حلمنا طال انتظاره

> «الأيام» نورالدين عبده الحداد /المنصورة - عدن

> أن تحلم بالعمل، والسكن، والعلم والمعرفة فهذا الحلم مكفول شرعاً وقانوناً في الدستور، لأن ذلك من الحقوق الأساسية التي يفترض أن يتمتع بها ويحصل عليها كل مواطن، لكن بعض الآمال والأحلام والتطلعات المشروعة تكون صعبة المنال، لأن حلها ليس بأيدينا كما هو حال أعضاء الجمعيات التعاونية السكنية في محافظة عدن الباسلة التي مضى على تأسيس هذه الجمعيات ما يزيد على 14 عاماً (عام1992م).

وبالرغم من مرور هذه الفترة الزمنية الطويلة لم يحدث أي تقدم يذكر نحو الآمال التي علق عليها الكثيرون لحل أزمة السكن التي يعيشونها منذ أكثر من أربعين عاماً لدى البعض، وربما الحسنة الوحيدة الملف الذي يحتوي على رقم البقعة والمخطط (وبس).

نسمع بين فترة وأخرى بعض التصريحات الخجولة بالمناسبة وغير المناسبة وتظل القضية عالقة وبدون حلول كل هذه الفترة الزمنية الطويلة، وأصبحت تمثل لنا لغزاً محيراً مثل لغز (مثلث برمودا) الذي يبتلع السفن والطائرات..

ما علينا المشكلة كما نراها ونعيشها ليس هناك آفاق لا قريبة ولا بعيدة صوب الحلول، وبالمناسبة انتقل إلى رحمة الله العشرات من أعضاء هذه الجمعيات وتقاعد الآلاف.. وأصيب بعضهم بالعاهات والشيخوخة.. الحزن والألم يعتصر الكثيرين بسبب أوضاعهم السكنية المزمنة: غرفتان وداره بالكاد للأولاد وأولادهم، محشورين في هذا السكن الضيق لعدم القدرة على إيجاد سكن آخر مناسب بسبب الدخل المتواضع لمعظم الموظفين في هذه المحافظة الغالية على قلوبنا جميعاً.

أربعون ألف موظف هم أعضاء الجمعيات، وهم يمثلون نسبة مرتفعة من سكان المحافظة خاصة إذا تم احتساب معدل ستة أفراد كمتوسط وأبناؤهم كذلك، فأنهم سيمثلون نسبة عالية من سكان المحافظة ألا يستحق هذا القطاع الواسع التعويض عن سنوات الحرمان والوعود الكاذبة لقاء ما قدموه من خدمة جليلة للوطن وبالصبر على المعاناة في مختلف المراحل بعزة نفس ونظافة يد وضمير.. صرخاتهم يهتز لها جبل شمسان وأنينهم أيقظ الموتى في مقابرهم! فمن يأخذ بأيديهم يا قوم بعد كل هذا؟

إنهم يستحقون التعويض عما فاتهم ووقفة صادقة تريح عنهم ثقل الانتظار الطويل والمعاناة الإنسانية لأن لسان حالهم يقول:

حققوا أحلام الصغار.. الكل مل الانتظار.. صار يسأل عن جوار.. جميعنا يرثي لحاله مات وحلمه نصف دار.. حلمنا طال انتظاره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى