كبر الرويبضة

> «الأيام» أحمد مقبل الحنش /الحود - الضالع

> إن الكبر والتكبر صفات مذمومة ودفينة لما فيها من ازدراء وتحقير للآخرين وحقوقهم، وهي صفة مثبطة لصاحبها ولمن حوله، فالمتكبر في عصرنا هذا لا يملك أي شيء سوى حسد الآخرين والحقد عليهم فهو يرى نفسه في السماء وعلى الجميع تمجيده ومدحه، وهو على عكس من ذلك ثقيل لا يتحرك، يتعالى وينتفخ بينما هو لا شيء فهو لا يملك في قلبه مكانا للتسامح أو العفو والصفاء، فالكبر مرض من أمراض القلوب وصفة هدامة بغيضة وطبع لئيم وآفة تدمر كل شيء لا يجني صاحبها سوى المتاعب في الدنيا والآخرة. قال عليه الصلاة والسلام: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر» رواه البخاري. وهو دليل على ثقل وفظاعة هذا الداء العضال الذي يصيب قلب الإنسان فينفّر الآخرين نتيجة الجهل والحماقة والأنانية.

إن المتكبرين اليوم تطاولوا على الكبر ذاته وأعطوا لأنفسهم هذه الصفة لا لشيء إنما لإخفاء ما في نفوسهم من ضعف وجهل، حيث إن المتكبر اليوم يهابه الآخرون وذلك لمعرفتهم بحاله وتجنبا له، فهو إما جاهل أحمق يملك ضخ الأموال لشراء النفوس الضعيفة أو جسر يعبر البعض عليه أو شرط لشلة توافق رأيه كونها تمجده، بل إن البعض يرى أنه عبقري ويجب أن يشار إليه بالبنان كونه استطاع ربط علاقة مع فلان أو علان أو فاز برضا من يملك الأموال، وعلى عكس ذلك كان سلفناً الأول الذين سبقونا ترى فيهم الحسب والنسب والشجاعة والإقدام والعلم والمال، أما المتكبرون اليوم فليس لهم أي رصيد يفتخرون به سوى انتفاخ البطون والعقول المتوقفة المغلقة التي لا تزال تعيش في ليل دامس والتي أفسدت الناس والمجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى