سفير جمهورية مصر العربية الشقيقة في اليمن في حوار مع «الأيام»:لا أجد في التاريخ نموذجًا مشابهًا للعلاقات الحميمة والتلاحم بين الشعبين المصري واليمني

> «الأيام» باشراحيل هشام باشراحيل:

>
د. محمد بدر الدين زايد
د. محمد بدر الدين زايد
أجرت «الأيام» مع سعادة السفير د. محمد بدر الدين زايد، سفير جمهورية مصر العربية في اليمن حواراً خلال زيارته لمدينة عدن تناول عددا من القضايا ذات الصلة بالعلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها.. كما تناول الحوار أهمية زيارته لمحافظة عدن، وتالياً نص الحوار.

< سعادة السفير اذا تحدثنا في البداية عن أسباب زيارتك الى عدن؟

- أسباب زيارتي جزء من الاهتمام المصري بعدن كعاصمة اقتصادية لليمن والرغبة في تعميق التفاعلات والاتصالات بين مصر واليمن.

< ونرجع للسؤال لماذا عدن؟

- إن هناك حرص امصريا على التواصل والتفاعل مع كافة المدن اليمنية ويأتي على قمة هذه المدن خارج العاصمة السياسية صنعاء مدينة عدن لمكانتها التاريخية ووضعها الاقتصادي الواعد بإذن الله ونحرص على أن تكون تفاعلات مصرية يمنية لا تقتصر على مكان واحد بطول اليمن وعرضها وبطول مصر وعرضها، حتى أن هناك تعاونا ما بين الجامعات على سبيل المثال. أحرص شخصياً على توجيه الجامعات المصرية والجامعات اليمنية إلى عدم التركيز على المراكز المعروفة فقط، لهذا هناك اتصالات خاصة في هذا الإطار تتوجه فيها الجامعات اليمنية والجامعات المصرية إلى التفاهم مع الجامعات الاقليمية، لأن علاقات بحجم العلاقات المصرية اليمنية وبزخمها التاريخي وبمكانتها لا يليق أن يكون التعاون على مستوى القاهرة أو صنعاء وعدن والاسكندرية وإنما يجب أن يكون على مستوى أسيوط وذمار والحديدة والسويس. وهكذا فإن العلاقات من هذا النوع الخاص وبهذا المستوى يجب أن تمتد لكافة مستويات المجتمع المصري واليمني.

< لاحظنا في السنوات الأخيرة قيام معارض تجارية مصرية بعدن لاقت نجاحاً كبيراً، هل هذا سيشجع على دفع الشركات المصرية باتجاه عدن؟

- نعم نحن بالفعل مهتمون بشكل كبير بدفع الشركات المصرية لإقامة معارض مصرية متخصصة في عدن، كان هناك تقليد استمر لبعض السنوات وأجلناه العام الماضي حرصا على أن تكون المشاركة المقبلة بإذن الله في عدن على مستوى يليق بمكانة عدن وبمكانة الصادرات المصرية ولهذا إن شاء الله ستكون المشاركة المصرية في المستقبل في معارض عدن مشاركة ملموسة وتعكس الاهتمام المصري بهذه المدينة التاريخية البارزة وأيضا تعكس حجم العلاقات بين البلدين.

< هناك حديث يدور عن اتفاقيات جديدة سيتم توقيعها بين اليمن ومصر؟

- هو أن اللجنة المشتركة العليا التي ستعقد برئاسة رئيسي الوزراء في 17-16 مايو المقبل بإذن الله ويسبقها الاجتماع الوزاري لكبار المسؤولين ستحدث نقلة نوعية في العلاقات المصرية اليمنية، ليس فقط بحجم الاتفاقيات التي سيتم توقيعها وهي 18 اتفاقية، المسألة في تصوري أكبر من هذا بكثير، لأنها تتعلق بتأطير وتأصيل العلاقات المؤسسية بين كافة المؤسسات المصرية واليمنية والوزارات المعنية وايضا سيكون هناك معرض هو الأكبر في تاريخ العلاقات بين البلدين ويمكن بتاريخ الشرق الاوسط، متخصص في شركات المقاولات ومنتجات مواد البناء، يشارك في اللجنة المشتركة 120 رجل أعمال مصريا وأنا أتصور أن هذا الرقم غير مسبوق في أي تفاعلات عربية بينية، وآمل ان يكون مناظريهم عدة آلاف في دولة مستقبلا تستقبل هذه الأعداد من رجال الأعمال المصريين وتتفاعل معهم، المعرض لهذا الاعام هو الأول من نوعه من حيث التقنية المستخدمة في تقديم المنتجات والفرص والامكانات المصرية في مجال المقاولات ومواد البناء وسيفتتحه ان شاء الله بعد ظهر يوم 16 مايو رئيسا وزراء البلدين، ثم يكون مفتوحا للقاءات رجال الاعمال وتفاعلاتهم بشكل دائم ليست بمدة طويلة، لكنها مدة مركزة الآن طبعاً كبار رجال الاعمال لا يأتون للمشاركة لأيام طويلة وانما يأتون لفترة مركزة وقصيرة ولهذا نأمل ان تكون المشاركة اليمنية والحضور في هذا المعرض أيضا بنفس المستوى ومركز وكثيف للغاية ليتيح أكبر فرصة من التفاعلات البينية، لأننا الآن نركز على قضية المعرفة الكافية بين رجال الاعمال في البلدين، لأن المعرفة مؤشر رئيسي جدا في تحقيق روابط اقتصادية.

< هل وجدتم تجاوباً من الجانب اليمني بالنسبة للتشريعات والتسهيلات التي ستقدم لرجال الأعمال المصريين؟

- أود ان أنوه بشكل خاص ان دولة الاستاذ عبدالقادر باجمال لديه اهتمام خاص وواضح بتدعيم الاستثمارات المصرية باليمن وتشجيعها وأكاد أقول ان في كل لقاءاتي المتعددة معه يوجه دائما بهذا الحرص على ضرورة زيادة الاستثمارات المصرية في اليمن، وهو لديه ادراك كامل ورؤية واسعة بحكم خبرته السياسية والفكرية الواسعة بضرورة تهيئة المناخ السياسي والقانوني الكامل لإنجاح هذه الاستثمارات ولنجاح التعاون الاقتصادي بين البلدين.

< مصر معروفة بدورها الاقليمي بالنسبة للدول العربية اذا لم تكن الأهم ما بين الدول العربية، كيف ترون هذا الدور وانعكاسه على علاقتكم باليمن؟

- العلاقات المصرية اليمنية، وهو السؤال الذي لم تبدأ به، علاقات شديدة الخصوصية لها عمق تاريخي كبير يتجاوز آلاف السنين، دعمته تلاحما فريدا يجعله الأليق والأجدر في العلاقات العربية البينية أن يكون نموذجا لهذه العلاقات، يدعمه علاقات استراتيجية واضحة في سيطرة البلدين على مدخل ومخرج البحر الاحمر، وهناك حرص كبير من البلدين على التواصل والتفاعل. هناك لو تذكر دليل على هذه الخصوصية وهي التفاعلات والاتصالات السياسية المتكررة بين القيادتين السياسيتين، ويكفي ان نذكر الاتصالات الكثيفة التي سبق ان تمت خلال القمة العربية السابقة، وما يعكس خصوصية هذه العلاقات أن فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح هو الذي قدم طلب اعادة ترشيح السيد عمرو موسى أمينا عاما للجامعة العربية، لم تتقدم به مصر، وأنا أعتقد أن هذه كانت رسالة بالغة في الاهمية لكل متابع ومراقب سياسي أن هناك اتصالا سياسيا كثيفا وعميقا بين القيادتين السياسيتين وهذا الاتصال هو في نهاية الامر انعكاس لهذه الحقائق السياسية والموقفية والاستراتيجية وتأكيد لأهمية هذه العلاقات.

< مادمنا نتكلم عن الجامعة العربية، الكثير من قرارات الجامعة العربية لم تطبق؟

- الكثير طبق على فكرة.

< أريد ان تعطيني أمثلة على هذا الكلام.

- أنا لا أدعي بأنني متخصص في المتابعة او على الاقل لا تحضرني الذاكرة لكن هذا ليس طبعا مجال حديثنا، نحن نتحدث عن العلاقات اليمنية ولكني أريد ان أؤكد لك بان الجامعة العربية نجحت في بعض الاشياء منها مثلا منطقة التجارة الحرة العربية. كنا في لقاء مع الغرفة التجارية منذ قليل وتحدث بعض الحضور حول مسألة اتفاق على اقامة معارض عربية متخصصة تقام بطول وعرض الوطن العربي، أعتقد ان هذا انجاز مهم انه كان الحديث العربي دائما يدور في مسائل السياسة، واليوم أصبح هناك حديث مختلف حول قضايا الاقتصاد وقضايا حقوق الانسان وقضايا التعاون الاجتماعي والامني وهناك ايضا بهذا الصدد مؤسسة عربية شديدة النجاح ولا يلتفت اليها أحد وهي مؤسسة وزراء الداخلية العرب، حريصة كل الحرص على التعاون والتلاقي ويحدث تعاون بالغ الاهمية بين الدول العربية في فروع هذه المؤسسة وليست فقط مؤسسة وزراء الداخلية العرب ومؤسسة وزراء الصحة العرب، أنا شرفت بانني كنت مشاركا في مؤتمر وزراء التعليم العالي العرب الذي عقد بتعز في نهاية العام الماضي وواضح تماما ان هناك الكثير من هؤلاء الوزراء يجتمعون ويعرفون بعضهم البعض يودون ان يحققوا أكثر من هذا في مجال المقاييس العلمية والمعايير الاكاديمية المطبقة ولكن ما يحدث يؤكد ان هناك أسسا للتفاهم وعلاقات تعليمية عربية موجودة بالفعل، يعني ان هناك اشكالية دائماً، أكررها أنه عندما نتحدث عن الكوب الفارغ نركز على الماء المتبقي خاليا من هذا الكوب ولا ننظر أبدا ان هناك مياه في هذا الكوب، هناك نجاح لعدد من المؤسسات العربية العديدة في بعض المجالات، في تعبير عام مصري يقول (تكسير المجاديف) فأعتقد أن واجبنا ليس أن نكسر هذه المجاديف وانما أن نعمل بشكل عملي ومحدد لإكمال الماء في هذا الكوب الناقص.

< إذن هل تعتقد ان العلاقات البينية تغني عن عمل الجامعة العربية؟

- لا طبعا لا تغني ، أنت تقودني الى مسألة لم أقلها ولم أذكرها..أنا أقول إن العلاقات العربية البينية تشكل ما يعني بنية تحتية، وخلق البنية التحتية والمصالح المشتركة وتقوية العلاقات الثنائية العربية سيجعل من العمل الجماعي العربي أكثر امكانية ان شاء الله وأصبح من الضروري اليوم التركيز على مسائل محددة وقضايا محددة لبناء التعاون والمصالح المشتركة التي يمكن من خلالها تحقيق الانتقال الى مرحلة أكثر تحديثا وتطورا في العمل الجماعي العربي.

< ننتقل الى العراق، دور مصر الاقليمي معروف بالنسبة للعراق، كيف ترى سعادتك الحكومة العراقية المقبلة وعلاقاتها بالدول العربية؟

- نحن نتمنى، ونهنئ الحكومة العراقية على نجاحها أمس في اختيار وتشكيل الحكومة وأنا أعتبر هذه الخطوة رغم أنها طالت بعض الشيء وانما خطوة ضرورية ونجاح مهم لمسيرة اعادة بناء العراق وتمكينه من أداء دوره البارز والمهم في المنطقة العربية وهناك حرص مصري كبير على أن يستعيد العراق كامل عافيته وان يتمكن في المستقبل القريب بإذن الله من العودة كطرف عربي ودولي بالغ الاهمية وله مكانته التاريخية عبر التاريخ.

< نعود الى اليمن مرة ثانية.. مصر معروفة بدورها في الستينات في دعم الثورة اليمنية، إذا أمكن ان تعطي لنا لمحة تاريخية عن هذه العلاقات في الستينات والسبعينات ومدى تطورها الآن؟

- أسمح لي أنني لابد ان أكرر ان ما حدث من تلاحم بين مصر والشعب اليمني في دعمه ودفاعه عن الثورة اليمنية كان ظاهرة تاريخية. أنا في الحقيقة كباحث أو كقارئ لا أجد نموذجا مشابهاً لهذه العلاقة، كان هناك بعض المقاتلين من أجل الحرية في كثير من الثورات في العالم شارك فيها بعض أبناء الجنسيات الاخرى، حدث في بعض مراحل الحرب الاهلية في اسبانيا على سبيل المثال.

أما حالة اليمن فكانت نموذجا فريدا لأن مصر جاءت دفاعا عن مستقبل وحق الشعب اليمني في مستقبل أفضل وضحت بالكثير وقدم الشعبان معا نموذجا فريدا، أذكر على سبيل المثال الكثير من الوقائع والقصص في تاريخ هذه العلاقات، أذكر رواية حكاها لي الاستاذ مجاهد ابوشوارب رحمه الله حول دوره وهو ضابط صغير في انقاذ بعثة طبية مصرية حوصرت في الجبال.

أذكر أن هذا التفاعل وهذه العلاقات جعلت هناك نموذج غريب في العلاقات بين الشعبين ولا يفوتنا ان نذكر ايضا ان الدعم الذي حدث لثورة الجنوب ثورة 14 اكتوبر كان دعما كبيرا ولكن الظروف السياسية والاعلامية حالت دون الكشف عن الكثير من جوانبه، ولكن الدعم والتفاعل بين مصر والشعب اليمني في الشمال والجنوب، كان نموذجا وفريداً من نوعه وأنا أحسب ان التاريخ يقاس دائما بالعلاقات الكبرى، كانت هناك أخطاء متبادلة من بعض القرارات المصرية او اليمنية في تلك المرحلة أنا أحب أن أقول إنه آن الأوان حتى نتعامل مع هذه المسائل بقدر كبير من الرؤية الشاملة والتسامح ولكن الاحداث التاريخية الكبرى لا تقاس بهذا الامر إنما تقاس بما تنجزه وبما نراه اليوم في اليمن من تطور ضخم.. يمكن أنا أثرت هذه المسألة عندما قارنت في موضع ما منذ فترة من الوقت بين بناء السد العالي في مصر وبين الوحدة اليمنية، يعني أحسب ان القرارات التاريخية الكبرى.. من الذي يدرك معنى التاريخ، المجتمع الذي يعرف في مصر معنى بناء السد العالي كحدث تاريخي ضخم.. التاريخ يقيس الزعماء بقدر هذا الانجاز والذي يدرك معنى الوحدة اليمنية في تاريخ اليمن الطويل يعرف معنى الانجاز الذي قامت به القيادة السياسية اليمنية الحالية وحققت وحدة اليمن لاول مرة منذ مئات يمكن آلاف السنين فهذه القرارات الكبرى والتي يحكم عليها التاريخ وأعتقد ان التفاهم المصري اليمني او تلاحم الدماء المشتركة كان من القرارات الكبرى التي ستقاس تاريخيا وأعتقد ان المشاركة والدعم اليمني في حرب 73 بإغلاق باب المندب هو أحد الدلالات لهذه العلاقات الفريدة، بالإضافة طبعاً الى علاقات أصّلها التاريخ، كانت دوماً مصر فيها بحكم التفاعلات البشرية الكثيفة وحركة هجرة الافراد بين البلدين، عشرات ان لم يكن آلاف الاسر المصرية من أصل يمني الآن آلاف اليمنيين يقيمون ببساطة شديدة، لأنهم يشعرون ان هذا وطنهم الثاني.

< هل تعتقد ان هذه العلاقة تترجم الآن الى نشاط اقتصادي وتنموي كبير بين البلدين، هل تعتقد على سبيل المثال سيتم الغاء الحدود الجمركية بين البلدين عن قريب؟

- هذه الحدود الجمركية سيتم إلغاؤها وفقاً لاتفاقيات دولية واقليمية بالفعل، وكما تعلم أن انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية واتفاقية التجارة العربية الحرة هي مسألة وقت، أود أن أذكر المؤمنين والغيورين على هذه العلاقات ان الوضع الراهن الحمد لله أفضل بكثير مما كان عليه في السابق وانه عندما يتضاعف حجم التبادل التجاري اكثر من مائة في المئة في عامين فهذا يعني ان هناك فرصا واعدة بنمو التبادل الاقتصادي بين البلدين. في عام 2003م كان حجم التبادل التجاري لا يزيد عن 60 مليون دولار امريكي، اليوم حجم هذا التبادل اكثر من 130 مليون ، الارقام الفعلية التي اعلنت في عام 2005م تؤكد أنه أكثر من 130 مليون دولار، معنى هذا أنه في عامين فقط تضاعف إلى 120% نأمل أن المؤشرات من بداية 2006 تشير أن هذا الحجم قد زاد كثيرا، هذه المؤشرات تدل على ان فرص نمو هذه العلاقات أكبر بكثير مما قد يعتقده البعض للوهلة الاولى وان الصورة تسير بشكل ايجابي للامام دوما.

< سعادة السفير هل من كلمة أخيرة؟

- انني سعيد بزيارتي لعدن للمرة الثالثة ولكنها المرة الاولى التي تتاح لي فرصة فيها أكبر لمقابلة المسؤولين ورجال الاعمال والصحافة، فقد زرت عدن قبل ذلك مرتين ولكنها سريعة في اطار مهمات ووفود ولم تتح لي فرصة لعقد لقاءات كثيفة، وانا أرى ما شاهدته في عدن من نهضة ما سمعته عن سرعة التحولات التي تمت في الفترة الاخيرة تبشر بالخير وأتمنى لعدن كل التقدم وان تصبح في المستقبل القريب بإذن الله ليس فقط العاصمة الاقتصادية الكبرى لليمن وانما إحدى العواصم الاقتصادية الكبرى في العالم ان شاء الله وشكراً جزيلاً.

- مواليد سبتمبر 1956م

- خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية 1978م

- دبلوم الدراسات الدولية - برلين

- دبلوم معهد الدراسات العربية 1980م

- ماجستير علوم سياسية

- دكتوراه في العلاقات الدولية 1990م من جامعة القاهرة

- 3 مؤلفات في المفاوضات الدولية آخرها كتاب المفاوضات الدولية بين العلم والممارسة سنة 2003م وعدد آخر من المقالات والدراسات

- عمل ببعثاث مصر في الولايات المتحدة، السعودية، كندا ثم سفيراً باليمن أغسطس 2003م

- متزوج وله 3 أبناء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى