> يواجه عشرة الاف شخص في رومانيا امس الثلاثاء امكانية الاجلاء عن مناطق ديارهم في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الحثيثة لعمال الانقاذ لاصلاح صدع في سد على نهر الدانوب قبل ان يتسبب ارتفاع منسوب المياه بالنهر في فيضان يغمر القرى الواقعة في اراض منخفضة.

ويستمر ارتفاع المياه في نهر الدانوب في جنوب شرق اوروبا حيث بلغت اعلى مستوياتها في اكثر من قرن خلال نهاية الاسبوع بسبب الهطول الغزير للامطار وذوبان الجليد.

واكتسحت المياه الاف الهكتارات من الاراضي الزراعية والعديد من الموانيء والقرى في انحاء البلقان وسط هطول امطار غزيرة امس في رومانيا.

وقالت السلطات الرومانية ان الموقف بات حرجا في قرية بيستريت بجنوب البلاد حيث ساعد سكان القرية الجيش في نقل اجولة الرمال بواسطة عربات تجرها الخيول لاصلاح صدع في سد قريب.

وقال دوميترو براتان الذي يبلغ الثمانين من العمر "اذكر كيف عملت بجد لبناء هذا السد في عقد الستينيات وظننت ان هذا السد لن يكسر ابدا,انا سعيد للغاية لمعاونة الجيش لنا. اتمنى ان يصبح كل شيء على ما يرام."

وتأهبت فرق الانقاذ لاجلاء 10 الاف شخص من تسع قرى بالمنطقة من بينها بيستريت ونقلهم إلى مستشفيات ومدارس تقع على اراض اعلى تحسبا لاحتمال اخفاق محاولات اصلاح السد.

وانخفض منسوب المياه قليلا في الدانوب عند المنطقة التي يخرج فيها من صربيا ليدخل رومانيا لكن ارتفاع مناسيب المياه استمرت في الارتفاع شرقا وامتدت موجة الفيضان إلى مقاطعتي تولسي وكونستانسا حيث هرع المواطنون إلى تدعيم حواجز الفيضان.

وقال نائب رئيس بلدية كيرنافودا جورج هيميس لمحطة انتينا 3 التلفزيونية "هطول غزير اخر للامطار ويكتسح الفيضان البلدة بأكملها وليس بيدنا الكثير لعمله لمنع ذلك لان المياه ستأتي من المصارف."

واظهرت لقطات تلفزيونية المياه تغمر معظم انحاء مطار جالاتي في جنوب شرق البلاد في حين يواصل 1500 من عمال الانقاذ ومتطوعون محاولات بناء حاجز يبلغ طوله سبعة كيلومترات لحماية المناطق السكنية.

وتم اجلاء اكثر من 1000 شخص في رومانيا الليلة الماضية معظمهم من مقاطعة دولي في الجنوب مما يرفع عدد من تم اجلاؤهم بسبب الفيضان إلى 4700 شخص, وغمرت مياه الفيضان 600 منزل وادت إلى تدمير 170 منزلا اخر.

وتغمر المياه حاليا اكثر من 76 الف فدان من الاراضي في جنوب رومانيا وهي منطقة خصبة لزراعة القمح والذرة وقال مسؤولون انهم سيواصلون غمر الاراضي الزراعية بالمياه للمساعدة في حماية المناطق المأهولة في الشرق.

وفي صربيا وصلت المياه إلى اعلى حواجز الفيضان على نهر تيسا في منطقة فويفودينا حول بلدة تيتيل التي تنتظر موجة مياه جديدة قادمة من المجر في وقت لاحق من الاسبوع الحالي.

وقال برانيسلاف رادانوفيتش رئيس شركة المياه في فويفودينا "السؤال هو ما اذا كان الحاجز سيتحمل. لم يتم اختباره من قبل مع مثل هذه المياه الكثيرة."

وفي بلغاريا ارتفعت مستويات المياه في الدانوب بشكل طفيف وقام العمال بسد الثغرات في حواجز الفيضان وتدعيم مواضع تسرب المياه عبر الحواجز التي تشبعت بالمياه.

واجلت السلطات المرضى والعاملين من مستشفى في بلدة نيكوبول شمالي بلغاريا وقالت السلطات ان اسراب البعوض تهدد بنشر المرض.

(شارك في التغطية ماريوس زاهاريا وبيتي بيلاندزيتش وكريمينا ميتيفا) رويترز