قصة قصيرة بعنوان (الموعد المنتظر..!)

> «الأيام» ماجد علي الداعري /كلية الآداب - قسم إعلام/عدن

> رن هاتفها الجوال على غير موعده، حاولت مراراً كتمان رنينه عن سمع كل من كان حولها، وفجأة لملمت أوراقها بسرعة عجيبة ومن دون أن تلقي حتى تحية الوداع على زملائها، غادرت القاعة فوراً في وقت مبكر قبل أن ينتهي دوام ذلك اليوم.

كل زملائها وزميلاتها تساءلوا بدهشة واستغراب وفضول طاغ تركهم يعمهون في حيرة من الأمر بحثاً عن إجابة لاسئلة ارتسمت على شفاههم جميعاً، ما حكايتها هذا اليوم؟ وكيف تركت بقية المحاضرات وهي التي لا تغيب عنها أبداً؟ ما الذي حدث لها أو لأهلها من مكروه لا سمح الله؟! كل تلك الأسئلة الحائرة التي شغلت بالهم لم تشفع في إعادتها لإكمال بقية المحاضرات والإجابة على أسئلتهم الجادة، بل إنها غادرت فناء الكلية بخطى حثيثة غير معتادة في مشيتها كل يوم بعد أن رأت أن خطواتها المعتادة لن تقوى على إيصالها بالسرعة التي تريدها ولن تقوى على تخطي تلك المسافة القصيرة التي تفصلها عن منزله، الذي ما إن وصلت إليه حتى رمت بكل ما لديها من أوراق وملازم تخص دراستها الجامعية وسرعان ما غيرت ملابسها الأولى بملابس أخرى أكثر نعومة وشفافية، أسرفت كثيراً في إهدار أنواع مختلفة من العطور عليها، بعد أن أرهقت أحمر الشفاة كثيراً بتمريره ذهاباً وإياباً على شفتيها الذابلتين وبعد أن أهدرت جزءا كبيراً من الأصباغ وأدوات التجميل المختلفة التي تحتفظ بها كل حين في حقيبة يدها حتى غدا وجهها جزءاً مختلفاً عن بقية الأجزاء الأخرى ولا يمت إليها بصلة.. كل ذلك كان قبل أن تخرج في أتم زينتها وأعلى درجات الأهبة والاستعداد لذلك اللقاء المنتظر..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى