مع الأيــام..ما لكم .. كيف تحكمون !!

> محفوظ سالم شماخ:

>
محفوظ سالم شماخ
محفوظ سالم شماخ
تثار هذه الأيام زوابع وأعاصير، وتدار (خوارات) ولا أقول حوارات بين القوى السياسية والأحزاب المختلفة في بلادنا منطلقة من جو الانتخابات المتوقعة. والمطالع المدقق لكل هذا العراك لن يرى منه إلا تكرارا واجترارا لما سبق عبر سنوات (ظلال الديمقراطية) ولكي نوضح الصورة أكثر نستعرض ما يدور من عراك حول لجنة الانتخابات وهل إجراءاتها قانونية أو غير قانونية.. والنقاش يدور والقانون بعيد عن كل ما يدور، فعند اشتداد الخلافات القانونية يتم الاحتكام إلى القانون نفسه عبر قنواته التي كان لابد من إيجادها قبل الولوج إلى الديمقراطية، فهل توجد لدينا محاكم نزيهة قانونية ودستورية ممكن الاحتكام إليها؟.. أم أنه لا يتعدى الشكوى والبكاء عند هذا القائد أو ذاك الشيخ بعيداً عن القانون.

كذا فإن أطروحات بقاء الرئيس أي رئيس أو عدم بقائه ولو أعلن أنه لن يرشح نفسه.. لماذا يصبح موضوع نقاش..؟ فإن استقال فالكل ذاهب طال الزمن أو قصر وإن بقي فالحال نفسه، إذن لماذا هذا الإلهاء والتلهي بمشاعر الأمة ومقدراتها؟ لماذا لا نتعامل مع الواقع بدل الالتفاف عليه؟ ولماذا تلوك ألسنتنا وأقلامنا أموراً لا طائل من نقاشها؟

وإن نحن تناولنا علاقات الأحزاب ببعضها وبالذات أحزاب المعارضة بالحزب الحاكم والحوارات الدائرة.. لم نسمع عن أحزاب تتحاور في معارك الانتخابات، بل كل حزب يخرج إلى الشارع وإلى الناخب بما يراه ولا ينتظر من الطرف الآخر (بيع وشراء) أنا هذا وأنت ذاك، وكل له مجاله..فلماذا الاستهزاء والسخرية بمشاعر الناس ومتى يا ترى يتحقق لدينا النضج السياسي، أليس هذا عبثاً في عبث (ضعف الطالب والمطلوب)؟

نأتي بعد ذلك إلى تبادل التهم بين الأطراف واتهام طرف لآخر بأنه مثلاً يسيء استخدام أموال الأمة الرسمية ويعبث بها.. الخ، إن كانت تلك الاتهامات لها أساس، فلماذا لا توضع في قنواتها القانونية التي يتم عبرها حسم تلك الأمور؟

نأتي بعد ذلك إلى العبث في المناصب.. الخ، فأنا لا أتصور أن يكون هناك وزير للحزب الحاكم أو مسؤول يأخذ راتبه وما هو حول راتبه من جيوب الأمة و بعد ذلك لا يريد أن يكون للأمة كلها بل يريد أن يكون لحزبه فقط ولمريدي حزبه.. أما ما عداهم فالإبعاد والأذى والاضطهاد.. فهل هذا منطق الديمقراطية؟

إذن أين هي القنوات الديمقراطية التي يمكن أن تحمي الديمقراطية من (مدمقرطيها). أما أحزاب المعارضة فهي تراوح في مكانها ولا تريد أن تتطور في أدائها بما يحقق حماية الديمقراطية الحقة مهما كان الثمن، بل إن كل إجراءاتهم على استحياء، فبماذا نسمي هذا أليست هرطقة سياسية؟!.. أم أنهم كغيرهم واقعون تحت شعار (أطعم الفم تستحي العين) أو (العين بصيرة واليد قصيرة).

نأتي إلى حقيقة أن الدعاية الانتخابية لها قنواتها الدعائية، فبيد من القنوات التلفزيونية؟ أليست بيد الحزب الحاكم؟ وماذا عسى أن تؤثر الصحافة في شعب 85% منه لا يقرأون ولا يكتبون ولكن بإمكانهم أن يسمعوا ويشاهدوا ومن ثم يتوجهون إلى صناديق الانتخابات وهم على الأقل يدركون ولو إلى حد ما ما يفعلون وما يراد بهم.

بعد ذلك نستعرض حكاية (المجالس المحلية) وماذا عملت.. انجازاتها حتى الآن تفعيل الضرائب وتحصيل الأموال براً وبحراً وجواً.. ولا يوجد من يشرف على صرفها.. لأن كل شيء بيد المحافظ أي بيد المركزية إياها.. إذن ما هي الفائدة؟.. وجود مجالس من دون استقلالية حقة ولا محاسبة لا يعني شيئاً سوى (محلك سر).. إذن لماذا هذا التهافت عليها؟ أليس للنفوذ الشخصي في الغالب أو الاحتكاك الحزبي أو قل ما شئت إلا العمل الجاد والمؤثر.. وكلها تحت شعار (طير يا طير والحبل بيدي).. إذن لماذا نتعب الشعب العرطة الغلبان بكل هذا الضجيج؟.. فعينوهم فلعل في التعيين خيراً واكفونا شرهم وشر نخيطهم.

أمام هذا الوضع المقلوب، فهل الأجدى أن تتحاور الأحزاب حول اللجان و الرئاسة والردح الذي سئمناه وسئم منا.. أم أن الأجدر بها أن تتنادى إلى حوار وطني شامل يهدف إلى سد الثغرات في قوانيننا التي تحكم وتتحكم في المسيرة الديمقراطية حتى نغترف جميعاً من نهرها الفياض، بدلاً من أن يتم تقطيره علينا قطرة قطرة ونظل أعمارنا كلها في عطش وتعطش.. آمل أن يتفهم الجميع ذلك و يا قوم.. مالكم كيف تحكمون!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى