى ليلي في مدينة برلين الالمانية قبل ذلك بشهر والذي قتل فيه ثلاثة أشخاص من بينهم جندي أمريكي وأصيب عشرات آخرون.

وقال جرانه وهو يشير إلى بيوت أعيد بناؤها بعدما تعرضت للقصف في حي بن عاشور الراقي بطرابلس "هجوم في الثانية صباحا على أناس نيام.. ذلك سلوك وحشي."

وتابع قائلا "حين تدخل الغرفة لا تستطيع أمي التعرف على من دخل حتى بعد اجراء العديد من الجراحات لإصلاح بصرها. عندما يعاني المرء من ذلك يوما بعد يوم لا بد وأن يشعر بألم عميق."

وأضاف "لا يوجد أي اعتذار. وعندما تقول الولايات المتحدة.. نحن نريد السلام.. فأي سلام هذا عندما يصاب ابرياء."

والصواريخ التي أصابت الحي الذي يعيش به جرانه كانت موجهة على ما يبدو لمبنى حكومي قريب لكنها انحرفت.

كان من بين القتلى رضيعة تبناها الزعيم الليبي معمر القذافي,وفي الساعات الأولى من صباح غد السبت سيتجمع كبار الشخصيات عند بيت القذافي الذي لا يزال مهدما لاحياء الذكرى كما يحدث كل عام.

لا يزال المنزل مهدما على حالته كأثر يدل على ما يعتبره الليبيون دليلا على الغدر الأمريكي.

وأدى الهجوم إلى تدني العلاقات الأمريكية الليبية إلى أدنى مستوياتها حينذاك,لكنها تدنت أكثر بعد تفجير طائرة ركاب أمريكية فوق لوكربي باسكتلندا في ديسمبر كانون الآول عام 1988 ومقتل 259 شخصا كانوا على متنها و11 شخصا على الأرض في قرية لوكربي.

وتخلصت ليبيا في عام 2003 من عزلة دولية استمرت أكثر من عشر سنوات عندما قبلت المسؤولية عن تفجير الطائرة وبدأت في دفع تعويضات عن تفجير لوكربي وعن تفجير طائرة ركاب فرنسية فوق النيجر في عام 1989 قتل فيه 170 شخصا.

كما وعدت ليبيا بتفكيك برامجها النووية والكيماوية والبيولوجية ووقعت على بروتوكولات إضافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وفي العام التالي وافقت ليبيا على دفع تعويضات لأكثر من 160 شخصا من ضحايا تفجير ملهى برلين.

لكن الغارة الأمريكية في عام 1986 تركت رواسب من عدم الثقة ويشعر الليبيون أنهم قدموا كل التنازلات لتسهيل إعادة بناء العلاقات.

ورفضت الولايات المتحدة على الدوام المطالب الليبية بدفع تعويضات عن الهجوم,وما زالت ليبيا على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وقال المحلل الليبي أحمد الأطرش "حتى اليوم العلاقات بين ليبيا والولايات المتحدة" لا تزال تحيط بها الشكوك.

وأضاف الأطرش أن الاستمرار في اعتبار ليبيا راعية للإرهاب يعطي إشارة سيئة لدول أخرى على قائمة الخارجية الأمريكية مثل ايران وكوريا الشمالية والسودان وكوبا وسوريا.

وما زال الليبيون يشعرون بسخط خاص على الكلمة التي وجهها ريجان للأمة معلنا عن الهجمات والتي جاءت في سطرين.

وقال ريجان في سطر إن الهجمات حددت أهدافها بدقة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين,وقال في السطر الآخر إن واشنطن ستشن هجمات أخرى إذا كان ذلك ضروريا.

وقال حسام محمد الذي يعمل في محل كمبيوتر في حي بن عاشور "بوسعي أن أغفر لأننا جميعا نخطيء." وتابع قائلا وهو يشير إلى البيوت التي دمرت في الغارة "إذا اعتذرتم فذلك حسن. لكن إذا قلتم إنكم قد تفعلون ذلك مرة أخرى فنحن نواجه مشكلة." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى