عام على انسحاب قواتها العسكرية ودمشق لا تزال قادرة على التدخل في لبنان

> بيروت «الأيام» سليم ياسين :

> رغم مرور عام على سحب دمشق قواتها العسكرية من لبنان، لا تزال العاصمة السورية قادرة على التدخل في شؤون جارها وفق المحللين بسبب التطورات الاقليمية والتنوع السياسي والديني في لبنان.

ويرى دبلوماسي عربي ان دمشق، رغم الشكوك في تورط اجهزتها الامنية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ظهرت مجددا كلاعب لا بد من التعامل معه مستفيدة من فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية والازمة النووية الايرانية وتورط الولايات المتحدة في المستنقع العراقي.

وادى قرار مجلس الامن الدولي 1559 الذي نص على انسحاب القوات الاجنبية من لبنان والتحرك الشعبي المناهض لسوريا اثر اغتيال الحريري، الى اسراع دمشق في سحب قواتها في 26 نيسان/ابريل 2005.

ويشير الباحث اللبناني نديم شحادة الى "ان السوريين خلفوا وراءهم قنابل موقوتة تشل الحكومة اللبنانية التي تواجه جارا قويا".

ويستشهد هذا الباحث في المؤسسة الملكية البريطانية للعلاقات الدولية "شاتم هاوس" بالقدرة التي تملكها سوريا على رفض المطالب اللبنانية التي تحظى بدعم الغرب والامم المتحدة.

ويقول شحاده "في البداية حاول اللبنانيون المواجهة عبر التعبئة الشعبية، لكن هذا التحالف المناهض لسوريا لم ينجح في مواصلة التعبئة ولا في المحافظة على تماسكه ويبدو راهنا شبه مشلول".

والواقع ان هذا التحالف تاثر بسلسة من الاعتداءات استهدفت سياسيين وصحافيين مناهضين لسوريا، اضافة الى خروج العماد ميشال عون منه واقترابه من قوى موالية لسوريا.

ولم تتمكن الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا من ان تشكل منفردة اول حكومة انبثقت من الانتخابات النيابية. فبسبب النظام الطائفي اضطرت الى اشراك حزب الله وحركة امل المواليين لسوريا واللذين يحتكران تمثيل الطائفة الشيعية.

وحاليا تمتنع سوريا عن تحديد موعد لزيارة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي استقبله اخيرا الرئيس الاميركي جورج بوش.

وكان السنيورة اعرب عن رغبته في اجراء محادثات مع المسؤولين السورييين بعدما كلفه مؤتمر الحوار الداخلي بحث المسائل التي اجمع عليها الاقطاب اللبنانيون مع دمشق، وفي طليعتها ترسيم الحدود واقامة علاقات دبلوماسية.

وبناء عليه، لا يزال موضوع ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا في جنوب لبنان (على تقاطع بين لبنان وسوريا واسرائيل) معلقا، ومثله ضبط السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي يحتفظ به اطراف فلسطينيون موالون لسوريا.

ويرى دبلوماسي غربي في بيروت طلب عدم كشف هويته ان "دمشق تريد الاحتفاظ بورقة مزارع شبعا لتبقي لبنان رهينة ولتستخدم قوة الردع التي يتمتع بها حزب الله عبر صواريخه الموجهة الى شمال اسرائيل".

وفي هذا السياق، اكد رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري السبت ان "المشكلة ليست في ترسيم الحدود بل في الاحتلال الاسرائيلي"، وقال "عندما ينتهي الاحتلال نتفاهم مع اللبنانيين على شبعا".

اضافة الى ذلك، تتمسك دمشق بورقتين اساسيتين: سلاح الفصائل الفلسطينية في لبنان ورئيس الجمهورية اميل لحود التذي يتمع بصلاحيات كافية لتاخير عمل الحكومة في كل المجالات.

من ناحية اخرى، طلبت السعودية التي يقلقها اتساع اعمال العنف الطائفية في العراق من زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري فصل ملف العلاقات اللبنانية السورية عن قضية التحقيق الدولي في اغتيال والده، واوعزت اليه باجراء اتصالات مع حزب الله.

ويشير خبير في علم السياسة طلب عدم كشف هويته الى خشية "القوى السيادية اللبنانية" من ان تدفع مجددا ثمن البرغماتية السياسية لواشنطن وباريس والانظمة العربية الموالية للغرب، وذلك رغم تاكيد الولايات المتحدة مرارا ان اي صفقة مع سوريا على حساب لبنان غير ممكنة.

من جهته، يعتبر النائب في الاكثرية البرلمانية سمير فرنجية ان الحل الوحيد لاقامة علاقات "مفيدة ودائمة" بين البلدين يكون بتخلي سوريا عن اسطورة "سوريا الكبرى".

ويقول فرنجية "من الضروري ان تتخلص سوريا من هذه الاسطورة التي يجسدها شعار شعب واحد في دولتين" والذي ترتكز عليه في رؤيتها للعلاقات بين البلدين.

ويضيف "هذا هو الثمن الذي يسمح بصياغة تسوية تاريخية تساعد على قلب صفحة الماضي وتطبيع العلاقات فعليا بين البلدين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى